محمد حمدي
تسعى الفرق سواء الأندية أم المنتخبات الوطنيّة الكرويّة التي تستعد لاستحقاقات ومناسبات كرويّة كبرى لاختبار مدى جاهزيّتها الفنية كمجموعة وأفراد لإقامة المباريّات الوديّة الدوليّة التي أحيانا تكون (إيجابيّة) نافعة وأحيانا العكس.
هذه الفرضيّة أيضاً يمكن أن تنقسم الى قسمين فربّما تكون المباراة كأدوات وخيارات وانتقاء أقلّ من المطلوب، فلا استفادة فنيّة، ولا عائد تذكر، وأحياناً تكون مضلّلة للفريق إذا ما توافقت مع ظروف معيّنة بحيث تعطي انطباعاً عن أفضليّة ربّما هي وهميّة بحسابات كرة القدم، أو أنها أتت في غير وقتها الصحيح، وهنا تكمن حنكة المدرّب ودرايته وخبرته التي يجب أن توظّف بطرقة احترافيّة لا يمكن أن تمرّ مرور الكرام!
وطالما كان الحديث منصبّاً اليوم عن مباراة منتخبنا الوطني بكرة القدم أمام منتخب روسيا صاحب التصنيف الجيّد عالميّاً، والتي أعلن مدربُ المنتخبِ الوطنيّ "خيسوس كاساس" عن القائمةَ الرئيسة للاعبين المُستدعاة لمعسكر روسيا الذي سيقام في مدينة سوتشي بداية من 21 من شهر آذار الحالي، وسيتخلّل المعسكر مواجهة منتخب روسيا في السادس والعشرين من الشهر نفسه في مدينة سانت بطرسبيرغ، وهي فرصة طيّبة بالتأكيد بيد المدرّب للوقوف على تشكيلته الرئيسية وأعمدتها المهمّة في الاستحقاقات المُقبلة سواء من اللاعبين المحلّيين أم المحترفين والمغتربين معاً.
سيوفر ذلك حالة من الاستقرار للمستقبل وعدم تشتيت الرؤية بين وابل الاسماء التي يتم اقتراحها على المدرب، وهي من أشدّ الحالات السلبيّة التي عانينا منها سابقاً مع المدرب الأجنبي والمحلّي، ونقصد غياب الاستقرار، واتذكّر في مناسبة ليست بعيدة دخل منتخبنا الوطني في بطولة مصغّرة ومعسكر بوقت جيّد وبأوّل مشاركة رسمية لم يتم استدعاء ثلثي التشكيلة التي ذهب بها المدرب الى المعسكر وخاض بها مباريات وديّة كثيرة!
البادرة الأولى بهذا الاتجاه والتي تعطي دفعة من الأمل بتغيير جذري للمرحلة المقبلة تكمن في لقاء أعضاء الاتحاد الأخير مع الملاك التدريبي للمنتخب بصورة عامّة، وتدارس عمله للفترة المُقبلة، والخروج ببيان ينطوي على قدر من الأهمية مفاده أن المدرب الإسباني المُحترف يبحث عن آلية استقرار وتطوير أسلوب لعب المنتخب للمرحلة المُقبلة من وحي كونه شخصيّة احترافيّة تعرف ماذا تفعل وتنجز وهو ما نريده تحديداً لتجاوز العشوائيّة السابقة في العمل والوصول الى تشكيلة مثاليّة قادرة على تمثيل العراق خير تمثيل والدفاع عن ألوانه، حالة أخيرة نود الإشارة اليها هي أن نتيجة مباراة منتخب روسيا مهما كان شكلها يجب أن تكون في خانة إعداد المنتخب الذي يعاني من حالة اللااستقرار، ويجب أن يمنح المدرب وقته وآليته في العمل دونما تأثيرات خارجيّة إعلامية وغيرها، وأن لا نتعجّل الأمور بالحُكم السلبي المُطلق أو انتقاده لاستدعاء هذا اللاعب وترك الآخر، فالرجل عمل ما عليه وتابع مباريات الدوري بعناية وإلتقى مدربي الأندية وحصل على فكرة جيّدة تخصّ اللاعبين من جميع الجوانب وهذا هو الأهم.