ترجمة: حامد أحمد
أكدت منظمة اليونسكو أن استعادة الأبنية التاريخية لمدينة الموصل التي لحقها الدمار جراء الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي وترميمها تعد من أولويات عملها في المدينة. وقال سفير اليونسكو لمبادرة إعادة احياء روح الموصل، أيوب ذنون، الذي يعد أحد خبراء التراث البارزين في الموصل، بحسب تقرير لموقع (ذي ناشنال) ترجمته (المدى)، إن "هذا الجهد يشكل نقطة تحول بالنسبة للمدينة القديمة".
وتابع ذنون، ان "الخطة تهدف أيضاً لاستعادة ابنية المدينة الشهيرة ومواقعها التراثية وتعزيز النظام التربوي فيها من خلال اصلاح وترميم المدارس".
وأشار التقرير، إلى أن "دولة الامارات تعدّ شريكاً في المشروع بتبرعها بمبلغ مقداره 50 مليون دولار لاستعادة مجمع جامع النوري الكبير، الذي يعود تاريخه للقرن الثاني عشر، وكذلك كنيسة الساعة القريبة من الموقع وكنيسة الطاهرة التي تعد من الكنائس القديمة في الموصل".
وعاد ذنون ليؤكد، أن "شباب الموصل ممتنون للدعم الدولي والإسناد المالي"، ورأى أن "الشيء المطلوب الان هو الدعم الحكومي المحلي".
وأفاد ذنون، بأن "ما نحتاجه هي إدارة حكيمة واستثمار لهذه الموارد لتتمكن البلاد من تطوير وخلق رؤية ستراتيجية للبلاد أيضا."
وأوضح التقرير، أن "المعالم التراثية والتاريخية للموصل كان تنظيم داعش الارهابي قد أقدم على نسفها في الوقت الذي كان فيه الجيش العراقي يتقدم بدعم من قوات التحالف نحو تحرير المدينة القديمة للموصل في حزيران عام 2017 وطرد الإرهابيين منها بعد معارك دامت عدة أشهر تحولت فيها احياء بكاملها في المدينة الى خراب".
وأورد ذنون، أن "تنظيم داعش الإرهابي عندما بدأ بنسف المواقع التراثية والتاريخية، كنا نواسي أنفسنا حزنا على هذه الخسائر".
وشدد ذنون، على أن "معركة تحرير الموصل وطرد المسلحين شكلت نقطة انطلاق لنا خصوصا بين الشباب".
وذكر التقرير، أن "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أطلقت في مستهل عام 2018، مبادرة إعادة احياء روح الموصل، وذلك بعد أشهر قليلة من اعلان النصر على داعش".
وذهب ذنون، إلى أن "جهود احياء الذكريات قد بدأت تأخذ شكلها ببطء، في الوقت الذي لم تتمكن فيه الجهود لاستعادة ما خسرته الموصل بالكامل".
وتابع ذنون، أن "مبادرة إعادة احياء روح الموصل التي أطلقتها اليونسكو بدعم من دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي، كانت بمثابة نقطة تحول للمدينة القديمة في الموصل من خلال جهود استعادة جامع النوري ومنارته الحدباء وكنيسة الساعة".
وأضاف التقرير، أن "مديرة اليونسكو، اودري آزولاي، وخلال زيارتها الأخيرة لمدينة الموصل الثلاثاء وحضورها مراحل إعادة الاعمار الأخيرة لجامع النوري ومنارته الحدباء، قامت بوضع لبنة من حجر جامع النوري لاستعادة اعمار المنارة الحدباء".
وقالت اوزلاي بهذه المناسبة: "كنت انتظر هذه اللحظة منذ فترة طويلة، لنطلق المرحلة النهائية من إعادة بناء المنارة الحدباء، نحن نعلم ما للمنارة الحدباء من رمز مهم للموصل وللعراق، وبالنسبة لمدينة عانت الكثير عبر السنوات الماضية، انها رمز لتاريخ العراق الغني، وبإعادة اعمارها نحن نقوم بإعادة إحياء هذا الرمز."
ويواصل التقرير، أن "آلاف من القطع الأثرية كانت قد سرقت من مواقع حول العراق اثناء سنوات الحرب التي تعرض لها البلد".
وعادت آزولاي، لتقول، إن "منظمة اليونسكو مستعدة جدا لمساعدة العراق في استرجاع قطعه الاثرية والتاريخية التي تم نهبها عبر العقود الماضية".
في مقابل ذلك عدّ ذنون "هذه المشاريع هي واحدة من اهم المشاريع التي حصلت في الموصل".
وأكد ذنون، "العمل على هذه المشاريع لاستعادة روح الموصل التاريخية، التي لا تتعلق فقط بالبناء الهيكلي للمواقع التاريخية، بل أيضا بالنسيج الاجتماعي ما بين المسيحيين والمسلمين التي تمثلها هذه المواقع."
وأشار التقرير، إلى أن "السفير ذنون يعدّ أيضاً من مؤسسي مشروع تراث الموصل، وهو مشروع يقوده شباب مهتم بالحفاظ على التراث واستقطاب السياح للتعرف أكثر على المواقع التاريخية للمدينة، والتي تضم أكثر من 400 موقع أثري".
ولفت التقرير، إلى أن "جزءا من المبادرات الأخيرة المساعدة في تأسيس دار تراث الموصل يتضمن منزلا تراثيا قديما ويعد ملتقى كثير من العراقيين والسياح الذين يسعون للاطلاع على تاريخ المدينة وحضارتها وتراثها". وقال ذنون، إن "هذا المنزل أصبح متحفا للزوار من اجل الحفاظ على هوية المدينة وتراثها، ويعود لعائلة الرحيّم وبالتحديد الدكتور اسامة الرحيم الذي قرر احياءه وترميمه بعد تعرضه لأضرار اثناء الحرب على داعش".
وتابع ذنون، أن "مشروع تراث الموصل قام بعد ذلك بتأجيره ليصبح متحفا للعامة ويقوم باستضافة نشاطات ثقافية وفنية".
ونوه ذنون، إلى أن "أحد اهداف هذا المشروع هو تسليط الضوء على أعمال فنية خصوصا تلك الاعمال المتعلقة بالتراث الموصلي وخصصنا غرفة في المنزل لهذا الغرض."
ونبه التقرير، إلى أن "العراق يضمّ ستة مواقع تاريخية مدرجة ضمن لائحة التراث الدولي لليونسكو، من بينها مدينة بابل التاريخية، وهو موقع لعدة إمبراطوريات قديمة حكمت المنطقة مثل مملكة حمورابي ونبوخذ نصر".
ومضت مديرة اليونسكو، إلى أنه "كلنا يعلم ما مر به العراق خلال العقود الأخيرة، وكلنا يعلم أيضا ما تدين به حضارات هذا العالم للعراق."
عن موقع (ذي ناشنال) الإخباري