TOP

جريدة المدى > رياضة > في أول حديث للإعلام مُذ هجره العراق عام 1980..صلاح علي باقر: سُلطة البعث بوزارة الشباب هدّدتني.. وفائض الأموال وراء مؤتمر الكفاءات!

في أول حديث للإعلام مُذ هجره العراق عام 1980..صلاح علي باقر: سُلطة البعث بوزارة الشباب هدّدتني.. وفائض الأموال وراء مؤتمر الكفاءات!

نشر في: 29 مارس, 2023: 08:51 م

 إدارة الشرطة ساومتني على 9 رواتب.. و(هيرده) طلب استثمار خبرتي بالمجان!

 بغداد/ إياد الصالحي

أكد اللاعب الدولي السابق والمدرب المحترف صلاح علي باقر (66 عاماً) أن هناك أسباب شخصيّة دعته الى هجر العراق، وعدم العودة اليه طوال 23 عاماً، برغم الخدمة المُشرِّفة لرياضة تنس الطاولة التي أهداها 50 ميداليّة ملوّنة للفترة (1971 – 2010) إضافة الى اعتزازه بتحقيق الميداليّة البرونزيّة في بطولة آسيا عام ١٩٧٤في مدينة يوكوهاما اليابانيّة كأفضل إنجاز له.

وقال صلاح في أوّل حديث للإعلام خصّ به (المدى) كاشفاً خفايا ابتعاده عن الوطن " هجرتُ العراق عام 1980 قبل اندلاع الحرب مع إيران، وقتها لم أعتزل اللعبة، حيث كان تصنيفي الأوّل بين أقراني، وتلقّيتُ عرضاً إماراتيّاً وجدتُه مُناسباً لظرفي المتوتّر في بغداد، ووافقت فوراً ليس لأسباب ماديّة، بل للخلاص من الضغوطات التي مارستها سُلطة حزب البعث آنذاك ضدّي بإجباري على الانخراط في العمل الحزبي، وهو ما كنتُ أرفضهُ كوني إنسان مستقلّ بفكري، وحرصتُ أن احافظ على انتمائي للعراق فقط حتى بعد عودتي للوطن عام 2003".

وأضاف " قبل أن أهجر بلدي، اغتنمتُ فرصة الدخول في دورة تدريبيّة بتنس الطاولة في مقر وزارة الشباب والرياضة بإشراف د.باسل عبدالمهدي بين نُخبة من المدرّبين كبار السن حينها، وحصلتُ على شهادة المركز الأوّل في الترتيب النهائي الخاص بتقييم كفاءة المشاركين واستفدتُ منها أثناء تواجدي خارج العراق برغم عدم اعتزالي رسميّاً".

تهرُّب .. وإجازة!

وأوضح " في عام 1975 صدر أمر وزاري بتوقيع نعيم حدّاد وزير الشباب والرياضة (1974-1982) بتعييني موظّفاً على ملاك الوزارة، ولم أكمل سوى خمس سنوات حتى أخذ مسؤولو الوزارة يهدُّدوني بتبعات عدم الموافقة على حضور اجتماعات حزب البعث إذ كنتُ أتهرّبُ بالقول أنَ لديَّ ارتباط حزبي ضمن منطقة سكني، وهو غير صحيح، ونظراً لزيادة الضغوط عليّ حول الموضوع سارعتُ بتقديم إجازة لغرض إنجاز العرض الإماراتي، وعند تواجدي هناك اندلعتْ الحرب مع إيران فقرّرتُ عدم العودة ثانية الى العراق، وعملتُ في مجال التدريب 23 عاماً من دون أن أنتقل الى أي بلد حتى تم تغيير النظام عام 2003".

الشباب الإماراتي

وذكر صلاح " كنتُ خلال عقدي الثمانينيّات والتسعينيّات من القرن الماضي استقبلُ عديد الوفود العراقيّة من لاعبي ومدرّبي تنس الطاولة، كانوا يلحّون عليَّ بالعودة الى بغداد لممارسة نشاطي في التدريب، لكني لم أوافق، وانهمكتُ بتأسيس فريق جيّد لنادي الشباب الإماراتي أثناء مدّة عملي معه لسنتين، وأثناء ذلك اختارني الاتحاد الإماراتي لتنس الطاولة عام 1981 ضمن طاقم فني رُباعي ضمّ مدرّبَيْن (عراقي وسوري) وثالث من كوريا الجنوبية لتدريب منتخبهم وحقّقنا بطولات خليجية عدّة".

وذكر " أمضيتُ سنوات طويلة في العمل التدريبي داخل الإمارات مع أندية القادسية والشباب والعربي، وعندما حدث التغيير في العراق عام 2003 قرّرتُ العودة بناء على اتصالات مع شخصيّات رياضيّة وإداريّة كانت قريبة من مشهد العمل الأولمبي غير المُكتمَل نتيجة الفوضى التي عمّت بلدنا حينها، أكّدوا لي أن مكاني موجود للاستفادة من خبرتي، لكن الوضع العام لم يُدللّ على توفّر رؤية حقيقيّة لتجمّع يسعى لانتشال الرياضة من قبضة رجل واحد وتسليمها للإرادة الوطنيّة الديمقراطيّة التي تؤمِن بالعمل والقرار الجمعي، فلم أتردّد من الرجوع ثانية الى الإمارات"!

مؤتمر الكفاءات

وأشار الى أنه " خلال شهر كانون الأوّل من عام 2009 تلقيتُ دعوة من وزارة الشباب والرياضة لحضور مؤتمر (الكفاءات الرياضيّة ) في العاصمة بغداد، بمشاركة أكثر من مئة شخصيّة أغلبهم من المُقيمين في أوروبا وأمريكا واستراليا وكندا مثل فلاح حسن وثامر يوسف وعدنان القيسي وغيرهم من المتواجدين في العراق أيضاً لجميع الألعاب، وانطلق المؤتمر يوم الأربعاء 9 كانون الأول 2009 واستمرَّ لمدة خمسة أيام، وكان هدفه المُعلن هو (حثّ العراقيين في الخارج إلى تقديم الأبحاث والمشاريع والمقترحات التي من شأنها تطوير العمل الرياضي والارتقاء به الى مستويات متقدّمة) واكتشفتُ كغيري أن المؤتمر بعيد عن هدفه، وهناك فائض من الأموال أرادوا انفاقه على تنظيم المؤتمر بطريقة أو بأخرى، حيث كانت ورشات العمل ضعيفة ولا تؤسِّس الى رياضة عراقية قوية"!

وتابع صلاح " قبل أن أغادر بغداد، التقى بي وكيل وزير الشباب والرياضة الأسبق عصام الديوان، طالباً مني التريّث في العودة الى الإمارات، وقال لي (هل نسيت إنك موظف سابق على ملاك الوزارة، سأنتظركَ في مكتبي يوم غد لتنظيم أوراق إعادة تعيينك ومنحك حقوقك) وبالفعل لم يُقصّر معي الرجل، وتم إعادة تعييني، وباشرتُ ليوم واحد فقط ثم غادرتُ الى الإمارات".

نزعة أنانيّة

وقال عن عودته الثالثة الى بغداد " في عام 2013 نضج قرار الاستقرار النهائي في العاصمة، وتم تعييني مُشرفاً لإدارة المنتخبات الوطنيّة لتنس الطاولة استناداً لقرار الراحل كاظم خزعل رئيس اتحاد اللعبة السابق، لكن لم يُنفَّذ وذلك لرغبة الاتحاد بتشكيل لجنة مدرّبين من دون تحديد رئيسها فقلتُ لهم هذا غير صحيح فمَنْ سينقُل قرارات اللجنة الى مكتبكم التنفيذي وتناقشوه وتتواصلون معه لتنظيم شؤون اللجنة والمنتخبات الوطنيّة؟ وأتضح أن بعض أعضاء اللجنة أبدوا تذمّرهم من طلبي بتحديد رئيس للجنة بنزعة أنانيّة مُريبة، وبرّروا بأنهم عاشوا في العراق وعانوا الظروف المارّة به، بينما أنا هجرته طوال عقدين من الزمن! وهذا الطرح شاع في ذلك الوقت بصورة دعتْ كثير من الرياضيين المُبدعين الى المكوث في دول المهجر وتحمّل ظروفها على منح خبراتهم لرياضات الوطن بسبب ثلّة من الرياضيين ينظرون الى الموقع كامتياز شخصي لا علاقة له بمعايير المُفاضلة ذات المصلحة العامة".

واستطرد " في عام 2014 أسَّستُ أكاديميّة الكاظميّة لتنس الطاولة بجهود أعضاء إدارة النادي الذي ترأسه الراحل عبد الكريم حميد (الزعيم) وقمنا بتدريب لاعبي النادي والاتحاد، وللأسف أخطأتُ بعدم إبرام العقد التدريبي مع الإدارة قبل المُباشرة في العمل، فبعد مرور سنة واحدة لم أمنح سوى راتبين، وعندما حاججتهم بوجوب منحي بقيّة الرواتب العشرة كوني مدرب محترف، قالوا لي أنت ابن البلد والمدينة، والعقود تُبرم مع المدرّبين الأجانب فقط! فرفضتُ ذلك وتركتْ الأكاديميّة".

