TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > في يومها العالمي..المرأة العراقية استثناء!

في يومها العالمي..المرأة العراقية استثناء!

نشر في: 7 مارس, 2023: 11:09 م

د. قاسم حسين صالح

اصل الحكاية

في الثامن من اذار /مارس 1908، خرجت 15 الف امرأة في مسيرة بمدينة نيويورك مطالبات بساعات عمل اقصر واجر افضل ومنحهن حق التصويت.

وبعد عام من تلك المسيرة،اعلن الحزب الاشتراكي الامريكي ذلك اليوم عيدا وطنيا للمراة.

وفي 1910 اقترحت سيدة تدع (كلارا) في مؤتمر دولي للنساء العاملات في كوبنهاغن، بأن يصبح يوم 8 مارس /اذار يوما عالميا للمرأة.. واحتفل بهذا اليوم لأول مرة في عام 1911 في كل من النمسا والدنمارك والمانيا وسوسيرا.

وفي عام 1977 دعت الجمعية العامة للامم المتحدة الدول الاعضاء الى اعلان الثامن من اذار مارس عطلة رسمية للامم المتحدة من اجل حقوق المراة والسلام العالمي،وتعبيرا عن الحب والاحترام العام لما تحققه المرأة من انجازات في مجالات الحياة المختلفة.

ونظرا لان عدد النساء اللواتي يستخدمن (الرقمنة) اقل بملايين من عدد الرجال، فان شعار 8 اذار لهذا العام 2023 سيكون (الرقمنة للجميع: الابتكار والتكنلوجيا من اجل المساواة بين الجنسين) بهدف التواصل مع الاخرين وتعبئة الموارد واحداث تغيير اجتماعي يكون اسرع وافضل واجمل بمشاركة المرأة.

المرأة العراقية..استثناء!

تؤكد الأحداث ان المرأة العراقية هي الوحيدة بين نساء العالم التي تعرضت الى معاناة قاسية على مدى(43) سنة..بدءا من الحرب العراقية الأيرانية وكارثة غزة الكويت والحصار وصولا الى الحرب الطائفية فالحرب الداعشية...حروب حمقاء سرقت الفرحة من عيونها وافقدتها الزوج والاب والابن والاخ والأحبة..وحفر الزمن تجاعيده بوجهها على عجل..وما تزال تنظر بريبة وخوف من المجهول، فضلا عن تراكامات الهمّ المتزايد يوميا باعداد الارامل والعوانس والشابات بعمر الزهور.

كانت المراة العراقية تتمنى ان تتحقق لها ظروف افضل لتتمكن من الاحتفال بهذا العيد بصورة تليق بهذا اليوم الكبير فبقيت معظم امنياتها مؤجلات. نعم لقد تحقق للمرأة مكسب كبير بدخولها المعترك السياسي،وصار لعدد مميز منهن صوت مسموع ومؤثر في الحياة السياسية التشريعية والتنفيذية،ومع ذلك فالمرأة العراقية ما تزال تعاني من الاضطهاد والخوف وتوقع الشرّ،والتعرض الى التشريد في الخيام خوفا على ازواجهن وابنائهن وبناتهن من القتل والسبي والبيع.والأقبح ان جرائم القتل بدافع الشرف ما تزال شائعة..وما يزال القانون العراقي يتعامل مع الرجل القاتل بتعاطف!

وتبقى ثمة مفارقة..ان بعض النساء العراقيات لا يعرفن شيئا عن هذه المناسبة،والكثير منهن يبدو لهن الثامن من آذار تاريخا مجهولا في حياتهن وهن يواصلن رحلة العمل اليومي المضاف الى تعب السنين الطويلة التي حفرت تضاريسها على وجوههن بقسوة.

ان الاحتفال بعيد المراة هو اعتراف من العالم بدورها وحضورها في الحياة والمجتمع.فالحياة بدون المرأة..بيت مظلم..بستان بلا ورود..بلا عصافير.. باختصار..الحياة بدونها وحشة..فمن منّا يطيق الوحشة؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

الحاكم بمنظور إمام سلطة الحق

العمود الثامن: اربيل تقرأ

مرور نصف عقد على رحيل رفعة الجادرجي 10 نيسان 2020

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

العمود الثامن: جماعة الفشل

 علي حسين ثمة متعة خاصة في قراءة كتب المفكر الفرنسي جاك أتالي، وخصوصاً كتابه عن كارل ماركس والذي أكد فيه على مقولة ماركس الشهيرة "ظلّت الفلسفة تفسّر العالم بطرق مختلفة. ولكن المهم تغييره"....
علي حسين

قناطر: المُوحِشُ المُسْتفرَد بين السعفِ والقبّرات

طالب عبد العزيز من السعف الذي لم تأته الريح من الشمال، ومن الجذوع، أنبأتها الشمسُ بموعد النهار، ومن القصب، لم تثقّبهُ نداءاتُ الراحلين، فظلَّ قصباً الى الحين والابد، أنشأتُ كوخاً، آوي اليه أحياناً، أسجِّي...
طالب عبد العزيز

( 50 ) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

زهير الجزائري   ( 3) من نافذة الصف تمتد أمامي نازلة بساتين الحمضيات. أحاول أن أهدئ نفسي بخضرتها المتعافية و بزرقة البحر الممتد إلى اللانهاية. أسمع جرس الاستراحة وأقول لنفسي: مستحيل! لا البحر ولا...
زهير الجزائري

في خط الشروع للمشروع الوطني التنموي

ثامر الهيمص لكي تنهض اي امة او شعب، لابد ان يكون لديهما مشروع سياسي واقتصادي واضح المعالم ، لذا ينبغي تجديد كتابة الماضي وفق مسلتزمات الواقع المتجدد ، بما يؤهل المشروع للمقبولية الاجتماعية والتاريخية...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram