TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عمودفي الحدث عدد(2617)

عمودفي الحدث عدد(2617)

نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 06:26 م

في السعودية .. ساحرة تطير في الفضاء!
في عصر العلم والتقنيات الحديثة للاتصال, ووصول الإنسان إلى القمر, يبدو مثيرا للسخرية, ومجانباً للعقل, الخبر القادم من السعودية, حول المفاجأة التي أربكت رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, أثناء مداهمتهم لأحد أوكار السحر والشعوذة في المدينة المنورة , حيث وجدوا ساحرةً إفريقيةً عاريةً تماماً، وحاولوا أن يضعوا عليها غطاء لتغطية عورتها، ولكنها رفضت، الخبر حتى الآن عادي وممكن الحدوث, لكن القول إن الساحرة استطاعت الطيران كعصفور, لتحط في شقة بالدور الرابع من البناية, وتسقط من سقف غرفة نوم لأطفال عقدت ألسنتهم الدهشة وأصيبوا بالهلع, ثم يأتي "عالم " لتفسير ذلك, فموضوع يتجاوز حدود التصديق, ويحيلنا الى السؤال عن مغزى بث وإشاعة مثل هذه الأخبار.
أن يتبرع عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالمحسن العبيكان بالتفسير قائلاً نقلاً عن بعض الفقهاء دون أن يسميهم " إن بعض السحرة قد يركب المكنسة ويطير في الهواء وذلك بمساعدة الجن, فمثل هذه الساحرة طار بها الجن من مكانها إلى الشقة العليا لينقذوها من الهيئة, فذلك شأنه ومدى علمه بالدين والدنيا, واقتصار رؤيته على التمسك بالغيبيات, لكن مربط الفرس هو الشكر الذي قدمه لرجال هيئة الامر بالمعروف على جهودهم المباركة في القضاء على كل مفسد, والدعاء لهم وطلب العون لدعمهم في مهمتهم, والختام بالإعلان أنهم في حاجة لدعم الجميع, ويحيلنا هذا إلى سؤال آخر عن الجميع الذين يحتاجهم هؤلاء الرجال, القادمين من غياهب التاريخ, وهم يمتلكون سلطات عصية على المحاسبة والمراقبة والقوانين, ويحق لأي منهم القيام بما يراه مناسباً للحفاظ على الدين, مستندا إلى تفسيره الشخصي للأمور.
الخبر بمجمله يبدو كسيناريو لواحد من أفلام الكرتون التي يحبها الصغار وبعض الكبار, لكن تبنيه إعلامياً يؤشر إلى هدف تجهيلي وغرض غير نزيه, غير أن الفطنة جانبت أصحاب هذا السيناريو, فلم يستثيروا عند الناس أكثر من السخرية والتندر, وربما بعض المخاوف من زيادة صلاحيات المطوعين, التي يبدو أنها تقلصت لسبب من الأسباب, فتم اللجوء الى مثل هذه الحكاية المغرقة في السذاجة, لاستعادتها وتعظيمها أيضاً, فهؤلاء الأشوس يحاربون حتى الجن والساحرات الطائرات, ويتمكنون من التغلب عليهم, فكيف لاتطلق أيديهم ليقيموا موازين الحق والعدل ويمنعوا الرذيلة ويشيعوا أجواء الطمأنينة بين الناس الذين تمكنوا بفضل القدرات الخارقة للمطوعين من التخلص من مضار السحر والساحرات, ومنعهم من شر التفريق بين المحبين.
هل يدرك أصحاب الخبر المفبرك أننا في القرن الحادي والعشرين؟ أكاد أجزم بالنفي, وأزيد على ذلك بطمأنتهم أنهم لن يكونوا قادرين يوماً على جرنا إلى عصر الظلام الذي يعيشون فيه, ويعتاشون منه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: آخر محطات الصغير والمدرس

تحالفات الأصدقاء-الأعداء في الانتخابات العراقية

العمود الثامن: لماذا نحن صامتون؟

عبقرية التكنولوجيا وسذاجة السياسة!

قناطر: حكومات لا تسقطها الصحافة

العمود الثامن: آخر محطات الصغير والمدرس

 علي حسين أفضل وأغنى رواية عن خراب الأمم، تركها لنا مواطن نمساوي اسمه ستيفان تسفايج، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشرية يكتب هذا الرجل النحيل مذكراته عن عالم مضى. ما هو الشعور الذي...
علي حسين

كلاكيت: السينما تاريخ من الموجات والتيارات

 علاء المفرجي تيارات السينمائية تلعب دورًا حيويًا في فن السينما لأنها تعكس تطور الأفكار، الثقافة، والقضايا الاجتماعية والسياسية في فترات زمنية معينة، مما يجعل السينما أكثر من مجرد ترفيه، بل أداة فنية واجتماعية...
علاء المفرجي

كييف تراهن على التخريب وضرب المنشآت الاستراتيجية الروسية

د. فالح الحمـراني لم يتضمن جدول أعمال فلاديمير بوتين في الأسبوع الماضي، الاجتماع التقليدي الذي يعقده مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي. ويبدو من المقرر أن تعقد هذه الهيئة الحكومية، التي يُفترض أنها...
د. فالح الحمراني

السلطة الرابعة تفتقد مسؤولياتها التاريخية لقول الحقيقة

عصام الياسري على الرغم من مرور أكثر من عقدين على سقوط نظام البعث الديكتاتوري، والطبقة السياسية الماسكة بأذرع السلطة في العراق، لا تمتعض لأن تترك أساليب النفاق السياسي والكيد الفكري والكذب والخداع على المستويين،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram