بغداد / مها الطائياعربن عدد من الخريجات من الجامعات والمعاهد اللواتي تخرجن السنوات الماضية القريبة عن امتعاضهن من عدم التعيين في الدوائر الحكومية ومعاناتهن من البطالة القسرية التي فرضت عليهن.((المدى))
خاضت عالم الخريجات لتروي كل واحدة منهن قصتها ومعاناتها بعد التخرج وقالت الخريجة مها عيدان تخرجت من كلية الآداب قسم الفلسفة من عام 2003 ومازلت ابحث عن عمل ليومنا هذا والكلام يشمل دفعتي بأكملها والتي تتكون من أكثر من (ستين طالبا) لم يتعين منهم سوى (2) احدهما حصل على التعيين بعد ان دفع مبلغ (30 ألف دولار)، والاخرى تعينت حسب علاقات والدها المتشعبة اما انا منذ ان تخرجت واستلمت شهادتي تركتها في كيس نايلون داخل صندوق خاص مع باقي اوراقي التي هجرتها بسبب زحمة الافكار وشقاء السنين.وتتابع مها حديثها بالقول منذ عدة سنين وانا ابحث عن وظيفة حكومية وللأمانة سأقول لكم منذ بداية تخرجي عرضت علي فرص تعيين بنسبة قليلة لكن مقابل بعض الأوراق النقدية الخضراء من فئة (100$) او مايسمى (ابو الشايب) وكان رفضي الاساس لهذه العروض لاني ارفض ان اكون راشية فأنا وبدون مجاملة لااشجع ولا اطيق الرشوى لكونها بالاساس حرام كذلك هي تشجيع لهولاء المرتزقة والوسطاء على تسير المعاملات وفق المبالغ النقدية اذا استطعت انا دفع ما يطلب مني ماذا يفعل من لا يملك مثل هذه المبالغ .. فعملت بالقطاع الأهلي والذي عانيت منه الأمرين لان لا يعترف بالشهادة والعمل فيه يحط من قيمة الشهادة اذ ان اغلب الاماكن التي اقصدها تعتمد على المعارف و(الواسطات) بغض النظر اذا كنت "امتلك شهادة او خبرة او لا" فالواسطة هي الاساس في العمل اضافة لمعاناتي كامرأة فالبعض منهم يرى فيَّ بضاعة لإشباع رغباته ونظراته الجريئة لا كإنسانة مثقفة تبحث عن عمل تنفع به نفسها وذويها وها أنا بانتظار تشكيل الحكومة المرتقبة لان الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال والتعيينات وكل شيء فيها متوقف ومشلول ومع شديد الأسف ساستنا منشغلون بمناصبهم ومصالحهم الشخصية دون اي تفكير بعدد الناس التي تعقد آمالا على هذه الحكومة في تحقيق طموحاتهم بعد معاناة وطول انتظار فرغ معه صبرهم وكلهم تساؤل هل ستهتم بشريحة الفقراء وتسهم في انخفاض معدلات البطالة المنتشرة في البلد.اما شيماء عبد الله الصليبي فلها قصة اخرى بدأت بالقول ابلغ من العمر (29) عاما تخرجت عام 2003 من كلية الإعلام واكملت دراستي لأحصل على شهادة الماجستير وبتقدير جيد جدا لأنظم الى قافلة العاطلين من الخريجين بل بالأحرى الى قافلة ربات البيوت تلك الشهادة كنت اعول عليها كثيرا بإعانة عائلتي وبنيت عليها آمالا كثيرة ذهبت في مهب الريح ومازلت ابحث عن عمل لكن للأسف "لا حياة لمن تنادي" فانا ليس لدي معارف ليتوسطوا لي كي أتعين او حتى ان يجدوا لي عملا ضمن اختصاصي كذلك لا املك المبالغ النقدية الهائلة التي يطلبوها كرشوة مقابل الوظيفة. وكانت لي تجربة مع القطاع الخاص إذ عملت لمدة شهرين مع احد الصحف العراقية المحلية الواقعة في قلب العاصمة بغداد إلا اني تركت العمل لعدم كفاية الراتب قياسا الى ماانفقه على النقل والحاجيات الاخرى. وتواصل شيماء كلامها بالقول لابد من اذكر أختي التي استشهدت برصاصات غادرة اثناء توجهها للعمل فبعد ان تخرجت من قسم اللغة الانكليزية من الجامعة المستنصرية عملت كمترجمة في احدى شركات المقاولات العامة لتهدد من قبل الجماعات المتطرفة واتهامها بالعمل مع الأمريكان فما هي الا ايام لتطولها تلك الايادي القذرة فلم يمنحها القدر لتنعم بشهادتها بعد سنين من الشقاء والدراسة المتعبة تحت ظروف مادية ومعنوية وسوء الخدمات التي يعاني منها اغلب العراقيين وكان حلمها الوحيد ان تتخرج لتعمل وتعيل عائلتنا ووالدتي الارملة التي توفيت هي الاخرى حزنا على شقيقتي الكبرى التي استشهدت لتحمل شهادتها معها الى القبر.وقالت الخريجة اقبال حسن للمدى امس: تخرجت هذه العام من معهد الإدارة والاقتصاد - قسم المحاسبة، يحدوني الامل بالعمل بعد التخرج لأعيل نفسي واهلي بالرغم من علمي مسبقا ان التعيينات لاوجود لها بل اصبحت حلما صعب المنال لمن لا يملك الواسطة والمال وأكملت كلامها: درست وسط اجواء نفسية ومعنوية قاسية تتمثل بمعاناتنا من نقص الكهرباء الوطنية والمولدات الأهلية لا نستطيع ان نشغل عليها سوى المراوح التي تنفث لنا سنانا حارا كحرارة التنور ولا ننسى الظروف الامنية ومخاطر الطريق ومعاناة الاهل ومحاولتهم توفير المأكل والملبس ومصاريف النقل وشراء الملازم والكتب والمصروفات الأخرى على امل ان نتخرج ونتوظف ونعوضهم تعبهم وسهرهم علينا فتحديت كل الظروف ودرست لأحصل على شهادتي وحالي هذا كباقي زميلاتي وزملائي فبعد ان تتخرج الطالبات تجلس في البيت على امل ان يدق بابها ابن الحلال وتتزوج او ان تجد لها الوظيفة المناسبة لكن مع الاسف لاهذا ولا ذاك.المهندسة شروق الشايع (30سنة) تقول تخرجت من الجامعة المستنصرية- كلية الهندسة عام 2003 واستطيع ان أقول إني من المحظو
خريجـات الكليـات بين عـدم التعيين فـي الدوائـر الحكومية والبطالة القسرية
نشر في: 31 يوليو, 2010: 06:22 م