 ذي قار/ حسين العامل

تحدث ناشطون ومؤسسات بيئية عن اثار الصيد الجائر في مناطق الاهوار على الطيور المهاجرة، مشيرين الى استخدام السموم والمواد الكيمياوية وبنادق الصيد في هذا المجال، داعين الى فرض رقابة مشددة ومحاسبة المخالفين.

وعادة ما تتوافد الطيور المهاجرة خلال موسم الشتاء من روسيا ودول الاتحاد الاوروبي الباردة الى مناطق الأهوار التي تكون دافئة مقارنة بالأجواء القطبية الباردة التي تنتقل عبرها، لكن رحلة الطيور المحفوفة بالمخاطر غالبا ما تنتهي في الأهوار، اذ تواجه الصيد الجائر الذي يهدد التنوع الإحيائي بحسب مختصين في مجال البيئة.

وفي مثل هذا الموسم يتأهب الصيادون ويجوبون مناطق الاهوار بحثاً عن اسراب الطيور الجيدة والنادرة والمهددة بالانقراض والتي يكون عليها الطلب عالياً ولها سوق رائجة في بعض المناطق، لاسيما ما بين الجبايش ومحافظة ميسان.

يقول الناشط البيئي ورئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد الأسدي، إنه "رغم قلة عدد الطيور المهاجرة لمناطق الاهوار في هذا العام الا ان عمليات الصيد الجائر مازالت قائمة دون رادع قانوني او أخلاقي".

وأضاف الأسدي، أن "ذلك من شأنه ان يزيد المخاطر على الطيور ولاسيما المهدد منها بالانقراض".

وأشار، إلى أن "أغلب الصيادين لا يميزون بين الطيور العادية والطيور المهددة بالانقراض".

ويرى الاسدي ان "الصيادين يستهدفون بعمليات الصيد الجائر طيور الحذاف ودجاج الماء وابو زله والبرهان والبط والغرنوك (الفلامينكو) والخضيري والكوشر والغوصي وغيرها".

وشدد، على أن "بعض الصيادين يتمادى في الصيد الجائر من خلال استخدام الشباك والبنادق والسموم".

ودعا الأسدي، الى "فرض ضرائب على ادوات ومعدات الصيد الجائر وتشديد الرقابة ومحاسبة المخالفين".

ونوه، إلى أن "سعر بندقية الصيد حاليا يبلغ 100 ألف دينار وان الاطلاقة بسعر 1000 دينار وهذا ما يجعل حتى الاطفال يقتنونها ويمارسون الصيد والعبث بحياة الطيور".

ورأى الأسدي، أن "عددا من انواع الطيور المهاجرة بات يعرض في الاسواق المحلية في المناطق المتاخمة لاهوار الناصرية والبصرة وميسان".

وشدد، على أن "الطيور المهاجرة في هذا العام كانت قليلة جدا مقارنة بالأعوام السابقة كون العام المنصرم شهد موسم جفاف في مناطق الاهوار".

وأكد الأسدي، أن "مناسيب مياه الاهوار ارتفعت متأخرة جدا هذا العام وهذا ما حال دون قدوم المزيد من الطيور".

وحذر، من "استمرار ظاهرة انحسار مياه الاهوار ومخاطر الجفاف كونه سيتسبب بتغيير وجهة الطيور الى مناطق ودول اخرى ولا تعود الى العراق مرة اخرى".

ومن جانبها دعت مديرية بيئة ذي قار الأجهزة الأمنية الى اتخاذ إجراءات امنية حازمة للحد من الصيد الجائر للطيور المهاجرة في مناطق الاهوار، خاصة بعد زيادة مناسيب مياه الاهوار في ذي قار.

وقال مدير البيئة كريم هاني في تصريحات اعلامية ادلى بها في وقت سابق وتابعتها (المدى)، ان "ظاهرة صيد الطيور المهاجرة بدأت بالتزايد بعد ان عانت الاهوار من جفاف شمل مساحات كبيرة ".

وأضاف هاني، "واليوم بعد ارتفاع مناسيب المياه يتطلب الاهتمام بالتنوع الإحيائي الحفاظ على الطيور وعدم صيدها".

وأشار، إلى "رصد طيور في الاسواق المحلية في الناصرية بشكل لافت" لافتا الى ان "ذلك يتطلب وقفة جادة للحد من صيدها بهذه الصورة".

بدورها حذرت جمعية الصيادين في هور السناف بمحافظة ذي قار في وقت سابق من استخدام الصيد الجائر والسموم والمواد الكيمياوية، داعية الى تشكيل غرفة عمليات في مناطق الأهوار للحد من مظاهر الصيد الجائر للأسماك والطيور.

ويمتهن الصيد في ذي قار أكثر من ثلاثة آلاف صياد، أغلبهم غير مجازين، ولا يلتزمون بالقوانين التي تمنع استخدام المواد السمية أو الشباك في الصيد، أو استخدام الطرق الحديثة لصيد الطيور.

ولعل أبرز الطيور المستوطنة في بيئة الأهوار هي الغواص والبرهان وصياد السمك والرخيوي والبيوض والنكود والصيومي، فيما تتمثل الطيور المهاجرة بالزقزاق أبيض الذيل وهازج قصب البصرة والنورس الأرميني وغراب بحر القرم والثرثار العراقي والغطاس العراقي والحذاف الرخامي والوردة الأفريقية والبجع الأبيض الكبير وخطاف المستنقعات الملتحي والأوز الأغر الصغير والبلبل الأبيض الخدين والكوشر والزركي وأبو زلة والمصو والليروي والفلامنكو ودجاج الماء والخضيري.

وتشكل مساحة الأهوار نحو 17% من مساحة العراق، وتغطي المياه حوالي 3.8 مليون دونم من الأراضي العراقية، منها 2.3 مليون دونم مغطاة بمياه الأهوار، بحسب تقارير حكومية، وتشكل هذه البيئة تنوعاً أحيائياً نادراً وبيئة مواتية لعبور الطيور المهاجرة.