محيط – شبكة الإعلام العربيةالقاتل الصامت.. هو الاسم الآخر لارتفاع ضغط الدم؛ وذلك لأنه لا يوحي بأية عوارض مميزة، ويمكن أن تصاب به لسنوات دون أن تعلم، فنحو 90% من حالات الإصابة تكون دون سبب واضح؛ ويقتحم هذا المرض حياة ضحاياه دون سابق إنذار ويتم اكتشاف الإصابة به صدفة في أغلب الأحيان،
وهو يصيب واحد من بين كل خمسة بالغين.وتزداد حالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع ازدياد وطأة الحياة، لاسيما مع حياتنا العصرية التي لا تكاد تخلو من القلق والتوتر وقلة النشاط البدني وأنماط الحياة غير الصحية؛ ابتداءً من الازدحام السكاني ومشاكل النقل إلى سوء التغذية وتلوث البيئة، وقد أشارت نتائج دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين بجامعة العلوم والتكنولوجية النرويجية على ‏20‏ ألف مريض بالضغط مع المتابعة لمدة ‏10‏ سنوات، إلى أن الصداع يصاحب ضغط الدم المرتفع في ‏30%‏ من الحالات، وأن ضغط الدم يحمل رقم ‏3‏ بين أسباب الوفاة، خاصةً عند الرجال،.وتؤكد الإحصاءات الحديثة في الولايات المتحدة أن ربع سكانها مصابون بالضغط المرتفع،‏ كما تشير نتائج الدراسات المصرية التي أجراها الدكتور محمد محسن إبراهيم أستاذ القلب ورئيس الرابطة المصرية لضغط الدم إلى إصابة‏ 27%‏ من السكان بالضغط المرتفع، وأوضح إبراهيم أن استخدام بعض العقاقير قد يسبب ارتفاعاً بالضغط، مثل أدوية البرد والزكام والروماتيزم،‏ وكذلك حبوب منع الحمل وبعض الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض النفسية،‏ وللوراثة دورها في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، حينما يظهر مع أمراض أخري، مثل السكر والسمنة وزيادة الدهون وحمض اليوريك بالدم‏.ومن خلال الدراسة التي أجريت بمعهد القلب القومي على‏1200‏ مريض تحت سن‏ الـ45، وجد أن40%‏ منهم يعانون من ضغط مرتفع وأن 15%‏ منهم تعرضوا لأزمات قلبية،‏ كما ظهر أن 60%‏ منهم مدخنون و30%‏ منهم لديهم ارتفاعاً بالكولسترول،‏ هذه النتائج عرضها الدكتور أحمد مجدي أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب القومي أمام المؤتمر السنوي الرابع عشر لجمعية "ضغط الدم المصرية" الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي بالقاهرة، ‏وأكد مجدي أن ارتفاع ضغط الدم من أهم عوامل الخطورة علي القلب وشرايين الأعضاء المختلفة كالمخ والقلب والأطراف والعين والكلي،‏ وفسر ذلك بأن ارتفاع ضغط الدم يجهد الأغشية المبطنة لجدار الشرايين، ما يؤدي لخلل في أداء وظائفها وزيادة إفراز مواد كيمائية وهرمونات مضادة تفقد الشرايين ليونتها وتصبح عرضة للتصلب وعدم سريان الدم بالشكل الطبيعي،‏ فتزيد الإصابة بجلطات القلب والمخ والتي قد تنتهي بضعف عضلة القلب وهبوطها وتلف بالمخ والفشل الكلوي.وتستغرق مضاعفات ارتفاع الضغط سنوات طويلة وربما شهوراً قليلة حتى يحدث معها التدهور الصحي،‏ ويتوقف ذلك على حسب معدل ارتفاع ضغط الدم وشدته ووجود عوامل الخطورة الأخرى، مثل البول السكري وارتفاع الكولسترول والتدخين،‏ وهنا ينصح الأطباء بأنه يمكن تجنب المشاكل الصحية المرتبطة بارتفاع الضغط بتحسين أسلوب التغذية وتجنب ملح الطعام وممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين،‏ علاوة على الانتظام في العلاج بالأدوية ممتدة المفعول أو المركبة من عقاقير متكافئة لتقليل الآثار الجانبية.وأوضح أساتذة القلب أن الضغط قد يرتفع دون أي أعراض ويتم اكتشافه مصادفة ولهذا تم تسميته بـ"القاتل الصامت" بعد أن تسبب في عدد كبير من جلطات المخ،‏ وأخيراً أعلن الأطباء في آخر مؤتمر دولي لضغط الدم أن الإنسان يكون على حافة الخطر عندما يتجاوز الضغط الانبساطي للرقم‏ 75‏ والضغط الانقباضي للرقم‏120‏، ولضغط الدم نوعان يسمي أولهما ضغط الدم الأولي،‏ ويكون مصاحباً لمرض آخر،‏ وقد يكون مصحوباً بصداع وعرق مع زيادة في ضربات القلب،‏ والثاني ثانوي وهو الذي يأتي بسبب أمراض بالغدد الصماء أو الدرقية أو الكظرية أو النخامية أو في وجود ورم بالمخ أو التهاب حاد أو مزمن بالكلي أو فشل كلوي أو سمنة مفرطة وبول سكري أو ارتفاع دهون الدم ونسبة الكولسترول‏.وقد يلجأ الجسم تحت وطأة الضغوط النفسية لإطلاق عدد من هرموناته القادرة على إحداث خلل بيولوجي يسبب ارتفاع ضغط الدم،‏ وقد تكون بعض هذه الحالات مصحوبة بصداع،‏ كذلك قد تتسبب بعض الأدوية كالكورتيزون وأدوية البرد والحساسية أو كثرة التدخين وبعض ألوان الطعام المحتوي على نسبة عالية من الملح والدهون في ارتفاع ضغط الدم.وقد وجد العلماء أن ‏90%‏ من حالات ارتفاع الضغط تأتي بلا سبب واضح‏.ومن ناحية أخري،‏ ينصح أطباء القلب كل من يتجاوز الثلاثين بضرورة قياس ضغط الدم لديه دورياً بواقع ‏4‏ مرات سنوياً حتى لا يفاجأ بأن بعض أجهزة جسمه كالكليتين أو المخ أو عضلة القلب قد تأثرت بالمرض دون أن يدري أو أن هناك ضيقا أو انسدادات بالشرايين&r
"القاتل الصامت" فـي مقدمة أسباب الوفاة خلال 10 سنوات
نشر في: 2 أغسطس, 2010: 05:35 م