الموصل/ نوزت شمدين احتاج خالد حواس الى خمسة ايام فقط لنقل ملكية منزل اشتراه في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، لكنه عجز عن الحصول على أذن لنقل أثاثه من منزله القديم بالرغم من دورانه المكوكي على الدوائر المعنية ثلاثة اسابيع متتالية،
و(حواس) هذا ليس الوحيد الذي يعاني من مشكلة نقل الاثاث في الموصل، حيث أن الاجهزة الامنية تمنع نقل الاثاث بين الاحياء السكنية أو الى خارج المدينة او بالعكس، الا بموافقة من مراجعها، لكن وبحسب العديد من المواطنين فان هذه الموافقات لم تعد تمنح، كما ان نقاط التفتيش لا تقر بالكتب والموافقات التي تمنحها الدوائر المدنية كالقائمقامية على سبيل المثال. وذكر المهندس فارس عبد العزيز السنجري قائمقام قضاء الموصل وكالة، بان المواطنين في مدينة الموصل يعانون من مصاعب في نقل الاثاث المنزلية بين ساحلي المدينة الايمن والايسر، وذلك بسبب ان سيطرات الجيش للفرقة الثانية لاتعترف بأي كتاب رسمي من محافظة نينوى او قائمقامية الموصل او حتى قيادة العمليات.واضاف بان قائمقامية الموصل أبدلت ثلاثة نماذج لكتب رسمية تصدرها، حيث انها كانت تخاطب بادئ الامر قيادة العمليات، ثم طلبوا ان تتم مخاطبة مركز الامن الوطني، ثم نموذج اخر لمخاطبة مراكز الشرطة، واضاف السنجري: الآن لاتعرف قائمقامية قضاء الموصل من تخاطب في قضية نقل الاثاث او في الاقل من هو المسؤول عن ذلك، وأشار القائممقام بأن الفرقة الثالثة من الشرطة الاتحادية هي الجهة الوحيدة التي تتعاون مع الكتب الرسمية للقائمقامية . الاجراءات التي على المواطن ان يقوم بها في الموصل قبل ان يقدم على تغيير محل سكنه تمثل جملة من المعاملات المعقدة، تبدأ بحصوله على تأييد بأنه كان يسكن في المنطقة التي يريد الانتقال منها وان يحصل على ختم مختار المنطقة، ومركز الشرطة في ذات المنطقة، ويعيد نفس العملية في المنطقة التي يريد الانتقال اليها بحصوله على ختم وموافقة مختار ومركز شرطة المنطقة، مع تقديمه كافة المستمسكات الرسمية الخاصة به من شهادة جنسية عراقية وهوية أحوال مدنية وبطاقتي السكن والتموينية، بعد ذلك يقوم المواطن بمراجعة قائمقامية قضاء الموصل، ليقدم طلبا هناك، فتقوم هي بتزويده بكتاب الى قيادة العمليات، وكانت الاخيرة في السابق تمنح المواطن كتابا يتضمن موافقتها نقل الأثاث، ترضخ له نقاط التفتيش كافة، في الايام الماضية امتنعت عن منح هكذا كتب،ما ادى الى حصول إرباك كبير. المواطن خليل مجيد من سكنة شقق الكرامة شرق الموصل، قال بانه راجع مختاري المنطقتين التي يريد الانتقال منها، او التي يريد الانتقال اليها، واكمل جميع متطلبات الانتقال، لكنه اصطدم بمعضلة نقل الاثاث، وانه قضى عشرين يوماً في سعيه للحصول على موافقة نقل الاثاث دون اي جدوى، رغم تركه لعمله وقضائه ساعات طويلة تحت شمس تموز الحارقة. في حين قال ياسين مصطفى يسكن حي سومر، بأنه في حال اضطر للانتقال مرة أخرى الى منزل جديد، فانه سيقوم ببيع البيت مع الاثاث، ويشتري بيتاً آخر مع اثاثه، لتجنب الوقوف ساعات طويلة امام الدوائر المعنية، والطريقة السيئة التي يعامل بها عناصر الاجهزة الامنية المواطنين الذين يريدون نقل اثاث بيوتهم وهم في الاصل يحملون موافقات رسمية. اما المواطن راسم عبد الغني يسكن تل الرمان جنوب الموصل، فقال بان اثاث بيته محملة في شاحنة مركونة باحدى الساحات الاهلية منذ نحو اربعة ايام بانتظار ان يحصل على موافقة من جهة ما لإيصالها الى منزله الجديد، وقال بأنه راجع قائمقامية قضاء الموصل فقامت بإرساله إلى قيادة العمليات، وعندما ذهب الى هناك ارسلوه الى مقر الفرقة الثانية، ولدى ذهابه اليها تم تهديده بالاعتقال في حال كرر هو او غيره مراجعاتهم دون ان يفهموا السبب، وعندما راجع قائمقامية الموصل مجدداً قالوا له ان الدائرة حائرة مثله ولا تعرف من تخاطب تحديداً. ويتكرر الحال مع جاسم أمين من سكنة منطقة الرشيدية، حيث قال بانه حصل قبل نحو شهر ونصف على موافقة من قائمقامية الموصل لنقل اثاثه، وعندما شحن الاثاث فوجئ في إحدى السيطرات العسكرية ان الجندي يطلب منه جلب موافقة من الفرقة الثانية للجيش لأنه لا يعترف بكتاب القائمقامية، ومنذ ذلك الوقت هو يحاول أن يجد طريقة ينقذ بها اثاثه العالقة. بعض المواطنين في الموصل ابتكروا طريقة جديدة لتجنب الوقوع في حيرة موافقات نقل الأثاث، وذلك من خلال نقل الاثاث شيئا فشيئا بواسطة سياراتهم الخاصة، دون ان يلفتوا انتباه السيطرات ونقاط التفتيش التي تركز في العادة على الاثاث كاملة وموضوعة في شاحنة صغيرة او كبيرة، لكنهم لا يعيرون انتباها الى تلفزيون لوحده، أو طباخاً او جهاز تبريد او مدفأة منفردة، وحتى لو تم السؤال عنها فتكون الاجابة سهلة اما بالبيع او الشراء او التصليح، وتنجح العملية في العادة بحسب المواطنين اذا تم سلك طرق متعددة، لكن قد يستغرق نقل اثاث منزل كامل نحو اسبوع او اكثر وفق هذه الطريقة لكنها باية حال افضل كثيرا من الدوران شهرا بأكمله عن موافقة لا يعترف بها احد على حد قولهم.