TOP

جريدة المدى > سينما > كيت بلانشيت..تتعلم العزف لتجسد دور قائدة أوركسترا ألمانية

كيت بلانشيت..تتعلم العزف لتجسد دور قائدة أوركسترا ألمانية

نشر في: 22 فبراير, 2023: 10:37 م

ترجمة: عدوية الهلالي

تكون ليديا تار، قائدة الأوركسترا السيمفونية الألمانية الكبرى، في أوج فنها وحياتها المهنية. ويقترب موعد إطلاق كتابها وهي تعد كونشيرتو مرتقب للسمفونية الشهيرة رقم 5 لجوستاف مالر. ولكن في غضون أسابيع قليلة، ستنهار حياتها بطريقة فريدة من نوعها. ومن هنا يعكس الفيلم الجديد الذي يحمل اسم (تار) آليات القوة وتأثيرها واستمراريتها في مجتمعنا.

بدأت النجمة كيت بلانشيت العمل مع المخرج تود فيلد في ايلول2020. وأثناء تحضيرها الطويل لتار، قامت بتصوير فيلمين آخرين. وقد تعلمت التحدث باللغة الألمانية، والعزف على البيانو (وهي تعزف كل نغمة في الفيلم) كما قامت بعمل بحثي هائل. ويقول عنها المخرج:»لقد علّمت نفسها بنفسها حقًا وقد أنجزت في عام واحد، من خلال تصوير فيلمين آخرين،، أكثر مما كانت ستفعله ليديا تار خلال 25 عامًا.. فبعد يوم من العمل، كانت تهرع إلى دروس البيانو، واللهجة الألمانية، والأمريكية، وتمسك العصا، وتجسد دورها كأول امرأة تقود اوركسترا.

وكانت نقطة البداية لإعداد الممثلة هي دروس قائد الأوركسترا إيليا موسين كما عملت أيضًا بشكل مكثف على قيادة الأوركسترا مع المدربة ناتالي موراي بيل.

وعلاوة على ذلك، كتب تود فيلد فيلم (تار) خصيصًا للممثلة ويقول: «لو كانت قد رفضت، لما كان الفيلم قد رأى النور أبدًا. ولم أكن لأفاجيء مشاهدي السينما وعشاقها بفنانة اخرى، لأن كيت بلانشيت تعشق مهنتها بشكل مطلق «.

ومن أجل الأطلاع على جوانب الموضوع، تحدث تود فيلد إلى العديد من الموسيقيين الأوركسترا في ألمانيا، بما في ذلك أول مديرة حفلة موسيقية في تاريخ أوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية ويقول: «أخبرتني عن الصعوبات التي كان عليها التغلب عليها، والتي لم يكن نظيرها الذكر ليواجهها أبدًا.فعالم الموسيقى الكلاسيكية النمساوية الألمانية لايزال متجمدا في الماضي.. وحتى يومنا هذا، لا يوجد أي امرأة تعمل كقائدة أوركسترا. وعلى هذا النحو، فإن فيلمنا لايعدو كونه مجرد قصة خيالية».

وبعد أن شغلت منصب المدير الفني المشارك والرئيس المشارك لشركة مسرح سيدني مع زوجها أندرو أبتون لما يقرب من 10 سنوات، عرفت كيت بلانشيت ما يعنيه أن تقود مؤسسة ثقافية كبرى، تقول: "مع هذا المستوى من المسؤولية، وبقدر ما هو ثقافي أكثر منه مادياً، يمكن للمرء أن يشعر بالوحدة الشديدة وأن يشعر انه في وضع غير محمود، مع إدراك أنه يمثل التحدي الأكبر في أي مهنة ".

وبالنسبة لدور أولغا ميتكينا، كان الإنتاج يبحث عن عازفة تشيلو روسية صغيرة جدًا تتمتع بموهبة التمثيل، ثم قرر توسيع البحث ليشمل جميع الجنسيات. وتلقت مديرة شؤون الممثلين ومساعدتها، العديد من مقاطع الفيديو الخاصة بالمتسابقين ولكن لم يحقق أي منها الهدف المرجو. وكان من غير المعقول أن يلجأ الفريق إلى استخدام ممثلة بديلة، يقول المخرج: "بالنسبة لنا، كان على أولئك الذين من المفترض أن يعزفوا الموسيقى في الفيلم أن يجيدوا العزف فعلا".

وأخيرًا، فازت صوفي كاور، التي كانت تعزف التشيلو منذ أن كانت في الثامنة من عمرها. ومع أنها نشأت بالقرب من لندن، فقد تمكنت من التحدث بلكنة روسية بعد مشاهدة مقاطع فيديو تعليم اللغة الروسية. وبمجرد تمثيلها في الفيلم، أتقنت لهجتها مع المدربين هيلين سيمونز وإينا ريزنر.

ومن بين المهام العديدة لمصمم الإنتاج ماركو بيتنر روسر هو العثور على قاعة للحفلات الموسيقية على غرار ما يسمى "الكرمة" (حيث تحيط مقاعد الجمهور بالمسرح وترتفع الصفوف في منحدر مثل كرم العنب).وهكذا وافقت أوركسترا دريسدن الفيلهارمونية على إتاحة قاعة الحفلات الموسيقية الخاصة بها، والمستوحاة من أعمال المهندس المعماري الألماني هانز شارون، مخترع قاعات "كروم العنب". وكان على فريق الديكور تصميم وبناء الكواليس والمكاتب الإدارية.

كما عمل المخرج مع رئيسة التحرير مونيكا ويلي، التي التقى بها خلال مشروع فيلم سابق لم ير النور. وعندما بدأوا التحرير، كانت لندن لاتزال خاضعة للحظر الصحي. لذا اضطروا الى حبس أنفسهم في دير من القرن الخامس عشر في ضواحي إدنبرة.

ويتذكر تود فيلد ذلك قائلا: "بصرف النظر عن العمل، لم يكن لدينا الكثير لنفعله سوى السير على طول الأسوار التي تصطف على جانبي الدير. وهذا ما فعلناه،فعلى مدى أسابيع، كنا بعيدًا عن عائلاتنا، وعملنا على تكريس أنفسنا للفيلم بالكامل، بطريقة ربما لم نكن قادرين على فعلها في لندن ".

عرض تود فيلد تحفته السينمائية الجديدة (تار) لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي، وهو دراما موسيقية تقارب الثلاث ساعات، تتناول الحياة المتقلبة لقائدة الاوركسترا، ليديا تار التي تمثل معجزة موسيقية متفردة في التاريخ المعاصر، وإحدى أشهر المؤلفات الموسيقيات على قيد الحياة وهي من نسج خيال المؤلف والمخرج.ويكشف الفيلم عن الممارسات الاستغلالية التي ترتكبها ليديا بحق طلابها وموظفيها. ولا يمضي وقت طويل، قبل أن تخترق تلك الحوادث قاعات الصفوف وخشبات المسارح، لتصل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتخلق رد فعل عنيفا ضد ليديا، ينتهي بخسارتها لعملها ومغادرتها البلاد بحثًا عن فرص أخرى للعمل بعيدًا عن ضوضاء الفضيحة، كما يدين الفيلم التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يحرف الحقيقة في بعض الأحيان أو يجعلها أسوأ أيضًا، وهذا بالضبط ما حدث مع مقاطع الفيديو المعدلة التي نشرت على "تويتر" وكشفت عن شخصية المعلمة الطاغية والمتنمرة ليديا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"إسرائيل" ترفض الانسحاب الكلي من لبنان وبري يعارض الشروط

بارزاني: "قسد" لا تمثل الأكراد كافة

مقتل طالب في كلية الشرطة بهجوم مسلح

الصدر: عهداً ووعداً لن نحيد عن التمهيد والإصلاح ما حيينا

مركز الفلك الدولي يحدد الاول من شهر رمضان المبارك

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

لا سينما عربية بل سينمات ولا سينما بل أفلام

أودري هيبورن: نجمة هوليوود التي عملت جاسوسة للمقاومة خلال الحرب العالمية الثانية

كلاسيكيات خالدة: السجين.. دراما سياسية مثيرة

مقالات ذات صلة

لا سينما عربية بل سينمات ولا سينما بل أفلام
سينما

لا سينما عربية بل سينمات ولا سينما بل أفلام

قيس قاسم يدور سؤال الملف حول السينما العربية وهذا وحده بحاجة إلى تدقيق قبل الخوض في متغيّراتها، والحاصل فيها من تجديد أو تشخيص، لدوام ثبوتها على الحالة التي كانتها منذ عقود، لأنّ صفة "العربية"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram