عمار ساطع
حقّق ليوث الرافدين، الجيل الجديد للكرة العراقية المُقبل، الإنجاز الآسيوي الذي سيبقى حديث الشارع الرياضي لفترة طويلة، بعدما حقّقوا الأهم ببلوغهم نهائي الكأس القاريّة في أوزبكستان.
وحينما نقول فعل الليوث ذلك، فأننا نشير تحديداً الى العزيمة العالية والإصرار الكبير، والجهود المضنية، والهمّة التي لم تتزحزح برغم حجم الضغوطات التي مورست على الملاك التدريبي واللاعبين، قبل أن يتحقّق الأهم وهو التفوّق على أفضل منتخبين في القارّة، إيران واليابان.
نعم.. ما تحقّق يُحسب لِمَنْ كانت له أدوار مهمّة ورائعة في الدعم اللامحدود وتذليل العقبات أمام مشاركة كبرت فيها الطموحات مع كلّ مباراة يلعبها الفريق، وتزداد فيها أحلام فتية المدرب عماد محمد، وتتضاعف معها الأمنيات في تسجيل النتيجة التي ينتظرها ملايين تؤازر المنتخب من شعبنا الحبيب.
لقد وصل منتخبنا الشبابي الى محطّة الختام في طشقند بعدما أبعد قطبين كرويين مهمّين على الخارطة الآسيويّة، وأصبح على بُعد خطوة واحدة فقط لكسب الرهان الحقيقي، وخطف اللقب القارّي مجدّداً بعد نحو 23 عاماً من الغياب عن منصّات التتويج لهذه الفئة التي طالما صال وجال فيها الأفذاذ لقائمة طويلة من لاعبي الأجيال السابقة.
قصّة نجاح منتخبنا الشبابي يجب أن تُدوّن وتُذكر لِمَنْ كانت له شكوك في مواصلة مشوار اللاعبين في البطولة، فَمن مجموعة كثرتْ فيها الأقاويل عن صعوبتها بوجود أصحاب الأرض، الى تأهّل ممزوج بالتخوّف، ثم أداء رائع أمام منتخب أيران بطل مجموعته، ففوز كسر حواجز الخوف، ثم مواجهة أمام منتخب عنيد اسمه اليابان في مباراة ماراثونيّة ودراماتيكيّة شهدت تقلّبات ملؤها التحدّي في الأديم الأخضر، ثم فوز بفارق الركلات وصولاً الى ختام نتمنّى أن يكون مِسْكاً لمشاركة عراقيّة فذّة.
أجل.. لقد أثمر الاهتمام عن نجاح المهمّة العراقيّة، والفضل في ذلك يعود لحِنكة رئيس اتحاد كرة القدم الكابتن عدنان درجال والمكتب التنفيذي للاتحاد والأجهزة الفنيّة والملاكات الإداريّة والإعلاميّة واللاعبين الذين حقّقوا إنجازاً سيكون له وقعهُ في المستقبل القريب.
أما الآن.. فإن المطلوب هو الاهتمام أكثر بجيل منتخبنا الشبابي الحالي من قبل الحكومة من أجل تهيئة الظروف والأجواء الملائمة للمشاركة المُرتقبة في نهائيات كأس العالم المقبلة في إندونيسيا، خاصّة وأن ما يفصلنا عن الحدث المونديالي أقلّ من شهرين، والأهم من كلّ ذلك هو أن يتم التخطيط من الآن لإعداد معسكرات تدريبيّة متقدّمة وإجراء مباريات تجريبيّة عالية المستوى، لكون المنتخب الآن في (فورمة) تواجده وفي أجواء مستقرّة أكثر، مع ضرورة تفريغ اللاعبين للحدث وإعدادهم نفسيّاً وتدعيمه بالشكل الذي يليق بالمشاركة مع أفضل منتخبات العالم من فئة الشباب.