ذي قار / حسين العامل
يرى الناقد التشكيلي العراقي الدكتور جواد الزيدي الفائز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، ان مدرسة الحروفية العربية اتسعت آفاقها ولم تقف عند حدود جغرافية معينة، مؤكدا تكريس علاقة (الرمزي والمجرد) في تجارب عدد من الفنانين والادباء.
وفي حديث مع (المدى) قال الزيدي عن فوز بحثه بجائزة الشارقة بدورتها 13 لعام 2022 ان "عنوان بحثي هو (تضايف المشخصن والمجرد في النص البصري) وتحديدا في الرسومية العربية، حيث بدأت البحث بتعريف مفهوم التضايف في اللغة والفلسفة والتصوف، بوصفه علاقة جدلية بين حدين لا يمكن قيام أحدهما بمعزل عن الآخر"، واستطرد "وهو ما ينطبق على ثنائية (المشخصن والمجرد) والعلاقة القائمة بينهما إزاء اعتقاد يصل الى اليقين بأن كل عمل تجريدي، إنما هو في الحقيقة واقعي".
وزاد الزيدي "ومن هذه الخصيصة تم الانطلاق لإيجاد مقاربات نظرية لتوثيق الصلة العلائقية بين المجرد ومصدره الواقعي والتشبيهي في إنشاء الصورة الجمالية الكلية القائمة على (التعيين والتضمين) بما يعني كل منهما بحدود الصورة المرسومة" .
وتحدث الزيدي عن "التركيز على بنية الاسطورة وأثرها في التفكير العربي لما تحمله من رمزية يمكن أن تستثمر في التفكير البصري، والكيفية التي تم التعامل معها في الفنون الشرقية"، واضاف "وتم اجراء التطبيقات على تجارب (طالب مكي، محمد عبدالهادي) وآخرين، على الرغم من الافتراق في اشتغالات كل من الفنانين عينة البحث".
واشار الزيدي الى "تعامل البحث مع علاقة (الرمزي والمجرد) والعلاقة التضايفية الكامنة في اللوحة المرسومة بمحمولاتها الرمزية أو التضايفية من خلال بنية تجريدية خالصة تنتمي الى الرسومية"، منوها الى "تجارب (شعراء خطاطين) في بغداد ودمشق كمظفر النواب، يوسف الصائغ، شفيق الكمالي، صادق الصائغ) أو (أدونيس، سمير الصائغ، اتيل عدنان، فاتح المدرس) في دمشق".
ويجد الزيدي ان ذلك "أسهم في تكريس مدرسة حروفية عربية اتسعت آفاقها ولم تقف عند حدود جغرافية معينة، فكانت تجارب (حسن المسعود، وجيه نحلة، نجا المهداوي، محمد السليم) من ضمن النماذج التطبيقية بهذا الاتجاه". واشار الزيدي الى ان "أهمية جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، تكمن بكونها الجائزة الوحيدة التي تعنى بالنقد على أساس المنهج العلمي في كتابة البحوث"، واضاف "إذ يشترط توافر المصدرية وهيكلية البحث الذي يخضع لمعايير أكاديمية في توزيع الفصول وحفريات المفهوم الفكري المجترح". وعن محور البحث قال الزيدي انه "تم اختيار محور (التشبيه والتجريد في الصورة_ التشكيل العربي إنموذجاً) لدورة هذا العام"، واضاف "وتقدمت من خلاله (22) دراسة للتنافس، تم ترشيح ثلاث منها لتكون الفائزة بالجائزة، وكان بحثي أحدها".