شعر: أديب كمال الدين
قبلَ سبعين عاماً
ذَهَّبِتْ شمسُكِ "شمسَ الأصيل"
فأنارتْ لقلبي مَمراً طويلاً
في سماءِ الجمال.
وأضاءتْ "ذكرياتُكِ"
بقايا الذي قيلَ
أو ربّما لن يُقال.
وحين احترقتْ
دفاترُ قلبي في أوّل العمر
غنّيتِ "الأوّلةَ في الغرام".
حتّى إذا اشتعلتْ أصابعُ روحي
ولَبِسَتْ ثيابَ الرّماد
عدتِ إليَّ ب"جدّدتِ حُبّكَ ليه"
فتحوّلتُ في ليلةٍ لا مثيلَ لها
إلى غابةٍ من دموع.
نعم،
تحتَ شمسِ صوتِكِ الوارفة،
يا كوكبَ الشّرق،
يتدرّبُ الحرفُ على الطيران
عندَ كلّ قصيدة:
مَرّةً بلبلاً،
مَرّةً حمامةَ شوقٍ،
وثالثةً طائراً لا اسمَ له،
ورابعةً يتحوّلُ الحرفُ
إلى جناحٍ عظيم
يملأُ الشّرقَ والغرب.
فإذا اكتملتْ صيحاتُ حُبّكِ
وأيقظتِ الرّوحَ من موتِها
والقلبَ من زلازلهِ المُزمنة
تحوّلَ الحرفُ كلّه
إلى سماواتِ سِحرٍ
تبدأُ من النّيل
ولا تنتهي في الفرات.