ترجمة: حامد أحمد
تحدثت القيادة المركزية لقوات التحالف في الشرق الأوسط في بيان لها أمس الاثنين عن قيام السلطات العراقية بنقل 154 عائلة من معسكر الهول في سوريا تضم 582 شخصا وتحويلهم الى مخيم الجدعة في محافظة نينوى.
ويقع مخيم الجدعة قرب مدينة الموصل الى الجنوب منها الذي تصفه السلطات العراقية على انه مركز إعادة تأهيل للعوائل القادمة من معسكر الهول في سوريا والذي يضم عوائل مشكوك في صلتها بتنظيم داعش الإرهابي.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان لها على موقع تويتر، إن "العراق مستمر بتحقيق تقدم في عملية استقبال وإعادة تأهيل ودمج العراقيين المقيمين في معسكر الهول للنازحين في سوريا."
وقال قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا، ان "هذه الخطوة التي قامت بها الحكومة العراقية اليوم هي جزء من جهد عراقي ودولي متواصل لاسترجاع وإعادة تأهيل ودمج العراقيين المقيمين في معسكر الهول".
وأضاف الجنرال كوريلا بقوله "نحن نثمن دور الحكومة العراقية البناء والشجاع الذي قامت به في استقدام رعاياها، ونثمن كذلك دور القوات الديمقراطية السورية التي تقوم بحماية المعسكر بينما نستمر باسترجاع وإعادة تأهيل ودمج المقيمين في المعسكر لان الأمن يعتبر شيئا جوهريا."
وبين الجنرال كوريلا، بان "مخيم الهول ومنذ فترة طويلة كان رمزا للمعاناة الإنسانية ومكانا يسهل عملية التجنيد لتنظيم داعش، لهذا السبب فان عملية استقبال وإعادة تأهيل ودمج هؤلاء المقيمين هناك هو امر حيوي بالنسبة للعراق وللمنطقة ولتحقيق الهزيمة الدائمة بتنظيم داعش."
يذكر انه منذ أيار 2021 تم نقل المئات من العوائل العراقية من مخيم الهول الى مخيم الجدعة في نينوى، وعلى مدى سنوات كانت السلطات العراقية تدعو الى غلق مخيم الهول لما يشكله من قلق وخطر أمني.
وكانت كل من الحكومة الأميركية والقوات الديمقراطية الكردية السورية التي تتولى حماية المخيم توجه دعوات للحكومات الأجنبية بضرورة استرجاع رعاياها من المقيمين في مخيم الهول ومراكز الاحتجاز في سوريا.
ومنذ تولي الحكومة العراقية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني زمام الأمور في تشرين الأول من العام الماضي توقفت عملية استرجاع العوائل العراقية على نحو مؤقت، ومن ثم استأنفت السلطات العراقية جهود إعادة العوائل العراقية.
وكان مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي يدعو الحكومات الأجنبية ويحثها على استرجاع مواطنيها من مخيم الهول، ودعا الى الإسراع بإغلاق المخيم. وكرر وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين العام الماضي تأكيده على دعوات الاعرجي عندما قال إن بغداد مصرة على استعادة جميع العوائل المقيمة في مخيم سوريا بعد استكمال التدقيقات الأمنية عليهم.
يذكر انه في وقت سابق من هذا الشهر استعادت حكومة كازاخستان 18 امرأة و41 طفلاً من مخيم الهول، وهي خطوة رحبت بها الولايات المتحدة وقيادة التحالف الدولي. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، "نحن نحث جميع الحكومات على ان يقوموا بهذا الفعل ويسترجعوا رعاياهم خصوصا النساء والأطفال".
ومنذ العام الماضي بدأ العراق ببناء سور على طول حدوده مع سوريا البالغة أكثر من 600 كم وذلك لمنع مسلحي داعش والحيلولة دون تمكنهم من اختراق الحدود الى داخل البلاد.
وكان العراق استعاد الشهر الماضي في 19 كانون الثاني 2023 ما يقارب من 580 نزيلاً عراقياً من مخيم الهول الذي يضم الآلاف من عوائل مسلحي داعش. حيث يضم المعسكر أكثر من 50 ألف شخص بضمنهم افراد عوائل مسلحي داعش وغالبيتهم من النساء والأطفال فضلا عن لاجئين عراقيين وسوريين.
ويعتبر مخيم الهول من أكبر المعسكرات المكتظة بالنزلاء في المنطقة التي تفوق طاقته الاستيعابية حيث يعيشون في ظروف صعبة وليس لديهم مكان آخر يلجؤون إليه، ويبعد عن الحدود العراقية بمسافة اقل من 10 كم.
وذكر بيان لوزارة الهجرة نهاية العام الماضي، أن "وزيرة الهجرة ايفان فائق وجهت خلال ترؤسها اجتماع اللجنة العليا لاغاثة ودعم النازحين، بتعليق عمليات إعادة النازحين العراقيين من مخيم الهول السوري إلى مركز الجدعة لحين وضع آلية جديدة وتهيئة جميع الظروف المناسبة لإعادتهم".
واوعزت فائق بحسب البيان في حينها لـ"قيام وزارة الهجرة بمسؤولية ادارة مخيمات جدعة 1 وجدعة 5 بكافة تفاصيلهما وحصر عمل الاجهزة الامنية واجراءتها داخل المخيمات في الدعم والاسناد الامني فقط"، موجهة "المنظمات الدولية بالتعامل حصرا مع وزارة الهجرة فيما يخص دخولها إلى مخيمات النزوح وفق خطة تضعها الوزارة".
عن: موقع ذي ناشنال الإخباري