ذي قار / حسين العامل
نعت الحكومة المحلية في قضاء الاصلاح هور ابو زرك الذي تقدر مساحته بــ 64 الف دونم، وذلك اثر تراجع الاطلاقات المائية من نهر دجلة المغذي للهور المذكور عبر شط ابو لحية، وفيما اشارت الى توقف 13 محطة مياه نتيجة شحة المياه الناجمة عن رية الفطام، كشفت عن جملة من المعالجات المقترحة لتأمين مياه الشرب للسكان المحليين.
وشهد قضاء الاصلاح (40 كم شرق الناصرية) سلسلة من التظاهرات خلال الاسبوع المنصرم للمطالة بمعالجة شحة مياه الشرب الناجمة عن توقف محطات ومجمعات الماء التي تتغذى على شط ابو لحية الذي انخفضت مناسيبه الى ادنى مستوياتها بالتزامن مع رية الفطام التي تستنزف كميات كبيرة من المياه في ري محاصيل الحنطة والشعير.
وقال قائممقام قضاء الاصلاح أحمد ناظم الرميض في حديث مع (المدى)، إن "هور ابو زرك تحول الى صحراء بعد تراجع مناسيب المياه في شط ابو لحية الذي يتغذى من نهر دجلة".
وأضاف الرميض، أن "ادارة القضاء طرحت على الحكومتين المحلية والمركزية جملة من المعالجات الانية والبعيدة المدى لمواجهة تداعيات شح المياه التي اخذت تنعكس سلبا على حياة 60 الف نسمة من سكان القضاء".
وأشار، إلى أن "المعالجات الانية المقترحة تمثلت بزيادة الاطلاقات المائية ورفع التجاوزات عن عمود النهر، فيما تمثلت المعالجات المستقبلية بمد انبوب ناقل لمياه الشرب من جدول الصالحية القريب من قضاء سيد دخيل باتجاه قضاء الاصلاح وبطول 30 كيلو متر".
عن الوضع الراهن لمياه الشرب في قضاء الاصلاح قال الرميض، ان "المياه عادت مؤخرا بعد انقطاع دام اسبوعا كاملاً".
وتابع، أن "استخدام المياه لرية الفطام في المدن والقرى انعكس على مناسيب شط ابو لحية الذي يغذي القضاء بالمياه".
وبين الرميض، أن "ضخ المياه من مؤخر ناظم البدعة حاليا هو بحدود 20 متر مكعب في الثانية".
ولفت، إلى أن "هذه الكمية من المياه تستهلك بالكامل ان تزامنت مع موعد ري المحاصيل الزراعية، ولا تعود المياه الى سابق عهدها الا بعد انتهاء عمليات الري وهذا ما يتسبب بالشحة".
واكد الرميض، "شحة المياه الاخيرة تسببت بتوقف 13 محطة لتصفية وضخ مياه الشرب بواقع 10 محطات في القرى والارياف و3 محطات في مركز قضاء الإصلاح"، منبهاً إلى أن "شط ابو لحية المغذي لتلك المحطات جف تماما في تلك الفترة".
وهور أبو زرك هو أحد اهوار جنوب العراق ويقع في ناحية الإصلاح شرق الناصرية وتبلغ مساحته (64000) دونم ويتغذى من نهر دجلة، وبجفاف الهور بات السكان القاطنين بالقرب منه في مهب الريح اذ تعتمد معيشة غالبيتهم على صيد الأسماك وتربية الأبقار والجاموس وصيد الطيور والاعمال الحرفية الاخرى التي تكون موادها الاولية نباتات الاهوار من القصب والبردي.
ومن جانبه اكد رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب الاسدي تراجع مناسيب المياه في جميع الاهوار العراقية التي تتغذى من نهر دجلة.
وقال الأسدي، في حديث لـ(المدى) ان "الوضع المائي في مناطق الاهوار قلق وغير مستقر وان كانت الاهوار التي تتغذى على نهر الفرات تبدو اليوم بوضع مقبول نسبيا".
ويرى الاسدي ان "الوضع المائي في الاهوار التي تتغذى على نهر الفرات أفضل بكثير من الوضع المائي في الاهوار التي تتغذى على نهر دجلة".
ويواصل، أن "مناطق الاهوار التي تتغذى على نهر دجلة تعاني وضعا حرجا ولاسيما اهوار قضائي الاصلاح وسيد دخيل في الناصرية واهوار محافظة العمارة بصورة عامة".
وأشار الأسدي، إلى أن "سكان الاهوار في المناطق التي انحسرت فيها المياه باتوا يعانون من اثار ذلك كون حوض نهر دجلة يعاني من جفاف مخيف".
وأعرب، عن "قلقه من تراجع الاطلاقات المائية بصورة أكبر في الايام والاشهر القادمة"، وأردف "نحن امام تحدٍ كبير قد يؤدي الى كارثة مع اشتدد حر الصيف".
ويجد الاسدي، ان "تراجع مناسيب المياه في مناطق الاهوار والانهر المغذية لها يعود الى انخفاض الخزين المائي في السدود العراقية ولاسيما سد الموصل الذي تراجع خزينه الى أدنى المستويات".
ودعا، إلى "الحكومة المركزية للتحرك الحقيقي اتجاه دول المنبع لحلحلة ملف المياه وزيادة الاطلاقات المائية".
وتعزو وزارة الموارد المائية الانخفاض الحاصل بالحصص المائية في بعض المحافظات الجنوبية إلى قلة الايرادات المائية الواردة الى سد الموصل على دجلة وسد حديثة على الفرات من الجارة تركيا.
وأوضحت في بيان صدر مؤخرا وتابعته (المدى) إن ذلك أدى إلى "انخفاض حاد في الخزين المائي في البلاد".
وتواجه مناطق أهوار الجنوب جملة من المشاكل أبرزها تذبذب مناسيب المياه ونقص الخدمات الأساس فضلاً عن ضعف الاهتمام بالثروة الحيوانية في تلك المناطق التي تشتهر بتربية الجاموس وصيد الأسماك والطيور، وغالباً ما تتعرض قطعان الجاموس إلى الأوبئة والأمراض التي تؤدي إلى نفوق عدد كبير منها ما يؤدي إلى خسائر كبيرة لمربيها.
وتشكل الأهوار خمس مساحة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 22 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد التي كانت توصف ببلاد الرافدين لما تتمتع فيه من وفرة مائية اخذت تتراجع مع تحكم دول المنبع بالإطلاقات المائية وتقليصها بصورة كبيرة خلال العام الحالي والاعوام المنصرمة.