متابعة/ إياد الصالحي
تعاود الجزائر الشقيقة تضييف دورة الألعاب الرياضيّة العربيّة بنسختها 13 خلال شهر تموز المُقبل، بعد حصول موافقة المكتب التنفيذي لاتحاد اللجان الأولمبيّة الوطنيّة العربيّة، في العاصمة السعودية الرياض، على منحها شرف التنظيم،
عطفاً على جاهزيّة ملفّها لإنجاح واحدة من أهم نسخ الدورات الرياضيّة في تاريخ العرب، إذ سبق أن ضيّفت نسختها العاشرة للفترة من 24 أيلول إلى 10 تشرين الأول عام 2004 وتصدّرت ترتيب الدول بعدد الميداليّات (91 ذهبيّة و89 فضيّة و87 برونزيّة).
وكان العراق قد استحصل الموافقة العربيّة على تنظيمه الدورة 13 عام 2019، وأعدَّ ملفّاً كبيراً تكفّل به الخبير الرياضي د.جبار رحيمة، بدعم من وزارة الشباب والرياضة، وتنسيق خجول من اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة (لم تتواصل بعده) من أجل تهيئة مستلزمات القاعدة الصلبة لإقامة عشرات المُنافسات لألعاب مختلفة تطلَّبَ واقعها بناء منشآت جديدة لها طال غيابها لأسباب كثيرة، وفي مقدّمتها اهتمام مسؤولي الرياضة طوال الأعوام المارّة ببناء ملاعب لكرة القدم فقط من دون الإلتفات الى ألعاب مهمّة تحتاج الى تحديث بناها التحتيّة ومدّها بالتجهيزات ومقوّمات تجريبها السليمة ضمن النطاق المحلّي قبل بدء السباقات العربيّة.
أثار تفاؤل رحيمة بإنجاح الدورة العربيّة 13 تشاؤم وتهكُّم عديد خبراء الرياضة المحلّيين الذين جسّت (المدى) نبضهم بخصوص ذلك، ورأوا ثمّة مجازفة في التعهّد بإنجاح الدورة لعدم وجود تجربة سابقة للعراق بحجم الدورة، نتيجة الظروف التي مرّ بها خلال عقدي الحرب والحصار (1980-2000) وجاءت بعدهما سنيّ الاحتلال الأمريكي وانتهاك السلم الأهلي. اللافت في الأمر ورُبّما يتكرّر مستقبلاً، أنه بُعيد أعتذار وزارة الشباب والرياضة عن تضييف الدورة العربية، لم يستمرّ التواصل بين مُعِدّ الملفّ (رحيمة) ومؤسّستي الوزارة والأولمبيّة حسب تأكيده، كأنّهما تخلّصا من حِملٍ كبيرٍ بلا رؤية واضحة تحثُّ الجهات المعنيّة على مُعالجة المشكلات التي واجهت التنظيم، وتقديم دراسة وافية أمام الحكومة ليتسنّى لها منح الدعم اللازم، وتحديد السقف الزمني لتجهيز احتياج الدورة العربيّة التي تقام للمرّة الأولى في العراق منذ انطلاقها عام 1953 في مصر.
لم توضّح وزارة الشباب والرياضة موقفها بعد سحب الملفّ منها وتسليمه الى نظيرتها الجزائريّة، وماذا تتضمّن أجندة مسؤولها الأوّل أحمد المبرقع في هذا الموضوع، وهل سيتم تشكيل لجنة عُليا تضطلع بواجب إنجاز ملف جديد يُعيد الأمل الى رياضتنا التي أبهرت دول الخليج في ضيافة كأس الخليج العربي25 قبل ثلاثة أشهر؟! نأمل أن تكون الوزارة على قدر التحدّي ذاته في دورة العرب. نتمنّى للجزائر النجاح الباهر في إخراج الدورة العربيّة من حفل افتتاح الى شؤون تنظيم الفعّاليات المتوالية لأكثر من 25 لعبة، والتنقل الإعلامي والجماهيري بين البرّ والبحر، ومن القاعة الى الملعب وهكذا الى الشوارع، حتى مِسك الختام الموعود وسط تجمّع الرياضيين العرب، وتحقيق وحدتهم الرياضيّة في المنافسة النظيفة من أجل إعلاء قدرات أبطالهم وبيان المستويات الحقيقيّة لجهود اللجان الأولمبيّة والاتحادات المُثابرة.