فيونا فرازير*

ترجمة :عدوية الهلالي

الهَزَارَة هي إحدى القوميات المعترف بها في أفغانستان، يتكلمون الفارسية، ويسكنون وسط أفغانستان في المرتفعات الوسطى، ويشتغلون في الزراعة والصناعة، ويدينون بالإسلام أغلبهم من الشيعة وفيهم أقلية سنية.وهي جماعة اضطهدت بشكل خاص من قبل طالبان في أفغانستان ، بعد أن هاجرت إلى أستراليا.

كان الهزارة يحتجون بنشاط على الإنترنت ، في شوارع أفغانستان أو حتى في استراليا التي تستضيف عددا كبيرا منهم ،وتحظى حقوق المرأة باحترام جيد نسبيًا في أستراليا مقارنةً بأفغانستان.وقد أفاد المنتدى الاقتصادي العالمي في تقريره العالمي حول الفجوة بين الجنسين أن أفغانستان هي أسوأ بلد في العالم بالنسبة للنساء ، بسبب افتقار المرأة إلى الوصول إلى التعليم والعمل والخدمات الصحية مقارنة بالرجل.

ولا يزال الكثير من الهزارة يكافحون من أجل العيش بشكل جيد بسبب ما عاشوه في أفغانستان أو لأنهم كانوا يحصلون على تأشيرات مؤقتة لسنوات عديدة. وهم مصممون على التفوق في العمل والتعليم. وقد قام العديد من أعضاء هذا الشتات بتشكيل حملة تسمى العمل من أجل أفغانستان ، ونصحت الحكومة الأسترالية بالالتزام بـ 20000 موقع إنساني طارئ إضافي مع إعطاء الأولوية للأشخاص الأكثر ضعفاً في أفغانستان ، بما في ذلك الهزارة ، ومنح الحماية الدائمة لأكثر من 5100 من اللاجئين. وتهدف هذه الحملة إلى إعطاء الأولوية لتأشيرات لم شمل الأسرة ورفع الحظر المفروض على إعادة توطين اللاجئين في أستراليا من خلال مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في إندونيسيا بينما كان حظر إعادة التوطين ساري المفعول منذ عام 2014.

ولأن أستراليا بلد يحترم حقوق الإنسان فيبدو أن سياستهم في الترحيب بالمهاجرين مرنة نسبيًا مقارنة بالدول الأخرى إذ تقبل أستراليا اللاجئين من أي بلد من خلال برنامج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.ويستغرق إعادة توطين طالبي اللجوء في إطار هذا البرنامج سنوات عديدة. وللتغلب على هذا ، حاول الناس القدوم إلى أستراليا بشكل مستقل عن طريق القوارب.وعادة ما يتم اعتراض القوارب بعيدًا عن أستراليا ويتم نقل الأشخاص إلى إندونيسيا أو احتجازهم في الخارج ، فهناك ما يقرب من 10000 شخص محتجزون حاليًا في إندونيسيا ، بعضهم ظل هناك منذ ما يقرب من عشر سنوات.

لقد تعرض الهزارة في أفغانستان للاضطهاد منذ تسعينيات القرن التاسع عشر عندما كان عبد الرحمن خان في السلطة. وتشير التقديرات إلى أنه قتل أو شرد ما لا يقل عن 60٪ من سكان الهزارة. ويُعتقد أن العديد من النازحين انتهى بهم المطاف في كويتا في باكستان ومشهد في إيران. ويفر العديد من الأشخاص حاليًا من أفغانستان عبر البلدان المجاورة ، بما في ذلك باكستان. وقد واجهوا مشكلة في تمديد تأشيراتهم هناك. وكان أهالي الهزارة ضحايا مذابح على يد حركة طالبان وكذلك الجماعات التي ينتمون إليها ، مثل القاعدة والدولة الإسلامية في ولاية خراسان. ويُظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي بعد شهر من اقتحام طالبان لكابول رجلاً قُتل رمياً بالرصاص لمجرد كونه من الهزارة فقد أعلن بعض أعضاء الجماعات التابعة لطالبان أن الشيعة مرتدون ويجب الحكم عليهم بالإعدام والسبب الثاني هو أن الهزارة فخورون بالتعليم والعمل الجاد والمساواة في الحقوق وترى طالبان في ذلك تهديدًا لقدرتها على ممارسة السلطة على السكان.ولايزال الهزارة يطالبون بحقوقهم بشكل سلمي ، وعلى الرغم من التهديد الملقى عليهم. إنهم هدف سهل ، وهم غير مذنبين لكنهم غير مسلحين. كما يتم استهداف الطاجيك من قبل طالبان بسبب انتمائهم العرقي ، على الأرجح بسبب آرائهم الأكثر ليبرالية بشأن الحقوق ولأنهم كانوا أيضًا معارضين أقوياء لطالبان.

