أكدت لجنة البيشمركة في برلمان كردستان دعمها لإدارة كركوك برفض تشكيل عمليات دجلة وعملها في كركوك. جاء ذلك خلال لقاء محافظ كركوك الدكتور نجم الدين كريم أمس الثلاثاء، مع وفد من لجنة البيشمركة في برلمان الإقليم برئاسة رئيس اللجنة محمد شهرزوري وبرفقة عدد من أعضاء برلمان الإقليم من لجنة البيشمركة والداخلية.
وأكد رئيس اللجنة دعمهم باسم برلمان كردستان لإدارة كركوك والمحافظ وقرار مجلس المحافظة برفض تشكيل عمليات دجلة وعملها في كركوك، مثمنا دور الإدارة وجهودها في تعزيز الأمن والاستقرار وتقوية التعايش بين مكوناتها، مبينا أن إدارة كركوك واللجنة الأمنية المشتركة قادرتان على تعزيز الأمن والاستقرار لأهالي محافظة كركوك. وطالب شهرزوري بتطبيق الدستور العراقي واحترام إرادة أهالي كركوك.. وبيّن الدكتور نجم الدين عمر كريم أن هناك لجنة أمنية مشتركة في كركوك ويوجد تنسيق كبير بين الشرطة والفرقة الثانية عشرة للجيش، مجددا رفضه تشكيل وعمل قيادة عمليات دجلة، ودعا محافظ كركوك للتهدئة والحوار البناء الهادف النابع من أسس الدستور العراقي التي تمثل إرادة العراقيين وتعزز تجربتهم الديمقراطية.
وفي سياق تداعيات الأزمة الأخيرة بين بغداد وأربيل، استقبل وزير البيشمركة شيخ جعفر شيخ مصطفى مسؤول مكتب التنسيق الأمني للجيش الأمريكي في العراق الجنرال كاسلن والوفد المرافق له المكون من القنصل العام الأمريكي في أربيل وعدد من كبار مستشاري القنصلية الأمريكية ومكتب التنسيق الأمني للجيش الأمريكي في العراق. وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع في قضاء دوز ومحافظة كركوك، حيث أعلن وزير البيشمركة أن تحركات قوات البيشمركة هي نتيجة لتهديد المالكي وقياداته العسكرية وتحركاتها في المنطقة. من جهته طالب الجنرال كاسلن بعدم اللجوء الى الحل العسكري ومحاولة حل هذه المشاكل عن طريق الحوار، مؤكداً تأييد واشنطن الحوار طريقاً لحل المشاكل.
وكانت الحكومة الاتحادية قد قامت بتحريك لواءٍ تابع للجيش الاتحادي نحو حدود محافظة ديالى حيث تصاحبها أكثر من 100 عجلة عسكرية، كما وتمركزت نحو 35 دبابة بالقرب من سلسلة جبال حمرين.وأعلن مصدر مطلع، أن قسماً من اللواء 36 من الفرقة التاسعة/ مشاة - مدرع من الجيش توجهت الى حدود محافظة ديالى وجعلت من معسكر أشرف (المقر القديم لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية) مقراً رئيسياً للواء، كما تمركز فوج آخر من اللواء بالقرب من سد العظيم، وأوضح المصدر أن اللواء المذكور ترافقه 100 عجلة عسكرية محملة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، إضافة الى تمركز نحو 35 دبابة بالقرب من سلسلة جبال حمرين.
وأعلن اللواء شيركو فاتح شواني آمر اللواء الأول كركوك لـ PUKmedia، أنه ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها من القائد العام للقوات البرية العراقية، فإن الفرقة 4 و5 و12 من الجيش العراقي في حالة تأهب قصوى من الدرجة (ج)، إضافة الى ان جميع الضباط دعوا الى الالتحاق بوحداتهم كما توقفت الإجازات للعناصر العسكرية من الجنود. وأضاف اللواء شيركو بصدد تأهب قوات البيشمركة، أن جميع القوات في حالة استعداد وتأهب، تحسباً لأي مواجهة محتملة، وأن المواطنين في قضاء دوز يقومون بزيارات مستمرة لقوات البيشمركة.
