عمـار سـاطع
لم يحدث من قبل أن يتم استدعاء نخبة من أبرز لاعبي الدوري الممتاز من الذين أكّدوا تفوّقهم الفني على مستوى فرق أنديتهم، وبِإعمار تحت سنّ 23 عاماً للمشاركة في بطولة دوليّة وديّة خارج البلاد، مثل الذي حدث مع التشكيلة التي استدعاها المدرب راضي شنيشل وكادره المساعد من أجل منحهم فرصة للتعبير عن امكانيّاتهم الفعليّة على الصعيد الخارجي.
والى جانب هذه المجموعة التي تم تثبيتها لتكون الانطلاقة الفعليّة للمنتخب الأولمبي تأهباً للاستحقاقات المُرتقبة، تم ضمّ مجموعة من اللاعبين المحترفين خارج البلاد من الذين يؤدّون بالشكل الفني والملائم مع فرقهم في كلّ من إنكلترا وألمانيا وهولندا والنرويج وإيطاليا والسويد، وكل ذلك سيصبُّ في صالح تشكيل جيل جديد من اللاعبين الذين حصلوا على جرعات كافية من التدريبات ودخلوا أجواء تنافسيّة أعطتهم ثقة أكثر بأنفسهم قبل ارتداء فانيلة الوطن مع المنتخب الأولمبي.
أجمل ما في الاستدعاءات الجديدة، أن مدرب المنتخب الأولمبي راضي شنيشل، راقب عن كثب لاعبين حتى من الصفّ الثاني للدوريات، فقرّر استدعاء لاعبين من منافسات دوري الدرجة الأولى، وكان قراره صائباً بإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه، ودعمهم بمزيدٍ من الثقة المطلوبة بدعوتهم، بعد أن أقنعوه فيما قدّموه في دوري الصفّ الثاني، وهو ما يعطينا الجواب المؤكّد على أن الساحة هي المحكّ في الاختبار الفعلي، ولا مجال لوجود اسماء رنّانة لا تفعل مثلما يفعل الموهوب أو اللاعب المغمور الراغب بتأدية دوره في الميدان.
التخطيط الصحيح يؤدّي الى نتائج صائبة.. ولا مجال أبداً لتغيير ذلك، مثلما أن حقيقة القدرات الفعّالة تظهر على المحكّ في أصعب الفترات وأكثرها ضغطاً.. وما أعتقده أن بطولة قطر الدوليّة التي تنطلق في 19 شهر آذار الحالي وتستمر حتى 29 منه، ستكون البداية لجيل كروي تم اختياره بعناية ونقاشات كون هذه المجموعة لم تخضع لأية اختبارات سابقة، وسيكون تواجدها مثمراً كونها ستعطى فرصة متكاملة في بطولة ستجد خروج مجموعة من الاسماء التي ستنال مكانتها في الأعوام المقبلة.
تجربة المدرب راضي شنيشل وجهازه الفني، ستصبّ بالتأكيد في مصلحة لاعبي المنتخب المؤلّف من نواة أوليّة فعليّة لاسماء يترقّب الجميع تواجدها بعد سنوات مع المنتخب الوطني، مثلما تتدرّج هذه المجموعة من اللاعبين بشكل يوازي الخبرة التي يتمتّع بها الملاك التدريبي وتأخذ طريقها الصحيح في استحقاقات مهمّة قادمة، مع التذكير أن المنتخب الأولمبي في الحقيقة هو الاسم الجديد للمنتخب الرديف الذي يُشكّل عناصره الصورة المهمّة للاعبين داعمين لخطوط المنتخب الوطني في المشاركات أو الاستحقاقات المنتظرة.
أسماء تكرّرت على مسامعنا وشاهدنا الكثير منها تؤدّي في الأديم الأخضر وتكون رقماً مهمّاً مع فريق الدوري التي تمثلها، وكانت حاضرة بفاعليّة واضحة، وقدّمت كلّ ما لديها، فكان لزاماً حثّها على البقاء في أجواء الاستحقاق وتنتقل من الدوري بإتجاه المنتخب لتحظى بالتشريف المميّز وتمثيل المنتخب الأولمبي في بطولة وديّة تكون بداية لقادم أكثر من المشاركات.
وما يزيدنا اصراراً على أن المنتخب الأولمبي الحالي هو منتخب جديد ملؤه الإصرار والتحدّي، هو أن تشكيلته جمعت لاعبين توزّعوا على خارطة الوطن كُلّه، ويخضع للمعايير والشروط الفنيّة المهمّة، مثلما أن المنتخب لم يعتمد على اسماء الأندية التي دائماً ما كانت تدعم المنتخب بلاعبيها، مقابل تواجد لاعب أو لاعبين كان لهم دوراً بارزاً وتأثيراً إيجابيّاً ورقماً صعباً مع فرق أنديتهم وهو ما حصل فعلاً مع العديد من الأسماء تتواجد وتسجّل حضورها الخارجي لأوّل مرّة.
إن المنتخب الأولمبي بتشكيلته الحاليّة، هو منتخب جديد وواجب علينا دعمه بكلّ ما نملكهُ من عوامل الدعم، وإيصاله الى أفضل المواقع من أن لا نفرّط بفرصة الاستمراريّة في التواصل مع الأجيال الكرويّة، وتحقيق النتائج المرجوّة، وصولاً الى اللقب الآسيوي المقبل على الصعيد الأولمبي، ومن ثم الانتقال الى دورة الألعاب الأولمبية في باريس.