 بغداد/ إياد الصالحي

لم تخل رحلة منتخبنا الوطني لكرة القدم الى روسيا من فائدة على الصعيد الفنيّ للاعبيه، برغم خسارتهم المباراة الدولية الوديّة مع صاحب الأرض بهدفين سُجّلا بعد مضي وقت قصير من زمن الشوط الثاني في ملعب مدينة سانت بطرسبرغ، بحضور ما يقارب من 28 ألف متفرّج.

لعب المدرب الإسباني خيسوس كاساس بتشكيل تألّف من جلال حسن لحراسة المرمى، وعلي فائز ومصطفى ناظم وعلي عدنان للدفاع وإبراهيم بايش وأمجد عطوان وأسامة رشيد وحسن رائد وزيدان إقبال للوسط وأيمن حسين وعلي الحمادي للهجوم، وكانت رغبتهم واضحة في إحراج الروس داخل منطقتهم بمواصلة نقل الكرات خلف مدافعيهم، وتمكّن أيمن حسين من استغلال إحدى الكرات (د25) لينفرد بمواجهة الحارس بيسياكوف لكنّه استعجل التصرّف بها وسدّدها بجوار القائم الأيمن، وسار زميله علي الحمادي على خُطاه حينما فقد تركيزه باقتناص أكثر من كرة لم يتعامل معها بجديّة!

أهم الفوائد الفنيّة التي خرج بها المنتخب من الشوط الأول هو الضغط المكثّف في ساحة الفريق الروسي، وارباكه من زوايا مختلفة حيث وجد المُضيف صعوبة في نقل كرته الى ملعب الأسود في ظلّ انشغاله بمراقبة الثلاثي زيدان أقبال وأيمن حسين وعلي الحمادي، كما أن هناك انسجام شبه كامل بين لاعبي خط الوسط من أجل التحضير المُتقن للكرات سواء من العُمق أم الأجناب من دون التراجع، ما عظّم الثقة في نفوس اللاعبين حيث بدوا أكثر شراسة من (الدُب الروسي) برغم امتلاكه فارق التاريخ والخبرة والحضور والتصنيف الدولي.

التحوّل السلبي في الشوط الثاني وخاصّة للدفاع من جهة اليمين حصل بسبب بُطء حركة المُساندة عند تقدّم روسيا لاسيما من علي عدنان ومصطفى ناظم للانضمام مع علي فائز بالسرعة التي يفترض أنهم يتابعون الكرات المحورية ولا يسمحون بتمريرها، وكان عليهم تأمين الكرات المُبعدة من الحارس جلال حسن وعدم ترك مساحة فارغة كالتي نفذ منها أنتون ميرانشوف وهزّ شباكنا بالهدف الأول وضاعف زميله بينياييف النتيجة بهدف كشف سوء تنظيم خط الدفاع الذي أكتفى بتحيّة اللاعب الشاب وهو يتوّغل بكرتهِ مُباغتاً بها جلال وأرسلها بقوّة الى جهة اليمين!

كان زيدان أقبال وجلال حسن أفضل لاعبي المنتخب في أمسية روسيا التي ستعيد خيارات كاساس بكل تأكيد لمعالجة الانقلاب المفاجىء في الشوط الثاني، وبالإمكان منح الفرصة للاعبين آخرين في المباريات المقبلة حتى يتسنّى له الثبات على توليفة قادرة على مُجابهة أقوى الفرق حتى لو خسرت معها يبقى الأداء المُميّز هو الهدف المُبتغى.

المؤتمر الصحفي لكاساس!

مدرب المنتخب الوطني خيسوس كاساس، أشاد بعد نهاية اللقاء بأداء المنتخبين وتقديمهما مباراة مُمتعة للجماهير.

وأضاف كاساس في مؤتمر صحفي "المنتخب قدّم شوطاً جيّداً ولم يُحالفنا الحظ في التسجيل لأكثر من فرصة، وفي الشوط الثاني تمكّن الفريق الروسي من إحراز هدفين، وكان من المُمكن أن يُسجّل أكثر من ذلك.

وأوضح: "كان من الجيد لقاء منتخب كبير مثل روسيا، وعلينا دائماً مواجهة هكذا منتخبات قوية لأنها تضعنا على المحكّ في معرفة مستوياتنا الحقيقيّة، علماً أن موقعة سانت بطرسبرغ هي الأقوى منذ تسلّمي مهام تدريب العراق".

وعن تأثير غياب عدد من اللاعبين عن المنتخب الوطني، بيّن كاساس " لم أتمكّن من استدعاء الجميع، لكنني فخور بجميع اللاعبين الذين تواجدوا معنا خلال المعسكر والمباراة."

ولم يخف المدرب الإسباني بأن أداء المنتخب الروسي، وتحديداً من الجانب الأيسر، جعلنا نعاني في المجاراة من جهة اليمين، خصوصاً مع تلقي إبراهيم بايش البطاقة الصفراء التي قيّدت تحرّكاته وأجبرنا على تغيير طريقة اللعب.

وتحدث كاساس عن أهمية هذه المباراة للتحدّيات المقبلة، باعتبارها تجربة إيجابيّة وناجحة بالرغم من الخسارة، لكنها تبقى مفيدة.

وعن أسلوب اللعب وتغييره كون الفريق كان متماسكاً في الشوط الأول عكس ما ظهر عليه في الشوط الثاني، عزا كاساس ذلك إلى العامل البدني الذي أثر على الفريق بشكل عام.