TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رؤية من المهجر: أوديشو مُنقذُ النوارس

رؤية من المهجر: أوديشو مُنقذُ النوارس

نشر في: 6 مارس, 2023: 11:43 م

 سعد المشعل

نتمنّى أن لا يعتقد البعض، من مُحبّي ومتابعي الأندية الجماهيرية، بأن أنديتهم تمضي نحو مصير مجهول في طريق الدوري وطموح التتويج على منصّة الإنجاز هذا الموسم بعدما أرتفع تشاؤم مشجّعيها الذين توجّهوا إلى تنظيم مظاهرات ساخطة تطالب بتحسين وضع ناديهم وتصحيح الأخطاء التي حدثت خلال المرحلة الأولى من الدوري العراقي الممتاز كونهم معتادين على صدارة المجموعة في كلّ الأدوار ولديهم الثقة الكبيرة في لاعبيهم ومدرّبهم الذين أسروا قلوبهم لسنين طوال في أوقات مضت،

ويختلف هذا الموسم تماماً لأنهم يشعرون بأن ناديهم يصارع من أجل إيقاف نزف النقاط حتى على أرضه وأمام جمهوره فيما يتفوّق غُرمائهم الكبار كالقوة الجوية والشرطة والطلبة وأضيف لهم الكهرباء!

أزدادت معاناة نادي الزوراء كواحد من أهم الأندية الجماهيريّة بسبب سوء الحظ الذي لازمه والنحس الذي رافقه في العديد من المباريات برغم أنه كان هو الأفضل من ناحية المستوى الفني في أغلب المباريات التي خاضها.

إدارة نادي الزوراء طمأنت الجمهور على نوارسه بأن المرحلة الثانية ستكون مغايرة بأسلوب أرقى ما دام خلفهم المدرب أيوب أوديشو الذي يعرف كيف يتعامل مع المباريات بعقليّة تدريبيّة وخبرات متراكمة على مستويات الفرق المتنافسة وإدراكه التام بأمور كرة القدم جيداً وهو من أفضل المدربين في الدوري العراقي ولديه طموح وخطّة واضحة من أجل العودة إلى الصدارة التي يبتعد عنها بسبع نقاط فقط.

محنة الزوراء ليست بالعسيرة على كفاءة المدرب وعلميّته في التدريب وأنه سينجح ويذهب بعيداً بالنوارس لكنه يحتاج إلى الصبر قليلاً على لاعبيه ويأمل مساندتهم بقوّة من خلال تشجيعهم والوقوف إلى جنبهم، والفترة القادمة ستبدأ بالتحسّن بعدما أدركت الإدارة أخطاء المرحلة الأولى التي حصلت وعالجتها بسرعة!

ضرورة تغيير الأندية الجماهيريّة سياستها في الفترات الأخيرة بإعادة النظر في مصادر تمويلها كي تتمكّن من المنافسة خصوصاً بعدما أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم عن دراسته لانطلاق دوري المحترفين العام المقبل، فالمال أصبح المتحكّم في البطولة بسبب أختيار وأستقطاب لاعبين أكفّاء بمستوى عالٍ ومن أندية أجنبيّة وأفريقيّة وعربيّة كبيرة بأسمها في عالم كرة القدم يستطيعون قلب النتيجة في أية مباراة وبإية دقيقة لما يمتلكون من أحترافيّة عالية.

أن أي فريق مهما كان تسلسله في الدوري بإمكانه الوصول الى المربّع الذهبي في بطولة الدوري إذا تمكّن من جلب الأموال التي تناسب اللاعبين المحترفين من دول العالم ليمثّلوه وأختيار مدرب عالي المستوى.

وبشأن إمكانيّة منافسة فريق الزوراء الذي يشجّعه عشرات الآلاف ومن جميع انحاء العراق على لقب الدوري بكل تأكيد يستطيع لأنه ليس بعيداً عن المتصدّر منذ بداية الموسم وكان واضحاً التواجد في المربّع الذهبي من أجل المشاركة في البطولات الخارجيّة والمنافسة على اللقب.

ما ينقص نادي الزوراء الذي ينافس على لقب الدوري هو نفسه ما ينقص كافة الأندية الجماهيريّة في العراق (الإمكانيات المادية والبنى التحتية والدعم من وسائل إعلام الأندية ومساندة الجماهير) وكل فريق يريد الفوز خلال 90 دقيقة من أجل حصد النقاط الثلاث، فإذا توافرت تلك الأمور وقتها يستطيع الفريق المنافسة على لقب الدوري الممتاز.

أرى أن المنافسة ستبقى قريبة من النوارس، وسيتمكّن المدرب المخضرم أوديشو من إنقاذ الزوراء والذهاب به إلى قمّة صراع المنافسة، وستضع الجماهير الوفيّة آمال كبيرة عليه في المرحلة القادمة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

شعراء الأُسر الدينية.. انتصروا للمرأة

العمودالثامن: فاصل ونواصل

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

شراكة الاقتصاد الكلي والوحدة الوطنية

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

 علي حسين إذن، وبوضوحٍ شديدٍ، ومن غير لفٍّ أو دوران، لا تنتظروا إصلاحات ديمقراطية ولا حلاً للأزمات السياسية التي ما أن تنتهي واحدة حتى تحاصرنا واحدة جديدة ، ولا تطمئنوا لأن الإعلام يزعج...
علي حسين

قناطر: السَّرّاجي: القرية والنهر والجسر

طالب عبد العزيز " ثمة قليل من الاغريق في سان بطرسبورغ "جوزيف برودسكيكثيراً ما أسأل نفسي: أيمكن أنْ يكون الشاعر مؤرخاً، أو كاتباً لسيرة مدينته؟ فأجيبُ: أنْ نعمْ. ولعلي الى الثانية أقربَ، فأنا ممسوس...
طالب عبد العزيز

في طبيعة المجتمع المدني في الدولة الديمقراطية ومهامه

د. فالح الحمـراني تطرح قضية تفعيل المجتمع المدني في العراق اليوم نفسها بصورة حادة، لا سيما على خلفية تقصير المؤسسات المنتخبة وأجهزة الدولة في أداء دورها المطلوب حتى في إطار القوانين المتعارف عليها في...
د. فالح الحمراني

الاقتصاد الهندي من التخلف إلى القوة الاقتصادية

موهيت أناند ترجمة: عدوية الهلالي منذ أن بدأت الإصلاحات الاقتصادية في عام 1991، عندما تخلت عن نموذجها الاقتصادي الحمائي والاشتراكي، أصبحت الهند ثالث أكبر اقتصاد (بعد الصين والولايات المتحدة) من حيث الناتج المحلي الإجمالي.،...
موهيت أناند
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram