ذي قار / حسين العامل
أفصحت احداث نهاية الأسبوع الماضي في ذي قار عن جملة من اعمال العنف المقلقة تمثلت بإقدام مسلحين على إطلاق الرصاص باتجاه متظاهرين مطالبين بالخدمات في حي الطليعة الثاني، فضلاً عن قيام القوات الأمنية باعتقال 16 محتجاً على نقص المياه في قضاء الإصلاح ومقتل أستاذ جامعي وسط الناصرية.
وشهدت مناطق متفرقة من محافظة ذي قار مؤخرا سلسلة من التظاهرات واعمال العنف والاعتقالات التي طالت المتظاهرين واحد الأكاديميين، اذ تواصلت التظاهرات في قضاء الاصلاح (40 كم شرق الناصرية) على مدى اسبوع كامل للمطالبة بتوفير مياه الشرب، وقد قوبلت بالعنف والاعتقالات ليرتفع سقف المطالب بعدها فيشمل اقالة قائممقام القضاء المذكور. فيما أسفر إطلاق النار على المتظاهرين المطالبين بتوفير الخدمات الاساسية لحي الطليعة الثانية (أحد ضواحي مدينة الناصرية) عن اصابة أحد المتظاهرين بعيار ناري على يد اشخاص مسلحين يستقلون عجلة رباعية الدفع. في حين فجعت مدينة الناصرية صباح الجمعة باغتيال استاذ جامعي يدعى عقيل عبد الله الناصري على يد مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا عليه النار امام داره في الحي العسكري ولاذوا بالفرار.
وقال مصدر أمني في قيادة شرطة ذي قار في حديث مع (المدى)، إن "اشخاصاً ملثمين يستقلون دراجة نارية أطلقوا الرصاص صباح الجمعة على استاذ جامعي امام داره الواقعة في الحي العسكري وسط الناصرية واردوه قتيلاً"، مبينا ان "الجناة لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة". وأضاف المصدر، أن "القوات الامنية فتحت تحقيقا للوقوف على دوافع الجريمة والتعرف على مرتكبيها"، مستبعدا ان "يكون الاغتيال بدوافع سياسية".
وأشار، إلى "قيام القوات الأمنية باعتقال 12 شخصا من متظاهري قضاء الاصلاح إثر اعمال عنف ومواجهات بين المتظاهرين والقوات الامنية".
وبين المصدر، أن "الاعتقالات كانت في بادئ الامر وفق المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب".
وفيما أكد، أن "قاضي التحقيق رأى أن التهم لا تندرج ضمن ذلك وكيفها وفق مادة قانونية اخرى قابلة للكفالة"، رجح "الافراج عن المعتقلين اليوم الأحد".
وكشف، عن "توجيهات وزارية بإجراء تغييرات ادارية في مراكز الشرطة وقسم شرطة قضاء الاصلاح إثر الاحداث التي شهدها القضاء". ومن جانبها اصدرت مجموعة من المتظاهرين تطلق على نفسها اسم (ثوار تشرين الاحرار) بيانا حول احداث قضاء الإصلاح.
وبحسب البيان، "لقد تمادت حكومة الإطار في حقدها على كل من هو شريف في وطني وخاصة ضد ثوار الوطن الابطال ابناء تشرين الخالدة". وأضاف البيان، "فقد قامت القوات الامنية باعتقال المطالبين بأبسط حقوقهم، لا لجرم اقترفوه سوى انهم ارادوا الحياة الافضل للشعب العراقي". وأشار، إلى "قيام القوات باعتقال الناشطين (ميثم حسن ورمزي طاهر وفراس حميد) الذين طالبوا مع اهالي قضاء الاصلاح بتوفير المياه الصالحة للشرب". وشدد البيان، على أن "هذا ابسط حق من حقوق المواطن الا ان الفاسدين الذين نهبوا خيرات الوطن اغاظهم الطلب".
وتحدث، عن "مداهمات لمنازل المتظاهرين"، مؤكدا "اعتقال الناشطين السلميين واقتيادهم الى السجون". ودعا البيان، "ابطال تشرين لعدم ترك اخوتنا بيد الظالمين والخروج باعتصام سلمي وتنظيم وقفة احتجاجية في قضاء الاصلاح للمطالبة بإطلاق سراحهم فورا من دون قيد او شرط، وبخلافه ستمتد المظاهرات لتعم كل محافظة ذي قار وباقي محافظات البلاد"، وختم المتظاهرون بيانهم بعبارة، "وقد اعذر من أنذر".
وفي ذات السياق كشف المصدر الامني عن اعتقال مسلحين اثنين متورطين بإطلاق الرصاص على متظاهري حي الطليعة الثانية.
وتابع المصدر، أن "القوات الامنية المكلفة بحماية المتظاهرين قامت على الفور بملاحقة المسلحين الذين كانوا يستقلون عجلة نوع (تاهو) حديثة والقت القبض عليهما".
وأشار، إلى "اصابة أحد المتظاهرين بجروح في قدمه من جراء إطلاق الرصاص على المتظاهرين".
وأوضح المصدر، أن "الحادث نجم عن مشاجرة بين المتظاهرين واصحاب العجلة بعد ان قام المتظاهرون بقطع الطريق الرئيسي ومنعوا مرور المركبات".
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيدوية عن مواجهات بين المتظاهرين والقوات الامنية في قضاء الاصلاح، واظهرت المقاطع تبادلا لإطلاق النار وقذفا بالحجارة بين القوات الامنية والمتظاهرين، فيما كشفت مقاطع اخرى تظهر أحد الاشخاص المدنيين وهو يتهدد متظاهري حي الطليعة بمسدس وسط هياج المتظاهرين.
وشهد قضاء الاصلاح سلسلة من التظاهرات خلال الاسبوع المنصرم للمطالبة بمعالجة شحة مياه الشرب الناجمة عن توقف محطات ومجمعات الماء التي تتغذى على شط ابو لحية الذي انخفضت مناسيبه الى أدنى مستوياتها بالتزامن مع رية الفطام التي تستنزف كميات كبيرة من المياه في ري محاصيل الحنطة والشعير.
ونعت الحكومة المحلية في قضاء الاصلاح الأسبوع الماضي هور ابو زرك الذي تقدر مساحته بــ 64 ألف دونم، وذلك إثر تراجع الاطلاقات المائية من نهر دجلة المغذي للهور المذكور عبر شط ابو لحية، وفيما اشارت الى توقف 13 محطة مياه نتيجة شحة المياه الناجمة عن رية الفطام، كشفت عن جملة من المعالجات المقترحة لتأمين مياه الشرب للسكان المحليين.