وكان برلمان الاقليم قد اخفق في استجواب محافظ كركوك نجم الدين عمر للتعليق عن تحركات قوات دجلة التي شكلها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إلا انه أشار إلى انه ستتم استضافة وزيرين أمنيين بدل ذلك، ولا يسمح النظام الداخلي لبرلمان كردستان باستضافة المحافظين سواء كانوا داخل الإقليم أو خارجه، وهو الأمر الذي تطرق اليه رئيس البرلمان.
وتقدمت قوى المعارضة الكردية وهي التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية وكتلة المستقبل بطلب إلى برلمان كردستان يقضي بعقد جلسة طارئة واستضافة محافظ كركوك ورئيس مجلسها لبحث تداعيات تشكيل عمليات دجلة. وقال رئيس برلمان كردستان ارسلان بايز إنه " لا يمكن إلا للوزراء الحديث داخل القاعة بحسب النظام الداخلي للبرلمان". واضاف "إن دعت الحاجة سنقوم باستدعاء إما وزير البيشمركة أو الداخلية في حكومة الإقليم للحديث عن هذا الموضوع".
وأكد المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات البيشمركة جبار ياور، أمس الثلاثاء، أن وفدا أميركيا بحث مع الأطراف المعنية بأزمة طوزخورماتو بين الجيش الاتحادي وقوات البيشمركة الكردية أسباب وملابسات هذه الأزمة بهدف التوسط وتهدئة الأجواء بين الجانبين.
وقال ياور إن "وفدا أميركيا برئاسة مدير مكتب التعاون الأمني الأميركي العراقي الجنرال كاسلين يرافقه القنصلان الأميركيان في أربيل وكركوك واجتمعوا مع وزير البيشمركة وكبار قادة الوزارة لبحث التطورات الميدانية التي شهدتها منطقة طوزخورماتو".
واكد ياور ان "الوفد الامريكي وجه تحذيرات واضحة من خطورة الصدام المسلح بين الجيش والبيشمركة على اعتبار أن قواتهما قريبة من بعضها البعض"، مشيرا الى ان "الامريكيين تحدثوا عن المواجهة الإعلامية الخطيرة التي تؤجج الأزمة بشكل أكبر". واضاف ياور ان "الوفد الامريكي طلب خلال الاجتماع سحب قوات الطرفين فورا ووقف التحشيدات العسكرية من الجانبين، والعمل لعقد اجتماع للجنة العليا التي تضم وزارات البيشمركة والدفاع والداخلية بالحكومتين". واشار ياور الى ان "الجانب الكردي أبلغ الوفد الأميركي بأننا لا نرغب في حدوث أي صدام بيننا وبين الجيش، وأنه لا خطط لنا مطلقا بهذا الاتجاه"، معبرا عن "الرغبة، على لسان الوزير، بالجلوس إلى مائدة المفاوضات لحل جميع المشكلات". كما أكد ياور انه "أبلغنا الجانب الأميركي بأن القوات التي أرسلناها نحن إلى المنطقة قد تم سحبها بالكامل، وهذا دليل على أننا لا ننوي شن الحرب على الجيش أو المواجهة معه".
واشار المصدر الى ان احد الحلول المطروحة هو إعادة نشر قوات امريكية في المناطق المتنازع عليها لضمان عدم وقوع أي مصادمات بين الجيش وبين البيشمركة الكردية، مضيفا أن واشنطن لا تعارض إعادة نشر قوات عسكرية لها في المنطقة إذا رغبت أطراف الخلاف في ذلك.
وأعلن 14 حزبا كرديا عن رفضهم لنشر قوات دجلة في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، واعتبروا الأمر "مخالفا للدستور". وجاء في بيان مشترك لاجتماع الأحزاب في السليمانية "إن تشكيل قيادة عمليات دجلة يهدف لبسط سيطرة الحكومة المناطق المتنازع عليها" وفرض واقع جديد مخالف للدستور وإرادة أهالي المنطقة". وطالبت الأحزاب المالكي بـ"حل عمليات دجلة لأنها تخالف برنامج عمل الحكومة الذي أعده المالكي بنفسه ووعد بتطبيقه". وجاء في بيان الأحزاب وأبرزها حزبا الاتحاد الوطني والديمقراطي بـضرورة "العمل على تقوية روح التعايش السلمي بين مكونات العراق". ومن ضمن الأحزاب التي شاركت في الاجتماع، الحزب الشيوعي الكردستاني وحزب كادحي كردستان والحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب اليساري فضلا عن حزب الحل والإتحاد الإسلامي والحزب القومي وغيرها.
