الناصرية / حسين العامل دعا رئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة ذي قار الى تشكيل غرفة عمليات ميدانية في مناطق الاهوار واستحداث مكاتب حكومية لاستطلاع آراء السكان المحليين ودراسة متطلباتهم وإدراج المناسب من مقترحاتهم ضمن الخطة المعتمدة لإنعاش الاهوار.
وأوضح كريم يوسف الجابري للمدى: ان اللجنة الزراعية تأمل ببلوغ إنعاش الاهوار للطموح الذي تهدف إليه والمتمثل بإعادة ارتباط الاهوار مع بعضها البعض لتنتعش بذلك الثروة السمكية وتتحسن الأوضاع الاقتصادية للسكان المحليين. واضاف: لكن ما لاحظناه هو وجود سوء تخطيط وغياب البعد الاستراتيجي في هذا المجال ففي البدء نحن بحاجة إلى تأمين المقومات الأساسية التي من شأنها ان تحافظ على الاهوار والى توفير الكميات الكافية من المياه التي تنعش تلك المناطق بصورة حقيقية والى فصل الأراضي الزراعية عن المناطق المغمورة بالمياه. وتابع الجابري: اعتقد ان الامر يتطلب تشكيل غرفة عمليات ميدانية في مناطق الاهوار واستحداث مكاتب لسماع آراء ومقترحات السكان المحليين ودراستها وادراج المناسب منها ضمن الخطط المستقبلية لإنعاش الاهوار. منوها الى حاجة المنطقة الملحة الى مشاريع إستراتيجية في مجال تطوير الثروة الحيوانية والسمكية والى انشاء مشاريع صناعية للاستفادة من الثروات الطبيعية المتوفرة في المنطقة والتي يمكن ان تدخل في صناعة الألبان وتعليب الأسماك وصناعة الورق وبناء الدور المنخفضة الكلفة التي تستخدم الواح القصب والبردي، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية تلك المشاريع في امتصاص البطالة وتحسين الأوضاع الاقتصادية لسكان الاهوار. وكانت الحكومة المركزية قد خصصت وابتداء من عام 2006 نحو خمسين مليون دولار سنويا لإنعاش مناطق اهوار الناصرية، وذلك ضمن خطة شاملة لإنعاش اهوار البصرة وميسان والناصرية، الا ان سكان مناطق الاهوار غالبا ما يشككون في امكانية نجاح الخطط والبرامج الحكومية في انعاش الاهوار، ولاسيما وان المناطق المذكورة لم تحض الا بجزء يسير من حاجتها الفعلية من مشاريع البنى التحتية والبرامج الخدمية .وشدد رئيس اللجنة الزراعية على أهمية تفعيل الدور الحكومي في مجال إعادة الحياة لمناطق الاهوار قائلا:الاهوار ثروة فريدة وغنية بمواردها الطبيعية وهي بحاجة الى دعم حكومي لتنمية الثروة السمكية وتربية الجاموس وحماية النباتات الطبيعية وتطوير المسطحات المائية لتكون بذلك مناطق استقطاب سياحي مشيرا الى امكانية ربط مناطق الاهوار بممرات مائية تتيح تسيير رحلات نهرية لعمق مناطق الاهوار. وزاد كما أن الأمر يتطلب تهيئة البيئة الملائمة للطيور المهاجرة التي تعد ثروة طبيعية تستقطب المزيد من السياح والمصطافين لمناطق الاهوار.ودعا الجابري إلى إشراك جميع الدول المجاورة في حماية وإنعاش مناطق الاهوار كون الاهوار تسهم في تحسين البيئة في جميع الدول الإقليمية وتحافظ على استقرار المناخ وتلطيف درجات الحرارة.ويواجه التنوع البيئي والبيولوجي في مناطق الاهوار المغمورة بالمياه حاليا والتي تقدر بـنحو 40% من إجمالي مساحات اهوار الناصرية قبل التجفيف والبالغة 1،048 الف دونم مشاكل كبيرة من أبرزها ظاهرة ركود المياه الناجمة عن شحة المياه، وانتشار السداد الأمنية التي أقامها النظام السابق ابان حملة تجفيف الأهوار مطلع تسعينيات القرن الماضي، الأمر الذي حال دون إكمال مياه الاهوار لدورتها الطبيعية وتمركزها في مناطق دون أخرى.
المطلوب تشكيل غرفة عمليات ميدانية لإنعاش الأهوار

نشر في: 1 أغسطس, 2010: 06:25 م