حقوق لدى الشرطة

وعن عمله مع فريق تنس طاولة نادي الشرطة ، أفاد " حصل ذلك عام 2017 حيث أبرم معي د.رياض عبدالعباس رئيس النادي الأسبق عقداً رسميّاً يضمن حقوقي الشهريّة كاملة ومعي المدربين (حيدر عبد الجليل والراحل محسن محمد علي الهاشمي) وتمّتْ مصادقته من قانونيّة اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة، وعملتُ لموسمٍ كاملٍ بحماسة كبيرة وتقدير من عبد العباس، لكن حين صدر قرار حلّ إدارته، رفضتْ الإدارة البديلة برئاسة إياد عبدالرحمن منحي حقوقي، وقالت لي بالنصّ (خُذْ حقّكَ من الإدارة السابقة)! فقلتُ له ما علاقة رياض، أنا وزميلين أبرمنا عقودنا التدريبيّة مع مؤسّسة نادي الشرطة الرياضي وليس شخصاً بعينه، ومع ذلك رفضَ منحنا الحقوق، فوكّلنا المحامي عدي اللامي ورفعنا دعوى قضائيّة في المحكمة الرياضيّة التي أقرّتْ بحقوقنا، وألزمتْ نادي الشرطة بدفع استحقاقنا لـ 12 راتباً (مليون دينار في الشهر) والمُشكلة أنه كُلّما يحضر مندوب عن قضيّتنا الى المحكمة يتم طرده بذريعة أننا عملنا في عهد د.رياض عبدالعباس، وبعد انتظار صرف حقوقنا لمدة 5 سنوات تمّت مساومتنا من نادي الشرطة عام 2020 بمنحنا 3 ملايين فقط مقابل التنازل عن 9 ملايين لكلّ مدرّب، فوافقنا على مضض خوفاً على ضياع أي حقٍّ لنا".

وعود غير صحيحة

وبشأن مدى اهتمام اتحاد اللعبة بالكفاءات ، قال " لم يكن الاتحاد السابق ولا الحالي صادقاً معي في موضوع الاستعانة بخبراتي في مجال الاستشارة أو رئاسة لجنة المدرّبين، وأتضح أن كلّ ما وَعَدونا به ليس صحيحاً، ومن صحيفة المدى أوجّه للاتحاد نصيحة بتطوير أدوات عملهِ كإداريين ومدربين ولاعبين وعدم إقصاء الكفاءات التدريبية وأبطال اللعبة الذين قدّموا أغلى ما عندهم في سبيل وطنهم، لأن اللعبة بحاجة الى عمل أكبر ومستواها الفني لا يتوافق مع طموح أهل الاختصاص مثلما تابعنا مؤخّراً منافسات بطولتي العراق الدوليّة وغرب آسيا في مدينة السليمانية (آذار 2023) ".

ويواصل القول " أين المعسكرات التدريبيّة النوعيّة، وأين بطولات الجمهوريّة مثلما كُنّا أيام الثمانينيّات نعرف مَن هو بطل الشباب لعام 1980 وفلان بطل الناشئين لعام 1981، وهنا أتحدّى الاتحاد أن يُسمّي لنا بطل إحدى الفئات بتنس الطاولة لعام 2021! المُحزن أن كلّ ما يستطيع الاتحاد فعله إجراء تصفيات محليّة قبل البطولة الخارجيّة بثلاثة أيام، ويختار الفائزين الأوائل الخمسة لمرافقة المنتخبات خارج العراق! في حين اللاعب السادس ربما يكون هو الأفضل بينهم لكن مرضه منعه وأثّر على نيله مرتبة متقدّمة، هذا المنهج يجب أن يُستبدل باحترافيّة عالية وتُنظمّ بطولة دوري مستمر يتم اختيار لاعبي المنتخب في ختامه".

وتساءل صلاح " هناك من يواصل تدريب المنتخبات الوطنية منذ عام 2013 حتى الآن، لماذا لم يتم تغييرهم والاستعانة بمنير مبدر جاسم مثلاً الذي يشرف على أكاديميّة في ألمانيا ويتمتّع بشهرة في تأهيل لاعبين جيّدين هناك"؟

العمل بالمجّان

وفي ختام حديث صلاح أكّد " لا أمانع من العمل لإعداد لاعبين ماهرين للمنتخب الوطني يرفعون الرؤوس في أسياد هانغجو 2023 وأولمبياد باريس 2024، بشرط مساواة راتبي مع الملاكات الأجنبيّة التي تتعاقد الاتحادات معهم بإشراف اللجنة الأولمبيّة، لا أن تتم دعوتي من قبل رئيس اتحاد تنس الطاولة هيرده رؤوف للعمل مع المنتخبات بالمجّان! وشخصيّاً قلتُ لهُ مستعدٌّ لذلك، لكن مَن يُشرف على المنتخب سواء كان رئيس اتحاد أو عضو أو رئيس لجنة مستشارين يعمل هو الآخر بالمجان".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأولمبية العراقية تدعو اتحاد الكرة لعدم التعامل مع "إدارة الزوراء المنحلة"

اليوم.. أربع مواجهات في الجولة الثانية لدوري نجوم العراق

"إصابة قوية".. شتيغن يغادر مباراة برشلونة وفياريال محمولاً على نقالة

"فيفا" يرفض طلباً فلسطيناً باستبعاد إسرائيل

منتخب ناشئي العراق يتغلب على نظيره الإيراني "تجريبياً"

مقالات ذات صلة

الطلبة يجتاز الحدود بدوري نجوم العراق
رياضة

الطلبة يجتاز الحدود بدوري نجوم العراق

رياضة/ المدى فاز فريق الطلبة على ضيفه فريق الحدود بهدف دون مقابل ضمن منافسات الجولة الأخيرة لدور نجوم العراق لكرة القدم. ‏جرت المباراة على ملعب المدينة في العاصمة بغداد اليوم السبت عند الساعة الـ8:00...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram