متابعة/ المدى
التصدّي للمسؤولية لم تعد كلمة فارغة المحتوى في ظلّ وجود متابعة واسعة من الجمهور والإعلام، وقبلهما وسط رياضي يعي ما يدور في مؤسّساته الكبيرة والصغيرة، ولديه تقييم واقعي ومنطقي جداً بعيد عن التزلّف لقدرات المتصدّين لشؤون الرياضة وأبطالها وقواعدها الناشئة، وكيف تولّوا المهام، وما هي خبراتهم السابقة، وهل لديهم الإمكانيّة لتطوير نوعيّة العمل بهدف تصحيح ممارسات وسلوكيّات خاطِئة متوارثة منذ سنين طويلة؟
يتساءَل كثيرون عن ماهيّة المُنجزات التي حقّقها وزير الرياضة أحمد المبرقع منذ تسنّمه المسؤولية يوم الأحد 30 تشرين الأول 2022 الى أمس الأحد 26 شباط 2023 بعدما تلقّى دعماً كبيراً من الرياضيين الذين وجدوا فيه الحماسة والرغبة في وضع بصمة مؤثّرة في مسيرة الوزارة التي تُعاني من ضغط برامجها في قطّاعين مُهمَّين، ويحتاج الشباب وحدهُ الى تفرّغ الوزارة لمعالجة مشاكله، وتخفيف وطأة الظروف التي عانى منها نتيجة إهمال الوزراء السابقين لمحنتهِ وتكريس كلّ جهودهم وأموال الحكومة لرعاية الرياضة وكرة القدم تحديداً.
120 يوماً غير كافية بكل تأكيد في عُرف قيادة وزارة كبيرة تمارس واجبات شبابيّة ورياضيّة لها تأثيرها في المجتمع، وغير مقبول صمته للتعبير عن صعوبة إزدواجيّة مجابهة هكذا تحدّي وظيفي!
ليخرج المبرقع ويعلن عن ستراتيجيّة وزارته خلال فترة تولّيه المسؤولية، ماذا تحقّق من نقاطٍ عَمَلَ على إصلاحها أو إدامة إيجابيّاتها، ولماذا أخفق في جانب آخر ربّما بسبب عوامل خارج أرادته أو تلكّؤ جهازه الإداري والفني أو ضرورة فصل كلّ قطاع عن الآخر ليأخذ الاستحقاق المالي المطلوب؟!
تساؤلان لم نجد لهما أي جواب، نأمل أن يضع الوزير الإعلام الرياضي والجمهور أمام حقائق كثيرة منها ما دار حول وجود شُبهات فساد في ملف خليجي البصرة وهو أحّد مسؤوليه بمستوى (رئيس لجنة عُليا) ترى ما موقفه إزاء تصدّي عدنان درجال رئيس اتحاد كرة القدم لانتقادات بعض الإعلاميين خلال الأسبوع الماضي ومن بين إجاباته "الدفاعيّة" أن الوزارة تتحمّل قراراتها في مفاصل كثيرة من تنظيم البطولة، وهل ستمضي دائرة التربية البدنيّة والرياضة - قسم الأندية الرياضية لتحريك مسودّة قانون الأندية، وما إطار العلاقة مع اللجنة الأولمبيّة الوطنية لدعم صناعة البطل الأولمبي تارة وتحديد موقفهما لتسمية (الأب الشرعي) للأندية تارة أخرى، وأين يكمن الخلل بمنح الشباب حصص أقل من الإهتمام في أجندة الوزارة منذ عام 2003 حتى نهاية المئة يوم من تاريخ استيزاره، ولماذا لا يكشف عن أسباب إخفاء رأي الوزارة بشأن التعديل الموقوف في مجلس النواب لشمول الصحفيين الرياضيين بقانون رقم 6 لسنة 2013، وكم قاعة بمواصفات دوليّة خطّطت الوزارة لإنشائها بغية دعم ألعاب الكرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد والمصارعة والملاكمة في مركز العاصمة لتُضيّف بطولات العرب وآسيا؟ هذه الأسئلة وغيرها مطالب الوزير المبرقع مصارحتنا فيها!