TOP

جريدة المدى > سياسية > بغداد تقترب من تدشين مفاوضات واشنطن - طهران وجولة سادسة مع السعودية

بغداد تقترب من تدشين مفاوضات واشنطن - طهران وجولة سادسة مع السعودية

نشر في: 22 فبراير, 2023: 11:58 م

 فؤاد حسين: التوصل إلى تفاهمات بين إيران وأمريكا مهم للعراق

 بغداد/ تميم الحسن

ترجح مصادر سياسية بدء بغداد خطوات جدية في الواسطة بين طهران وواشنطن، وهي احدى أسباب زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان العاصمة العراقية امس، في زيارة تستمر لأكثر من يوم. وتأتي الزيارة بعد أقل من 24 ساعة على اعلان الحكومة البدء بإنتاج الغاز لأول مرة وهو ما قد يقلل من اعتماد العراق على الغاز الإيراني.

ويستورد العراق من إيران غاز وكهرباء بأكثر من 10 مليارات دولار فيما يقوم بالتسديد لها عبر دولة ثالثة.

ويبدو حضور عبداللهيان وهو مخطط له سابقا جاء ليكون بعد انتهاء مفاوضات العراق في واشنطن والتي رسمت علاقات جديدة بين الدولتين "الصديقتين" كما وصفها بيان سابق للائتلاف الحاكم.

وتواجه ايران عقوبات غربية متصاعدة بسبب سياستها الداخلية واتهامها بدعم التوترات في المنطقة، كما هي المتضرر الأكبر من قيود واشنطن على حركة الدولار في العراق. وكان لافتا عشية وصول وزير الخارجية الايراني الى بغداد ظهور رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي لأول مرة بشكل علني بعد انتهاء حكمه العام الماضي، وهو يلتقي مسؤولين في طهران.

وتسربت معلومات عن ان الكاظمي قد يكون لقاءه -الذي نشرت صوره في مواقع ايرانية وقربه العلم العراقي وهو غالبا ما يحدث في الزيارات الرسمية- مرتبطا بالحوارات مع السعودية. ويعتبر الكاظمي الذي غادر السلطة في تشرين الأول الماضي، هو عراب المفاوضات بين طهران والرياض حين عقد في فترة حكمه 5 جولات حوار بين الطرفين. ومؤخرا قالت السعودية بان تحضيرات الجولة السادسة ستكون قريبة، فيما يستضيف العراق اليوم الخميس أعمال الاتحاد البرلماني العربي لمدة يومين. بالمقابل تحدثت انباء اخرى عن ان الزيارة قد تكون حول تقديم الكاظمي افادته بشأن حادثة المطار التي قتل فيها نائب رئيس الحشد ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، وكانت فصائل عراقية موالية لطهران قد اتهمت رئيس الوزراء السابق بالحادث. وفي سياق متصل قالت مصادر ايرانية ان برهم صالح رئيس الجمهورية السابق متواجد مع الكاظمي في طهران، بحسب تغريدة للمحل السياسي الايراني أمير موسوي الذي يرجح ان له علاقات بالاطلاعات الايرانية (المخابرات).

القلق الإيراني

الى ذلك اشارت مصادر سياسية مطلعة في حديث لـ(المدى) الى ان "وصول وزير الخارجية هو ضمن ترتيبات استئناف الحوارات بين طهران وواشنطن التي ترعاها بغداد". كما تشير المصادر التي طلبت عدم الاشارة الى هويتها الى ان مقابل ذلك "طهران تشعر بالقلق بسبب المفاوضات العراقية مع الولايات المتحدة بشأن الدولار، واحتمال انحسار استيراد العراق للغاز".

وترى المصادر ان "بدء العراق انتاج الغاز هو اجراء تدعمه واشنطن من ضمن سياسة خنق إيران".

وأمس قال باسم العوادي المتحدث باسم الحكومة ان انتاج العراق للغاز "سيقلل الإنفاق على استيراد الغاز ثم التصدير لاحقا لتعزيز منابع الاقتصاد وتوفير أموال ضخمة للموازنات".

وقبل يوم من وصول عبد اللهيان كان رئيس الوزراء محمد السوداني قد أعلن عن بدء العراق انتاج الغاز لأول مرة، متوقعا وصول العراق الى الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال 3 سنوات.

وبحسب المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيره الايراني في بغداد، ان الطرفين بحثا عدة ملفات من بينها "نتائج الزيارة إلى واشنطن المتعلقة بالجانب الإيراني". ونوه حسين بحسب ما نقلته الوكالة الرسمية الى ان "التوصل إلى تفاهمات بين إيران وأمريكا مهم للعراق". وسبق ان ذكر وزير الخارجية العراقي انه تلقى اتصالا هاتفيا من اللهيان اثناء وجوده في واشنطن الاسبوع الماضي.

وكشف حسين في مقابلة صحفية عن انه بعد الاتصال التقى مع مسؤول ملف المفاوضات الايرانية في امريكا روبرت مالي، وتم التطرق الى "الملف النووي".

وخلال المقابلة التي اجريت عقب انتهاء المفاوضات مع واشنطن، اكد وزير الخارجية ان العراق يشتري غاز وكهرباء من ايران بـ11 مليار دولار، والتسديد يكون عبر دولة ثالثة.

وبين حسين: "مثلا تشتري إيران سلعاً من تركمانستان، ونحن نسدد بدلاً عنها". وكانت وسائل اعلام ايرانية قد اشارت الى انه خلال الاتصال الهاتفي الذي كشف عنه وزير الخارجية مع عبداللهيان خلال تواجد الاول في واشنطن قدم خلالها دعوة رسمية للوزير الايراني لزيارة بغداد. ومن المفترض ان تستمر زيارة عبد اللهيان الى بغداد يومين، حيث يتوقع ان يلتقي مع رئيسي الوزراء والبرلمان، ورئيس مجلس القضاء، ومستشار الامن القومي قاسم الاعرجي.

وكان الاعرجي قد التقى عشية وصول اللهيان الى بغداد مع السفيرة الامريكية في العراق الينا رومانوسكي. ومن جملة ما بحثه الاعرجي مع السفيرة بحسب بيان لمكتب الاول "اتفاقية الاطار الستراتيجي" و"تمتين العلاقات الستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة".

البحث عن الحل

في غضون ذلك اعتبر غازي فيصل وهو رئيس مركز للدراسات السياسية زيارة وزير الخارجية الايراني الى بغداد هي محاولة إيران للخروج من طوق العقوبات. وقال فيصل وهو رئيس مركز العراقي للدراسات الستراتيجية في حديث مع (المدى): "نجاح الوفد العراقي في مباحثات واشنطن في قطع وصول الدولار الى إيران وحزب الله في لبنان والنظام السوري اقلق طهران بالتأكيد".

واضاف: "إيران تواجه عقوبات شديدة بسبب ملاحقة المحتجين في الداخل والاعتقالات والتعذيب والاعدامات كما انها متهمة بإشاعة الفوضى في لبنان واليمن والعراق وسوريا".

واشار فيصل الى ان "الولايات المتحدة تعتبر إيران الراعي الاول للإرهاب"، مبينا ان زيارة عبد اللهيان "قد تكون محاولة لمعرفة إيران عن قرب تفاصيل مباحثات واشنطن".

واكد الباحث في الشأن السياسي ان "العراق قد يكون طرفا وسيطا في اخذ تعهدات اولوية من طهران بعدم التدخل في الشؤون السيادية في المنطقة ووقف سياسة تصدير ايديولوجية الولي الفقيه عبر الحرس الثوري".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

واشنطن تهدد بفرض عقوبات على منشآت مالية حكومية في العراق

تردد الصدر في المشاركة بانتخابات 2025 يزيد «حظوظ الفصائل»

الحكومة العراقية تحذر من تنامي تهديدات "داعش": الإرهابيون جهزوا أنفسهم بأسلحة جيش نظام الأسد

تضارب المعلومات بشأن أزمة السيولة: هل العراق مفلس؟!

قانون الحشد الشعبي يشعل "معركة برلمانية"

مقالات ذات صلة

حتى موعد الانتخابات المقبلة.. الصدر سيقدم «جرعات مرة» لخصومه في الإطار التنسيقي
سياسية

حتى موعد الانتخابات المقبلة.. الصدر سيقدم «جرعات مرة» لخصومه في الإطار التنسيقي

بغداد/ تميم الحسن من المفترض أن يعلن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، قراره النهائي بشأن المشاركة في الانتخابات المقبلة في غضون شهر أو أكثر بقليل. وخلال هذه الفترة، يُتوقع أن يقدم الصدر «جرعات» لخصومه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram