محمد حمدي
إجماع شبه تام من الجمهور والإعلام بصنوفهِ كافة على الاشادة بالظهور المُشرّف لمنتخبنا الشبابي بقيادة المدرب الكابتن عماد محمد في بطولة آسيا للشباب التي اختتمت السبت بفوز منتخب أوزبكستان البلد المضيف ببطولتها وحلّ منتخبنا بمركز الوصيف، وبالرغم من مرارة الخسارة وأثرها، لكنها كانت طبيعيّة مع عدم توافر عامل الخبرة للاعبين صغار بالسنّ نعوّل عليهم كثيراً للمستقبل.
والجميل في الأمر، والذي تم تشخيصه بوضوح هو ارتفاع نسق وانسجام المنتخب مع تقادم المباريات وتطوّر مستواه باستمرار في حالة فريدة من التناغم واللعب الجماعي الكبير لمنظومة الفريق بما يظهر لنا أيضاً أن إعداد الفريق لمرحلة طويلة قد جاء بنتائج رائعة كاد أن ينال بها الكأس بقليل من التوفيق، وإن يكن المنتخب قد أنجز ما عليه وهو الأهم بوصوله الى مونديال شباب العالم في إندونيسيا منتصف العام الحالي، وأظهر لنا عدداً لا يُستهان به من اللاعبين الذين سيخطّون طريقهم في سُلَّم المجد نحو الوصول قريباً الى تشكيلة المنتخب الأول بثقة.
والنقطة الأخرى، هي نجاح المدرّب المحلي الشاب في التعامل مع مجموعة مختارة بعناية، خاض بها غمار أكثر من منافسة ومعسكر تدريبي، وبات اليوم على دراية واضحة في توظيف أهمّهم للمباريات الكبيرة، مع الاعتقاد بأن أبواب المنتخب ستفتح أيضاً أمام الكفاءات الشابّة الجديدة سواء من اللاعبين المحلّيين أم المغتربين على حدٍّ سواء.
في الجانب الآخر، لا أجد ثمّة مشكلة تواجة اتحاد القدم في تأمين أفضل السُبل لإعداد المنتخب لكأس العالم للشباب بصورة مثاليّة مع تعهّدات بالدعم والاسناد من أعلى هرم الدولة ومن رئيس الوزراء شخصياً الذي بادر بالاتصال مع بعثة المنتخب والوقوف على أهم احتياجاتها أكثر من مرّة، تبعه وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع بذات العمل والتوجّه، وما تبقّى هو الإعداد لخطّة متكاملة بحساب الزمن مع إجراء مباريات تحضيريّة بمستوى أكبر مع الأندية المحليّة أو تأمين مباريات أخرى خارجيّة لمعسكرات متواصلة، لأن الجميع يعلم وأوّلهم المدرب أن مباريات المونديال ستشهد أكبر وأهم الفرق عالميّة من أوربا وأفريقيا والأمريكيتين استعدّت جيّداً وتريد الإعلان عن نفسها في هذه البطولة الأكبر على مستوى الشباب.
نتمنّى أن يكون صدر المدرب والاتحاد متّسعاً لبعض ملاحظات النقد الإيجابي التي تصبُّ في مصلحة المنتخب، سواء من مدربين وشخصيّات رياضيّة أم إعلاميّة لأن المنتخب وإن كان ظهوره بصورة عامّة طيّباً، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود هفوات وقصور من لاعبين يبدو أن المنتخب أكبر من امكانيّاتهم، وحتى لطرائق اللعب والخُطط أيضاً، فالجميع يُريد وينشدُ أن يرى منتخبنا الشبابي بأفضل حال، ونطمح أن نُحقِّق أفضل النتائج في بطولة العالم.