 دبي/ د.كاظم العبادي*

دخل الفرح إلى بيت كلّ عراقي، لحظة انتهاء مباراة شبابنا مع إيران، وفوزهم الذي أهّلهم الى نصف نهائي كأس آسيا للشباب ونهائيّات كأس العالم، وينتظر العراقيون الفرحة الكُبرى حين يفوز العراق في مباراته القادمة، وأبتهل إلى الله أن يحقّق الفريق الفوز بعد غد (الأربعاء) وأن لا تضيع جهود اللاعبين، وهو الهدف الكبير أي أن نهتمّ بالتفاصيل، وتوجد ملاحظات كثيرة نضعها أمام الفريق وملاكه التدريبي قبل مباراتهم المقبلة، وهي:

علينا ان نؤجّل احتفالات التأهّل الى كأس العالم لِما بعد ختام التصفيات. لا نُريد تكرار ما حدث للمنتخب الوطني خلال بطولة كأس الخليج العربي الرابعة حيث "اِلتهى" الفريق بمكرمة الدولة له، ولم يستعدّ بشكل جيّد للمباراة النهائيّة. علينا أن نُبعِد الفريق بشكل مؤقّت عن أجواء الفوز، وأن ينسى الفريق ماذا تقول بغداد عنه حتى عودته اليها حيث يُحتفى به بأبطاله.

هذا الفريق تعرّض لضغوطات كثيرة جداً، فهو كان بأمسّ الحاجة الى اخصّائي في السيكولوجي للخروج من الآثار النفسيّة السلبيّة، لكثرة الانتقادات لهم، والآن، حقّقنا الهدف الأساس بالتأهّل الى كأس العالم، لذلك يجب أن نُبعد اللاعبين عن أي ضغوطات نفسيّة خلال هذه المرحلة تُجهدهم بدنيّاً ونفسيّاً، ونحتاج الى تركهم في التركيز بالتدريب واللعب بمزاجيّة أفضل وراحة نفسيّة، سيتجاوبون أكثر مع الخُطط، ولم نعد هناك شيء نخسرهُ، لذلك علينا أن نُجازِف هجوميّاً أكثر وأكثر.

سمعتُ مؤخّراً كلاماً كثيراً عن مدرّب الفريق وعن أداءه العملي ولم أصدّق، دافعتُ عنهُ بكل شراسة حتى سمعتُ تصريحاته فحزنتُ لأجله وعليه! أتمنّى أن يُحاسب عماد محمد نفسه، ويعدل عن أخطاءه لأجله فقط ولأجل العراق والذي نتباهى به وعلينا أن نكون أبناء يرفعون الرأس.

أفضل لنا، أن لا نتكلّم حالياً عن منتخب الشباب لِما بعد كأس آسيا، النقطة الوحيدة التي يمكن الإشارة لها أن الفريق بحاجة الى عمل تكتيكي كبير، وليس عيباً من الاستعانة بكوادر أجنبيّة للمرحلة القادمة. هناك أمل، والأمل موصول بما أجمع العراقيون على حبّه، فلو اعترفنا أن الملاعب العراقية هي مهوى أفئدة العراقيين كلّهم لادركنا قيمة كرة القدم كوسيلة رابحة في جمع العراقيين في ملعب واحد، ويكون الهدف كبيراً هو الفوز والبقاء في مقدّمة تصنيف الفرق الآسيويّة، فمنتخب الشباب استرجع حقّنا الطبيعي، أن نكون ضمن أفضل أربعة منتخبات آسيويّة، وإن شاء الله يتجاوب المنتخب العراقي الأول مع هذا النجاح في تحقيق انتصارات مُماثلة تستعيد الكرة العراقية من خلالها عافيتها.

من هنا يجب ألا نتهاون في أدقّ التفاصيل وأبسطها في مباراة نصف النهائي من أجل تحقيق مرتبة أفضل فهي مثل أوّل الغيث الذي يسقي الزرع العطش.

* باحث علمي في شؤون كرة القدم