اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: من الأحواز الى شاطئ الفرات العرب بماء واحد

قناطر: من الأحواز الى شاطئ الفرات العرب بماء واحد

نشر في: 29 مارس, 2023: 08:55 م

طالب عبد العزيز

لم ألتق عربياً من اهلنا في الاحواز- كلهم من الشيعة-إلا وحدثني عن نفوره وبغضائه لنظام الحكم في ايران، وهناك إجماع على أنَّ الحكومة تمارس اضطهاداً وتمييزاً يبلغ درجة عليا في العنصرية بحقهم، وهذا أمر نلمسه في زياراتنا المتكررة الى أهلنا وأبناء عمومتنا، المنتشرين في الجنوب الايراني كله، والذين يكررون علينا قولهم: بانهم عربٌ وعراقيون، ويتطلعون الى يوم خلاصهم من محنتهم مع النظام. ألم يكن الشيخ خزعل مرشحاً لعرش العراق ذات يوم؟

كلنا يعرف أنْ ليس في هذا القول من جديد، لكننا نعجب من إصرار الأحزاب والقوى الدينية العراقية من محاولاتها في نقل الانموذج الايراني الى بغداد!، وإذا تأملنا القضية من أربع جهاتها لن نعثر على موجب لذلك، فالحكومة الايرانية ذاتها تضيق ذرعاً بقيود نظامها، وتسعى جاهدة الى التخفيف منها عن شعوبها، نتيجة الرفض العارم لها، وما التظاهرات التي هزت مدن الجمهورية الاسلامية الاخيرة، اثر مقتل الناشطة مهستي اميني ببعيدة عنا، ومن يتجول في الجنوب العربي هناك ويقارن بينها والمدن الاخرى يخلص الى الاسباب تلك.

في فهم التجارب لا بدَّ من البدء من حيث انتهى الآخرون، وتكرار الاخطاء إمعانٌ في أمرين أولهما الغباء وثانيها التعمد والاصرار عليه، ومؤسف أنَّ مقاليد البلاد بأيدي الاثنين معاً، فما حدث في التصويت على قانون سانت ليغو يفصح أكثر، ويأخذنا الى مهاوي لا يعرف أحدٌ خلاصاتها. ترى ماذا لو أنَّ أبناء التيار الصدري قرروا شيئاً آخرَ؟ على الرغم من وجودهم خارج البرلمان الآن، وماذا لو اتفقوا مع قوى المعارضة وملأوا الشوارع هتافات واسلحةً، ما الذي سيجنيه جماعة الإطار من ذلك؟ ثم أين العقل السياسي خارج تحديات العاطفة والتشنجات والمصالح الضيقة؟

أنْ ترضي إيرانَ وأنت غاضب لأبناء شعبك قضية بلا منطق، وأن تمنح ولاءك لحكومة يكرهها ابناء جلدتك من العرب الشيعة لهو أمر عجاب، وبلا مخرجات صحيحة، وينطوي على ارتدادات مخيفة، فضلاً عن خيانة الضمير وبخس حق القوم الذين أنت منهم. حين أجبر النبي محمد(ص) على الخروج من مكة قال:" والله إنك لخيرُ أرض الله، وأحبُّ أرض الله إلى الله، مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ."

أمريكا عدوة الشعوب، لعله عنوان كتاب قرأناه، ثم عرفنا بأنَّ دولة الولايات المتحدة إنما قامت على إبادة سكان القارة الاصليين، من الهنود الحمر، وأنَّ جرائمها توالت على طول وعرض القرن العشرين، من فيتنام وكوريا الى أفغانستان الى العراق وسوريا وليبيا.. ثم يأتي من يعتقد بأنَّ أمريكا تعاضد الشعوب المضطهدة، وتمنحها الديمقراطية وتساعدها في انقاذها من الفقر!! وأنها تصطرع مع إيران لأنقاذ العراق، غير مدرك بأنَّ أفضل صراع للاقوياء هو الذي يتم خارج خرائط دولهم. لا نعرف متى يدرك حكامنا (الوطنيون) جداً بأنَّ مصلحة العراق تقتضي الاخلاص للأرض والناس والنأي عن تقريب هذا وتلك.

حالُ العرب في الاحواز لا يختلف عن حالنا في النخل، كلنا بماء واحد، وكلنا ضحايا انظمة دينية، لا تقيم وزنا لمصلحة شعوبها. الولاء المفرط لإيران، الذي يتخذه جماعة الإطار لن يتقدم بالبلاد خطوة للأمام، وما حدث في مبنى البرلمان أثناء التصويت سيكون وبالاً على البلاد، هناك احتقان يكاد ينفجر في الاوداج، والله نسأل ألّا يحيقَ المكرُ السيءُ إلّا بأهله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram