TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بغداد والشعراء والمطر!

بغداد والشعراء والمطر!

نشر في: 20 نوفمبر, 2012: 08:00 م

من المسؤول عن حال بغداد بعد أول زخة مطر؟

لا أحد سيجيبنا عن هذا السؤال.. وسنشهد ترامي الكرات في ساحات الخصوم والنتيجة انك لا تعرف في النهاية من المسؤول.. أمانة بغداد ربما ستقول إنها مسؤولية مجلس محافظة بغداد فيما سيقول المجلس إن القضية من اختصاص الأمانة. والجهة التي سنفترض أنها تتحمل بعض المسؤولية ستركل الكرة إلى ملعب شركات متلكئة أو ملعب مقاولين فاسدين!

ولكن ما هي النتيجة؟ النتيجة أن مناطق بالكامل قد غرقت ومنها مدينة الصدر التي حصدت بلديتها الموقرة الجائزة الأولى في مستوى الخدمات مع مدينتي الشعلة والاعظمية، وهو ما أثار استغراب المواطنين في مدينة الصدر تحديدا.. ودليل كلامنا التحقيق الصحفي عن هذه المدينة الذي أجراه الزميل يوسف المحمداوي موثقا بالصور ومن أطرف ما جاء في التحقيق، وهي طرافة مؤلمة حقا، أن أحد المواطنين طالب الحكومة والمجلس البلدي بتوفير قوارب لتنقل مواطني المدينة أثناء الشتاء!

ولم يكن هذا حال مدينة الصدر فقط، فلو كلف أحد المسؤولين في الأمانة أو مجلس محافظة بغداد نفسه وقام بجولة على مناطق بغداد بسيارته الأنيقة لاكتشف دون جهد مقدار "العمل الضخم" المنجز من أجل بغداد التي حازت بفخر ترتيب ثالث أوسخ عاصمة في العالم، رغم تحفظات الحكومة على الترتيب وليس على التوصيف!

كنّا نتمنى أن نرى مسؤولاً عن حالة بغداد وهو يخوض غمار الطين والماء الذي اغرق مناطق بأكملها فأضافت إلى هموم الناس همّا شتائيا جديدا وخصوصا لطلبة المدارس الابتدائية الأطفال الذين خاضوا غمار إهمالهم من المسؤولين!

سيكون التنظير سهلا وبسيطا كما حصل تماما في استضافة بعض الفضائيات لمسؤولين شاهدوا ما حصل لبغداد دون أن يرف لهم جفن واكتفوا بالتنظير عن مشكلات الماضي  والـ "لكن ويجب وسوف" أحد العباقرة من المسؤولين لم يتردد في تحميل المواطنين جزءاً من المسؤولية دون أن يقول لنا كيف ولماذا وفيما إذا كان المطلوب من المواطنين ان يحلّوا مشاكل شبكة المجاري واختناقاتها بأنفسهم، هذا المسؤول لم يكلف نفسه ليتحدث عن فشل كل ما قاموا به "إذا كانوا قد فعلوا شيئاً" أمام أول اختبار وان لم يكن اختبارا حقيقيا، لأن المواطنين قد تساءلوا ماذا كان سيحصل لو أن المطر استمر ليومين متتاليين!

ونحن نسأل.. مَن مِن المسؤولين "الفوق المسؤولين" عن بغداد حرك ساكنا واستدعى أصحاب الانجازات الضخمة من على شاشات الفضائيات، ليطلب منهم أن يجيبوا فقط عن سبب تحوّل الكثير من مناطق بغداد إلى بحيرات تحسدها عليها مدينة فينيسيا الايطالية!

في أربيل وفي الشتاء الماضي أمطرت السماء كما لم يسبق أن شهدته أربيل منذ سنوات، وتوقعت شخصيا أن المدينة ربما ستغرق وجالت في بالي أفكار احتياطية عن الغرق، ولكني عندما خرجت مساءً أدهشني منظر الشوارع النظيفة، ومن لم يشهد مطر النهار بأكمله لتصور أن المدينة قد شهدت نثاً من المطر غسل شوارعها وأرصفتها فجمّلها ومنحها ألقا وبهاءً،  علما أن أربيل تعاني عدم وجود شبكة متكاملة للمجاري!

مرّة أخرى من المسؤول؟.. لا أحد سيجيب سوى فيروز وهي تصدح "بغداد والشعراء والصور".. والصور هي ما كانت عليه بغداد يوم المطر!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram