بغداد / المدى
عاشت رياضة الجُمباز فترة سُبات طويلة خلال السنوات الأخيرة نتيجة سياسة رئيسها السابق والذي فضّل إبعاد أهل اللعبة والتفرّد بالقرارات التي لم تخدمها، ممّا أدّى الى تراجع اسهمها وابتعادها عن تحقيق النتائج على كافة المستويات، وظهر تأثير ذلك سلبيّاً على مستقبلها.
تابعنا عن كثب بعض التغييرات الإيجابيّة الواضحة التي شهدتها رياضة الجُمباز في العراق خلال الفترة الأخيرة من خلال العمل المتواصل وإعادة ترتيب أوراقها من جديد وبجهود رئيس وأعضاء مكتبها التنفيذي المُنتخب بعد سحب الثقة من رئيسه السابق.
يقول وليد الساعدي، رئيس اتحاد الجُمباز، إن اللعبة شهدت بعض التغييرات الاستثنائيّة على مستوى إدارة الاتحاد، وبعض المفاصل الإداريّة والفنيّة المهمّة الأخرى بعد الانتخابات التي جرت في شهر تشرين الثاني من العام 2022، من أجل إعادة اللعبة الى وضعها ومسارها الصحيح.
استراتيجية جديدة
وأضاف الساعدي في حديث خصّ به (المدى) " شرعت إدارة الاتحاد الى وضع أول لبِنات البناء الجديد، وذلك عبر إقرار استراتيجيّة عمل مستقبلي، تتجاوز آليات الإدارة التقليديّة السابقة، وتركّز بالدرجة الأساس على متابعة وتقديم الدعم لفرق الفئات العمريّة التابعة للاتحادات الفرعيّة في المحافظات الفاعلة كافة، فضلاً عن تشجيع هذه الاتحادات على استقطاب اللاعبين الصغار الموهوبين، كما تلتزم إدارة الاتحاد بسياسة استقطاب الكفاءات التدريبيّة الفاعِلة وزجّها في معسكرات تدريبيّة مشتركة مع لاعبيهم، يتم فيها تبادل الخبرات والاحتكاك والاستفادة من تراكمها لدى خُبراء اللعبة ومدرّبيها الكبار.
معسكر السليمانيّة
وأشار الى " أن محافظة السليمانيّة ضيّفت المعسكر التدريبي لاتحاد الجُمباز خلال العطلة الربيعيّة في شهر شباط الماضي، وهو مُخصَّص للفئات العمريّة تحت 16عاماً، وتم توجيه الدعوة الى أغلب محافظاتنا للتواجد في تجمّع السليمانيّة المُهم، ومنها المراكز التدريبيّة في بغداد والبصرة والعمارة وواسط والسماوة والناصريّة وكركوك ومُدن إقليم كردستان، وشارك الموصل أيضاً من خلال الخطوات الأولى التي قام بها الاتحاد الفرعي لإعادة المراكز التدريبيّة لممارسة نشاطاته، ومن المؤمّل كذلك افتتاح مركز تدريبي في محافظة دهوك خلال المرحلة المقبلة، وتم التأكيد في المعسكر التدريبي على الاهتمام بقاعدة اللعبة لأنها تُسهم في صناعة الأبطال مستقبلاً.
اختبارات وبطولات
وتابع الساعدي " من أجل البدء بالخطوات الصحيحة بعمل الاتحاد، تمّت الموافقة على إعادة تشكيل اللجنة الفنيّة في الاتحاد، والتي كانت مُعطّلة خلال السنوات الماضية، وتم تسمية أعضائها من خيرة أساتذة وأبطال اللعبة، والتي قامت بتنظيم ثلاثة اختبارات خاصّة لاختيار لاعبي المنتخبات الوطنيّة قبل شهر رمضان المُبارك، الأوّل كان لفئة الناشئين، والثاني لفئة الشباب، والثالث لفئة المتقدّمين، وفي ضوء هذه الاختبارات سيتم اختيار لاعبي المنتخبات الوطنيّة للفئات المذكورة، وكذلك اختيار المدرّبين الذين سيشرفون عليهم بالمرحلة المقبلة، وتثبيت مواعيد مقترحة لبعض البطولات المحلّية ضمن منهاج هذا العام وهي بطولة المراكز التدريبية دون 10 سنوات، وبطولة الأندية والمؤسسات (التجمّع الأوّل) لثلاثة أجهزة فقط وستجري في شهر حزيران المقبل، وبطولة الأندية والمؤسّسات (التجمّع الثاني) لشهر أيلول المقبل، وبعدها بشهر بطولة المراكز المفتوحة"
.
عمل جمعي
وواصل " تم عمل احصائيّة من قبل نائب رئيس الاتحاد وعضو اللجنة الفنية د.عامر سكران لأعداد المدرّبين العاملين في الاتحاد وأعداد اللاعبين حسب الفئات العمريّة، وقدّم شرحاً موجزاً عنها، وتم الاتفاق على آلية اختيار الكوادر التدريبيّة للمنتخبات الوطنيّة (متقدّمون وشباب وناشئون) ودرج بعض المعايير الخاصّة بتقييم المدرّبين واختيارهم للمهام الوطنيّة بعدد 12 مدرّباً وبواقع مدرب ومساعد لكل فئة عمريّة، ويتم الاستفادة من بقيّة المدرّبين من خلال توزيعهم على المراكز التدريبيّة، وكذلك تقديم قائمة باسماء الحُكّام المُعتمدين الى اللجنة الفنيّة لغرض اختيار الأميز منهم لتحكيم الاختبارات والبطولات.
لقاءات إيجابيّة
وعن زيارته الأخيرة الى الدوحة وحضور بطولة كأس العالم للجُمباز قال " أجرينا بعض اللقاءات الوديّة على هامش فعّاليّات البطولة مطلع آذار الحالي، لمناقشة سُبل التواصل والتنسيق مع الاتحادات الدوليّة والآسيوية والعربية، ولغرض تطوير اللعبة والاستفادة من الخبرات والامكانيّات المتوفّرة لديهم، واتسمت اللقاءت بالإيجابيّة لاسيما بعد أن تم توضيح بعض الأمور الإداريّة الخاصّة باللعبة في العراق ورحّب الجميع باستمرار التعاون من أجل مستقبل اللعبة في العراق.
صعوبات ماليّة
وفي الختام تحدّث الساعدي عن الصعوبات الماليّة التي يُعاني منها الاتحاد قائلاً " عانينا من صعوبة الحصول على المُنح والموازنة التشغيليّة الخاصّة بالاتحاد خلال الأشهر الماضية، وذلك لكون اتحادنا مازال لم يُكمل متطلّبات تكييف الأوضاع، ومنها مصادقة الاتحاد الدولي للعبة على النظام الداخلي للاتحاد، ممّا تسبّب في تأخير حصولنا على الأموال المُخصّصة لنا، وهنا نشيد بدور وتعاون وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع الذي سهّل لنا الحصول على بعض أموال الاتحاد من أجل تمشية الأمور حتى تُكتمل الأمور الإدارية الأخرى، ونأمل أن تكون المرحلة المُقبلة أفضل من كلّ الجوانب ليستعيد أبطال اللعبة منصّات التتويج الخارجيّة.