علي حسين كلنا يتذكر حكاية القوم الذين اخذوا يتجادلون ويتخاصمون وهم يناقشون مسالة هل البيضة اصل الدجاجة ام العكس، والحكاية تخبرنا بان القوم ظلوا يتجادلون تاركين مصير بلادهم للاقدار. اليوم ورغم ان العلماء توصلوا لحل لغز البيضة والدجاجة
الا ان البعض من المسؤولين ما زال يصر على اعادة هذا النقاش العقيم،هذا هو حالنا اليوم فنحن قوم اصيبت عقولهم بداء اللامبالاة،ولم تعد الاحداث الخطيرة تؤثر فينا، وكلما كثرت المشاكل والاخطار، كثر ايضا النفاق والكذب والخديعة، وكثرت التصريحات المتناقضة للمسؤولين، حين هرب عدد من عتاة القتلة فخرج علينا مسؤول ينفي ومسؤول اخر يقول ان الهاربين لايشكلون خطراً على الامن، ومسؤول ثالث يتهم الامريكان، ومسؤول رابع طالب العراقيين بالنوم في الهواء الطلق تحديا للارهاب وعنجهية الكهرباء التي ترفض المثول للارادة الوطنية. في الاحداث الاخيرة التي شهدتها مدينة الاعظمية خرجت علينا الماكنة الاعلامية للدولة بسيل من البيانات المتناقضة، الاول قال ان عبوة ناسفة انفجرت على نقطة تفتيش في الاعظمية وان القوات الامنية طوقت المنطقة، فيما وسائل الاعلام نشرت كلاماً مناقضا حيث تاكد ان مجموعة مسلحة هاجمت نقطة تفتيش وقتلت عدداً من افرادها ومثلت بجثثهم، بين تصريح الحكومة والانباء التي تناقلتها وسائل الاعلام اصدرت عمليات بغداد بيانا اخر قالت فية ان الوضع مسيطر عليه وان لاخرق أمنيا في الاعظمية وان الحادث يدخل ضمن الاحداث الامنية اليومية، تصريح الناطق العسكري هذا كان مساء الخميس وحين صحا اهالي بغداد يوم الجمعة وجدوا ان القوات الامنية ضربت طوقا امنيا حول مدينة الاعظمية منعت دخول وخروج الناس منة فيما واصلت عمليات بغداد اصدار بياناتها الثورية وكان اخرها على لسان ناطقها الرسمي يقر فيه "بوجود تقصير" من قبل القوات الامنية وقال ان المسلحين "استغلوا عدم يقظة القوات الامنية وقت الظهيرة، ونفذوا عمليتهم" مشيرا الى فتح تحقيق موسع لكشف ملابسات الحادث.ولاننا ما زلنا نناقش مسالة البيضة والدجاجة فقد نفى الناطق الرسمي ان يكون هناك حظر للتجوال في الاعظمية، مضيفا ان ما يجري هو عمليات دهم تقوم بها القوات الامنية لإلقاء القبض على عدد من المطلوبين "وفق مذكرات اعتقال اصولية".وهكذا عدنا من جديد لنغرق في بحر التصريحات المتناقضة لاخفاء الحقيقة باي شكل من الاشكال،لتبتلعنا امواج البحث عن مبررات للحوادث التي تتخطى حدود الكارثة، اهملنا البحث عن الاسباب،وانشغلنا بالبحث عن المبررات، فيخرج مسؤول ليصرح وهو رابط الجأش لا تحمل ملامحه اي هم اوغم اوحتى احساس بالندم لما حصل، ولااقول اعتراف بالخطا.وسنغرق في بحر اللامبالاة حين ينتهي التحقيق في احداث الاعظمية الى لاشيء، مع ابتسامة تملأ الشاشة يطمئننا فيها الناطق الرسمي بان كل شيء تحت السيطرة.
العمود الثامن ..لا تخافوا.. كل شيء تحت السيطرة
نشر في: 31 يوليو, 2010: 05:31 م