بغداد/ كريم قحطان
اختتمت مؤخّراً في مدينة النجف الأشرف دورة الصقل للحُكّام والتي أقامها الاتحاد العراقي لكرة اليد بالتعاون مع الاتحاد العربي للعبة والتي استمرّت يومين وحاضر فيها المحاضر الدولي والخبير في شؤون التحكيم رضي حبيب من دولة البحرين.
(المدى) واكبت أعمال الدورة، وألتقت بضيف اتحاد كرة اليد، والذي تحدّث عن زيارته الأولى للعراق، وما شملته مواضيع الدورة.
يقول رضي : " أقيمت الدورة بالتنسيق بين الاتحادين العراقي والعربي، وتم اختياري لأكون محاضراً فيها، وتم وضع جدول الأعمال ومحتوى الدورة ومنها التعديلات الأخيرة التي طرأت على قانون الاتحاد الدولي 2022، كما تضمّنت توجيهات وإرشادات لجنة الحكّام الدوليّة".
وأضاف " يعتبر العراق الدولة الثانية التي تُطرح فيه هذه التعديلات بعد السعودية، ويعتبر هذا الموضوع سابقة للعراق إضافة الى التفسيرات والتعديلات الحديثة التي طرأت على القانون، وهي مهمّة جداً للحكّام كما تضمّنت شرحاً مفصّلاً عن رمية السبعة أمتار واللعب السلبي".
أفضل 35 حكماً
وأوضح " بشأن تقييمي لمستوى الحكّام، فالعراق يمتلك طاقماً تحكيماً دولياً يتمثّل بوجود د.خالد شاكر وفاضل جاسم، وهُما من أعمدة الحكّام في قارّة آسيا الذين يعتبر عدد أعضاء الدوليين فيها قليلاً، ومن الطواقم المتقدّمة التي يُعتمد عليها في القارّة، وتم اختيارهما لقيادة مباريات كأس العالم للشابّات والشباب والناشئين، ومن ضمن أفضل 35 حكماً في العالم مرشّحين الى كأس العالم في السويد وبولندا، لكن عندما تم تنظيم البطولة تم اختيار 20 طاقماً، منهم طاقم تحكيم واحد من قارة آسيا ووقع الاختيار على كوريا، وأعتقد بأن اختيارهما ضمن أفضل الحكّام في العالم هو إنجاز يُحسب لهما ويسجّل باسم العراق".
الإصرارعلى النجاح
وعن مدى استجابة الحكّام للمحاضرات، قال " وجدتُ ترحيباً، كبيراً، وكانت المفاجأة أن جميع الحكّام المشاركين في الدورة من المتابعين لي منذ فترة طويلة، وبالتالي كان الإصرار على النجاح معهم، وعندما إلتقيت بهم لمستُ التقدير والاحترام الشديد جداً في وسط كرة اليد العراقية، وكانوا يصرّون على بعض النقاط الأساسيّة ومتلهّفين لسماعهم أجوبتي، لذا فإن انطباعي ممتاز جداً ممّا أدّى الى ارتياحي، مع العلم إني حضرتُ الى الدورة مباشرة بعد يوم متعب وقاس جداً 24 ساعة بلا نوم، والحمد لله وصلت الى العراق ومن مطار النجف الأشرف توجّهت الى قاعة المحاضرات للمباشرة بأول يوم في الدورة ".
الطواقم الأوروبية
وأكد رضي " أن كرة اليد مُسيطر عليها في قارّة أوربا وأفضل الحكّام من هذه القارّة ونحن في الصفّ الثاني من بعدهم، والطواقم الأوربية تنقسم الى قسمين، أوروبا الغربيّة كألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهذه الدول متسلّقة القمّة وتأتي شرق أوروبا بالمرتبة الثانية ونحن نقف بعد شرق أوروبا نتيجة الظروف السائدة ولم نصل لحد الآن الى المستوى الذي نستطيع من خلاله مقارعة الحكم الأوروبي وينقصنا الثقة بالنفس".
وأشار الى " وجوب الثقة في قدراتنا والعمل والتدريب والتعلّم دائماً، وفي نفس الوقت يجب أن ندرس ونفهم كرة اليد والفرق بيننا وبين الأوروبيين أنهم يستوعبون ويلعبون كرة اليد بينما نحن لا نستوعبها وإذا لم نستوعب ولم نفهم كرة اليد لا يمكن أن نصبح حكّماً ممتازين داخل الملعب".
الشخصيّة القويّة
وتابع " ما ينقص الحكم العربي الشخصيّة القويّة والتي تستند إلى المعلومات التي يمتلكها، إضافة الى الأمور الفنيّة والتكتيكيّة لكرة اليد، فإذا تردّد الحكم في اتخاذ القرار منذ البداية فإنه يتعرّض للضغوط ويتحمّل المجاملات، وهذه كلّها تعود الى الخلفيّة الثقافيّة والشخصيّة التي تعني أنني أتخذ القرار الصحيح بعيداً عن المجاملة ودون النظر الى العلاقة التي تربطني باللاعب سواء أعرفه أم لا".
ولفت رضي الى أنه " هناك نقطة مهمّة يجب على الحُكّام حماية اللاعبين المتميّزين من الإصابة بإيقاف الخشونة والتعامل بحزم بمثل هذه الأمور من أجل خلق صورة جذّابة لكرة اليد للعالم كي ننافس الألعاب الأخرى، فأغلب المتابعين والجمهور يكرهون كرة اليد بسبب صور الخشونة فيها، ولكن المسؤولية تقع على الحُكّام للتسويق والترويج لها".
اللعبة الثانية
وبيّن " الجمهور الآن في أغلب الدول يعي كل شيء عن اللعبة خصوصاً وأن القانون واضح، وأصبحت كرة اليد منافسة لكرة القدم، وهي الآن تعتبر اللعبة الثانية في المنطقة العربيّة، وتناسب قدراتنا العضليّة والبدنيّة والأطوال الموجودة، وهي مناسبة جداً لنا وأصبحت لها شعبيّة كبيرة في المنطقة، وهذا ما ينطبق على اللاعب أيضاً فهو يتعلّم المهارة والتكتيك من المدرّب ويتعلّم القانون من الحكم". واختتم رضي حديثه " من الضروري جداً أن يكون هناك شرح لمواد القانون للاعبين كي يبتعدوا عن الأخطاء عند مشاركة المنتخبات في بطولة كأس العالم أو الدورة الآسيوية، ويعرفون ماذا سيتّخذ الحكّام من قرارات داخل الملعب تتعلّق بأخطاء المهاجمين أو السبعة أمتار أو البطاقة الحمراء وقاعدة الثلاثين ثانية.