 بغداد/ حسين حاتم

يتخوف العراقيون من الدخول بموسم "قاس" إثر الجفاف المتراكم منذ ثلاث سنوات، والذي بانت ملامحه الأخيرة بشكل مأساوي في محافظة ميسان.

وأظهرت مشاهد صادمة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض نهر دجلة، لحالة جفاف لم يشهدها سابقاً، إلى حد قيام مواطنين بعبوره سيراً على الأقدام.

كما بينت بعض الصور قاع نهر الفرات ظاهراً عند الضفاف ودعامات الجسور العابرة للنهر، في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.

بالمقابل، أكدت وزارة الموارد المائية أن الخزين الموجود حرج جداً والإيرادات المائية التي تأتي الى العراق بنسبة 30% عن احتياجاته الطبيعية من تركيا وإيران وحتى سوريا.

ويقول المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، إن "الخزين الستراتيجي مرتبط بالإيرادات المائية السنوية، وعادة ما يتم تعزيز الخزين بالموسم الشتوي وصولا الى موسم ذوبان الثلوج وينتهي في الأول من حزيران".

واضاف شمال، أن "التعامل مع ملف المياه يتم وفق مستوى المنسوب، إذ يتم اللجوء الى الخزين الستراتيجي عند انخفاض المنسوب".

واشار، إلى أن "العراق مّر بثلاث سنوات جافة، لم تكن فيها الامطار بالمستوى المطلوب"، مبينا انه "تم الاعتماد بشكل تام على الخزين، ما أدى الى استنزافه بصورة حرجة".

وأوضح شمال، أن "الخزين الموجود حرج جداً، والإيرادات المائية التي تأتي الى العراق تقل بنسبة 30% عن احتياجاته الطبيعية من تركيا وإيران وحتى سوريا".

ولفت، إلى أن "وزارة الموارد المائية اتخذت اجراءات حازمة للتمسك بالخزين، والوزير عون ذياب أوصل هذه الصورة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني والذي أوعز باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتفعيل ملفات التفاوض مع تركيا وإيران وسوريا".

وبين شمال، أن "وزارة الموارد بدأت بدفع إطلاقات مائية من سدود دوكان ودربندخان والموصل باتجاه نهر دجلة لرفع منسوب النهر"، لافتا الى أن "الوزارة مستمرة بحملة إزالة التجاوزات وتأمين الاطلاقات ووصولها لمحافظات البصرة وميسان والمثنى وذي قار".

ومضى شمال، إلى أن "ملف التفاوض على المياه سيادي ومرتبط بالسلطة العليا للدولة"، مشيرا الى أنه "من الخطأ التصور أن وزارة الموارد المائية هي الجهة الأساسية المعنية بإدارة هذا الملف، إلا أن وزارة المالية تدير الجانب الفني من هذا الملف".

بدوره، يقول الباحث بالشأن المائي جمعة الدراجي، إن "الوضع المائي بالعراق في خطر بسبب قلة الاطلاقات المائية من دول الجوار".

وأضاف، أن "الرأي العام المحلي تحرك بفعل مخاوف الجفاف في محافظة ميسان"، مبينا أن "حكومة ميسان المحلية لم تعطِ التطمينات للوضع المائي في المحافظة".

واشار الدراجي إلى، أن "العراق ما زال يعتمد السياسة الهادئة في مفاوضاته مع دول المنبع"، مبينا أن "انتشار صور الجفاف في بعض المحافظات بمواقع التواصل اثار حفيظة الشارع".

ولفت، إلى أن "الحكومة التركية باشرت منذ 1990 بانشاء عدد من المشاريع والسدود"، مبينا أن "العراق بإمكانه مفاتحة الاتحاد الاوروبي بشأن تركيا لانها ترغب بالانضمام له".

وبين الدراجي، أن "العراق بإمكانه استقطاب خبراء اجانب لتطوير ادارة الموارد المائية"، مؤكدا أن "شحة المياه تهدد المساحات الزراعية والأهوار والثروة الحيوانية".

وقررت لجنة الزراعة والاهوار والمياه النيابية، استضافة وزير الموارد المائية اليوم الاربعاء.

وقالت عضو اللجنة ابتسام الهلالي في بيان تلقته إن "لجنة الزراعة والاهوار والمياه النيابية قررت استضافة وزير الموارد المائية عون ذياب صباح الأربعاء".

واوضحت الهلالي، أن "استضافة الوزير تأتي لمناقشة انخفاض مستوى المياه في نهري دجلة والفرات والازمة المائية بين العراق وتركيا وإيران وأسباب جفاف الأنهار في جنوبي العراق".