TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من خارج الحدود ..خيار التفاوض المباشر

من خارج الحدود ..خيار التفاوض المباشر

نشر في: 31 يوليو, 2010: 06:00 م

حازم مبيضين موافقة لجنة المتابعة العربية على إجراء مفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، كانت الخيار الوحيد والأسلم، وترك تحديد موعدها للرئيس الفلسطيني محمود عباس، كانت اعترافاً عربياً متجدداً بأن الرجل يمثل الشرعية الفلسطينية، وهذا ما كانت تخشاه حركة حماس، التي اعتبرت الموافقة خطيئة سياسية كبيرة بحق الشعب الفلسطيني، ليس لأنها تفريط بالحقوق أو ما شابه،
وإنما لأنها تعتبر أن عباس غير مفوض بالتفاوض بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، وأنها هي دون سواها وبتكليف إلهي مفوضة بالحديث مع " العدو الصهيوني " ولو من وراء حجاب. وكان واضحاً في اجتماع القاهرة أن العرب مصممون على عدم الوقوع في الفخ الاسرائيلي الرامي لحشرهم في زاوية لا يستطيعون منها سوى رفض المفاوضات المباشرة لا نهاية لها. لم تكتف اللجنة العربية بالموافقة على العودة إلى طاولة التفاوض المباشر، لأنها تدرك أن حجم التدخل الاميركي والدولي أساسي في فرض أجندات توصل إلى نتائج عملية، لا تترك المفاوضات دائرة في حلقة مفرغة بسبب المماطلات والمناورات التي تبرع فيها حكومة نتنياهو، فوجهت رسالة إلى العالم والادارة الاميركية تقول، إن العرب مستعدون للدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل على أساس ضمانات مكتوبة لتحقيق الثوابت والمرجعيات الخاصة بعملية السلام، وجدول زمني محدود الأجل وليس مفتوحاً، وبعد هذا الأجل سيكون مفهوماً للعالم توجه العرب إلى مجلس الامن الدولي، بعد أن اتخذوا خطوة شجاعة ومسؤولة توضح الثوابت، دون وضع شروط، وبفهم أن وقف تهويد القدس ليس شرطاً وإنما هو أحد متطلبات تحقيق السلام، ومثله وقف الاستيطان. قرار اللجنة لا يعني أن الرئيس عباس سيهرول معانقاً نتنياهو، فالرجل يعرف جيداً أن المفاوضات غير المباشرة التي جرت برعاية أميركية لم تحرز تقدماً وهو اليوم بحاجة لضمانات مكتوبة بطريقة تقر فيها إسرائيل بمرجعيات عملية السلام وتعترف بحدود العام 1967 ، ووقف الاستيطان، وإذا كان هناك استعجال من نوع ما فهو نابع من أن أغلب الإسرائيليين والغالبية العظمى من الفلسطينيين فقدوا كل الأمل في تحقيق حل الدولتين على الإطلاق، ولان أبو مازن يعرف أن نتنياهو يرفض السلام وأن برنامجه الانتخابي كان قائماً على رفض السلام وهو ما أتاح له التحالف مع المتشددين وفي مقدمتهم ليبرمان ، أما اليوم فقد قذفت الكرة إلى ملعب الضغوطات الاميركية والدولية على إسرائيل، وبالتالي فان المخاوف تتمثل في لجوء تنظيم مغمور إلى عمل مسلح ينقذ نتنياهو من المفاوضات ومن العملية السلمية في آن معاً.الفلسطينيون يقدمون مبادراتهم، ليس بهدف إحراج نتنياهو، وإنما لإيمانهم بالسلام،  وهم مستعدون للمشاركة في اجتماع ثلاثي فلسطيني إسرائيلي أميركي ليس على مستوى القمة، لبحث جدول أعمال المفاوضات ومرجعيتها، كما أنهم يقبلون أن يعلن أوباما في رسالة رسمية، أنه حصل على التزام اسرائيل بمرجعية المفاوضات، ووقف الاستيطان بما في ذلك القدس، وجدول أعمال للمفاوضات المباشرة، مثلما يقبلون أن تصدر اللجنة الرباعية الدولية بياناً يؤكد النقاط ذاتها التي وردت في بيانها الاخير في موسكو، وأن يعلن نتنياهو موافقته على البيان الذي تحدث عن وقف الاستيطان بما في ذلك القدس ودولة على حدود 1967 مع تبادل للأراضي، وأن تشمل المفاوضات جميع قضايا الحل النهائي.وبعد، ليس سراً أن ضغوطاً مورست على القيادة الفلسطينية والعرب، وأن نشاطاً أميركياً ودولياً دبلوماسياً محموماً، انطلق خلال اجتماع اللجنة العربية وقبيل ذلك لحثهم على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة ، وأن الخيارات كانت منعدمة، خصوصاً بعدما أعلن عباس أن القادة العرب فكروا في قمة طرابلس بالحرب، لكنهم تراجعوا بسرعة الضوء عن هذا الخيار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram