بغداد/ أفراح شوقيحذرت مصادر صحية محلية من مخاطر عد النقود باستعمال الأصبع ولعاب الفم، لما تحمله العملة من ملوثات وإمكانية نقلها للأمراض المعدية، إضافة الى التعرض  لتشققات اللسان واللثة والالتهابات الحادة والقرحة ومن الممكن الإصابة  بالسرطان على المدى البعيد.
الدكتور حارث علي الخالدي اختصاص أمراض الفم واللسان قال: أن النقود من المواد التي يتعامل بها الإنسان يوميا وتؤثر عليه  من ناحية صحية كونها معرضة للتلوث والتداول بين فئات متعددة من مستخدميها كالقصاب والبقال وغيرهما ومن المحتمل  ان يكون احد هؤلاء من حاملي الأمراض او تعرضها لالتصاق مواد ضارة بها تؤدي للمرض مثل الأسمدة الكيميائية والملوثات الأخرى وحذر الخالدي من مغبة عادة (عد النقود باستخدام لعاب الفم الشائعة  بين الناس) ولفترة طويلة مما يؤدي للإصابة بإمراض خطيرة حيث ان وجود الجروح او التشققات في الفم يسهل دخول الجراثيم الموجودة في النقود علاوة على ما تحويه العملة ذاتها من مواد كيمياوية وأصباغ تؤذي الإنسان فيما لو دخلت فمه.وهناك من يعمد الى تنظيف أسنانه بحافة النقود الورقية وهذا يسبب التهابات حادة، اذ ان الطبقة المخاطية التي تغطي الفم وتمثل بطانة واقية له تكون رقيقة جدا ويمكن جرحها بسهولة عن طريق جرح او شق مما يؤدي الى دخول الجراثيم. ونبه الى أهمية أجراء دراسات علمية في الجامعات والمعاهد الطبية للمشاكل التي تسببها ظاهرة عد النقود بالطريقة السالفة لبيان ما تحمله  النقود الملوثة للإنسان على المدى الطويل، حيث ترد حالات كثيرة لإصابات خطيرة في الفم واللسان لا يعرف سببها المباشر حتى الآن.وذكر لنا الخالدي بعض الحالات التي ترد المراكز العلاجية وهي تشكو حالات متأخرة من الإصابات بأمراض اللثة واللسان ومعظمها خطيرة ومن المحتمل ان تكون عادة عد النقود احد مسباباتها.إما الدكتور زيد هلال (تخصص أمراض الفم) فقال: برغم ان العملة الورقية تتناولها الأيدي بكثرة ومن مهن متعددة الا أن  الكثير من  الناس ما زالوا  يمارسون طرقا خاطئة في عدها باستخدام لعاب الفم ونظرا لطبيعتها الورقية فهي تلتقط الأوساخ من يد حاملها بسهولة وكذلك الأمراض المعدية، وهناك الكثير من الناس وخصوصاً أصحاب الحرف والمهن الحرة والتجار يعدون مبالغ كبيرة يومياً وهم يستعملون اللسان في العد ولسنوات طويلة، مما يؤدي الى ظهور الأمراض المختلفة في الفم، وواصل يقول: ذات مرة زارتنا إحدى النساء العاملات في سوق (الشورجة) وهي تشكو من  علة في لسانها وبعد تحليل عينة  من لعاب الفم  تبين انه مرض سرطان اللسان وبعد استجوابها من قبل الطبيب اتضح انها تداوم يومياً على عد النقود باستخدام  الطريقة الخاطئة السالفة الذكر، ويشاركها ابنها الذي يعمل في السوق، وكان هذا هو السبب الرئيس في الإصابة.وفي ختام حديثه أكد لنا على أهمية توعية الناس الى ضرورة  غسل  اليدين بعد كل عملية عد النقود او حتى تداولها  في الشراء والبيع.ومن الجدير بالذكر هنا  ان العديد من الدول وفي مقدمتها اليابان تقوم بغسل عملتها الورقية (تنظيفها وتعقيمها) بين فترة وأخرى لحماية الناس  من التلوث او الأوساخ التي تعلق بها.