وهناك عدة مجموعات في أفغانستان تعمل على تحسين أوضاع المرأة وتقاوم الجهود المبذولة لحرمانها من حقوقها. وتميل هذه المجموعات إلى التركيز على مجالات محددة ، مثل التعليم أو الأمن أو الصحة أو الحرية. وتعمل العديد من هذه المجموعات في الخفاء أو التكتم. وتعد منظمة دراسات السلام النسائية واحدة من المجموعات القليلة النشطة علنًا والتي تقدم الدعم النفسي والاجتماعي وجلسات الإدارة المالية وتساعد هذه الجلسات في بناء احترام الذات والقدرة على التكيف.

وهناك أيضًا مشروع مكتبة زان في كابول ، الذي تم إنشاؤه بمساعدة نشطاء حقوق المرأة في أفغانستان ومؤسسة كريستال بيات. والهدف من المكتبة هو توفير المواد التعليمية للفتيات اللواتي لا يستطعن الذهاب إلى المدرسة. وعندما تم افتتاحه ، قيل أنه يمكن إنشاء مكتبات أخرى في المستقبل إذا نجحت المكتبة الموجودة في كابول.وتخضع المقاهي والمطاعم والمتنزهات والحمامات العامة للقيود ، وكذلك حركة النساء في الشوارع دون أن يرافقهن محرم.

لقد نظمت عدة مجموعات نسائية مختلفة احتجاجات في الشوارع في أفغانستان. ولا يتدخل الرجال في كثير من الأحيان لأنهم يخشون أن يقتلوا على الفور على يد طالبان على الفور. ومع ذلك ، قاد ماتي الله ويسا وبينباث عدة حملات لتعليم الفتيات.وتدرج جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية حقوقًا متساوية للمرأة في مبادئها الأساسية. وتحدث العديد من نشطاء حقوق المرأة ممن فروا من أفغانستان عن احتجاجاتهم أو كيف عاملتهم طالبان. وهم يواصلون الضغط من أجل المرأة من أجل احترام حقوقها واتخاذ إجراءات معينة منها محاربة الجهل والاستبداد والانحراف عن القيم الدينية ، من خلال وحدة المحبين للحرية (علماء ، تيارات سياسية ، مدنية وثقافية ، نساء وشباب) والإيمان بالمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة أمام القانون ورفض أي تمييز بين المواطنين والإيمان بمشاركة المرأة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية دون أي تمييز.

من الصعب تحديد ما إذا كان وضع مجتمع الهزارة يتعرض للتمييز اليوم أكثر مما كان عليه في الماضي ، لأننا لا نملك سجلات. ولم يتم الإبلاغ علنًا عن العديد من الجرائم المرتكبة منذ 15 آب 2021.وتقوم طالبان في بعض الأحيان باختطاف أشخاص من منازلهم ولا يتم إبلاغ الأسرة بسلامة المخطوف. وفي تشرين الأول 2021 ، طُلب من علياء عزيزي ، وهي من الهزارة ، العودة إلى العمل في سجن هيرات للنساء الذي كانت مديرة له في ظل الحكومة السابقة واختفت منذ ذلك الحين. كما أنه ليس لدينا أي معلومات عما حدث للمتظاهرين في مدرسة باميان في نيسان 2022.وبحسب الأمم المتحدة ، بلغ إجمالي عدد القتلى في الهجوم على مركز كاج التعليمي 53 وجرح 110 أشخاص. وغالبية الضحايا كانوا من طلاب الهزارة.

وتعد المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي مهمة في محاربة طالبان على الصعيد الدولي ذلك إنه لأمر محبط للغاية أن لا يعرف النشطاء ما يحدث بالفعل لضحايا طالبان. وأعتقد أن الناس في الخارج يمكنهم فعل كل ما في وسعهم من أجل الأفغان والأجيال القادمة أيضًا. لذلك ، تتيح الشبكات الاجتماعية إمكانية الالتقاء والتعرف على هذه المشكلة.

*ناشطة في مجال حقوق الانسان