اياد الصالحي دخلت الكرة العراقية فصلا جديداً يوم أمس بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم تمديد عمل الاتحاد العراقي للعبة حتى الحادي والثلاثين من تموز عام 2011 ، وهي المرة الرابعة التي يمنح فيفا (اوكسجين الحياة) منذ ان استحق الاتحاد إجراء الانتخابات في حزيران عام 2008 لانتهاء مدة ولايته آنذاك.
فصل جديد ربما يكون الأصعب الذي تواجهه اللعبة في ظل الانقسام المؤلم الذي شهدته الهيئة العامة بشأن أي المدينتين الأحق بضيافة المؤتمر الانتخابي (بغداد أم اربيل) وهي مفارقة غريبة لم تألفها المؤتمرات الدولية سابقا الا ما ندر بحكم ان تعليمات فيفا واضحة وصريحة لا لبس فيها ، ناهيك عن ان ممارسة العملية الانتخابية شأن حصري بالهيئة العامة ، أي انها تقرر شكل الإدارة الجديدة التي ستقود اللعبة بغض النظر عن مكان إدلاء اعضائها بأصواتهم ، الاعتراف يلزمنا هنا القول ان الصحافة الرياضية لعبت دوراً سلبيا طوال الأزمة وهي المسؤولة عن بعض ما جرى من انشقاق وصراع وصلا حد الاتهامات بين اعضاء الهيئة انفسهم للنيل من نظرائهم الذين اختاروا التواجد في أي من المدينتين المذكورتين.ان رسالة الصحافة الرياضية ينبغي ان تكون أمينة ونظيفة وتحافظ على خط الحياد كشعرة فاصلة بين ما يمليه ضمير الصحفي من واجب مهني وأخلاقي عند تناول القضية وبين انتمائه للمؤسسة الإعلامية ، وما يترتب على ذلك مراعاة منهجها وسياستها ومكانة مسؤوليها وسط الظروف السياسية المحيطة بالبلد وما تؤكده تجارب الأمس القريب من موجبات أساسية تدعونا لترسيخ وحدة العراقيين وتعميق وشائج المحبة والمودة والتسامح بدلا من كل عناوين الشر والحقد والترصد لإلحاق الأذى في ما بينهم مثلما استشعرنا بذلك في بعض المقالات التي تواصل دسّ السمّ في العسل كتلك التي لا تتورع عن تصنيف أهل الكرة الى فريقين ( أخيار وأشرار) وتدفع باتجاه تبييض كتلة مرشحين على حساب أخرى تصنفها ضمن خانة ( المتمرين والخونة واتباع الأجنبي) ، بينما هم اصحاب إرادة حرة اسوة بإخوانهم في الهيئة العامة يرون ان مصلحة العراق في الانتخابات مؤمّنة بتطبيق قوانين فيفا واحترام قرارات مكتبه التنفيذي الممثل الشرعي لـ 208 دولة اقرّت التزامها وتنفيذها وصاياه لحماية الاتحادات من أي تدخل حكومي او غيره في تسيير شؤونها الداخلية .قلنا سابقا ان الرقيب المسؤول عن شطط بعض الزملاء مازال ضعيفا ، بل معدوماً والجهة المنتخبة لرعاية مصلحة الصحافة الرياضية – كما يفترض - تكيل امورها بمكيالين ، فهي تغمض العيون عن إساءات وقحة لدخلاء المهنة ممن وضفوها لتحقيق مآربهم واستغلال الأزمات لضرب هذا وذاك بسياط نقد ظالم يعرضهم للمساءلة امام القضاء لانهم ينكّلون بنزاهة وسمعة شخوص لم تثبت عليهم أي خروق او فضائح طوال مدة اشتغالهم إلا ما يثار من همسات تجنّ واضح في هذه الصحيفة او تلك لغاية في نفوس مريضة أدمنت التشكيك بالذمم والنواميس ! ونتساءل هنا : من اجاز لهم توجيه سيل من الشتائم والافتراءات على طول وعرض صفحاتهم بلا حياء ، وما موقف اصحاب مؤسساتهم لإيقاف مهازلهم المغرضة والمسيئة الى صورة العراق والعراقيين ؟من الإنصاف القول ان الاعلامي اليوم اصبح بين مطرقة الضغط الخارجي المحيط به الذي يهدد ربما حياته من خلال مقال او ومضة او مصارحة تحفظ له شجاعته المهنية في زمن يجد البعض ان السكوت اسلم وآمن ، وبين سندان حصانته الداخلية التي نشأت على مبادىء قلما نجدها عند الآخرين وتراه يقاتل من اجل ألاّ تخترق تلك الحصانة او تضعف مهما كان ثمن صموده هنا . ان اكثر ما يؤلمنا اليوم وجود صحفيين – لا يؤسف عليهم - كيّفوا حياتهم المهنية مثل " الكائنات البرمائية " يعتاشون على " يابسة " هذه الجهة او ماء " تلك من دون ذرّة حياء إزاء ما يرتكبونه من خطايا بحق سمعتهم التي وصلت الى الحضيض فماذا بقي لهم من كرامة ، أبعد هذه المهانة يمكن ان نثق برسالة هؤلاء ؟ وفي الوقت نفسه نشدّ على أيدي عدد كبير من الزملاء ممن اختطوا لأنفسهم منهجاً مهنيا ثابتاً لا يحابي أحداً ، ولا يتلونون مع الاضواء البراقة التي تتخاتل في الظلمات لما يمتلكونه من احساس بقيمة الكلمة وصولجانها الغيور حتى لو دفعوا ثمن حرية كلماتهم وحروفها غير المستعبدة في قواميس الغير ، لأنهم قبل ذلك قبضوا شرف السمعة التي لا يدانيه أي مكسب آخر.Ey_salhi@yahoo.com rn
مصارحة حرة..صحافة برمائية !
نشر في: 31 يوليو, 2010: 05:23 م