TOP

جريدة المدى > الصفحة الأولى > مقياس التقدم ...الشبكة الكهربائية تحبط العراقيين

مقياس التقدم ...الشبكة الكهربائية تحبط العراقيين

نشر في: 2 أغسطس, 2010: 09:27 م

 ترجمة:المدى تقود المسؤولة اقبال علي مصحوبة  بمجموعة من ضباط الشرطة حملة ضد سرقة الكهرباء ووجدت بسرعة ما كانت تبحث عنه في هذا الصيف اللاهب: لصوص الكهرباء، حيث لاحظت ست كابلات سوداء مربوطة من الكهرباء المخصصة للمواطنين الى  صف من ورش تصليح السيارات ساحبة تلك الساعات القليلة من الطاقة التي يزودها النظام المجهد للكهرباء في العراق.
وقد امرت اقبال قائلة "انزلها كلها" وقام عامل تم رفعه برافعة بفك وقطع التجاوزات، احد مالكي المحلات ويدعى هيثم فرحان رد باستهزاء مستعملا الكلمات التي تستخدم الان في كافة انحاء العراق مثل لعنة " ما كو كهرباء". منذ اسقاط النظام قبل سبع سنوات كانت حالة الكهرباء هي من اكثر الحالات التي تم ملاحظتها عن قرب لانها تمثل علامة للتقدم في العراق وللجهود الامريكية لتغيير الديكتاتورية في ذلك البلد الى ديمقراطية.  ومع ان المهمة القتالية الامريكية التي تسمى لدى الكونغرس عملية تحرير العراق توشك على الانتهاء هذا الشهر الا ان الحكومة العراقية مازالت تكافح من اجل تزويد الناس باحدى اكثر الخدمات الاساسية اهمية. الحملة التي تقودها اقبال علي ضد سرقة الكهرباء هي "ضماد متأخر لجسم مهشم" وهو ما يوضح بشكل صارخ التركة المتناقضة التي سيخلفها الامريكان وراءهم بينما يبدأ العراق بحكم نفسه بشكل حقيقي  اما نحو الأحسن او نحو الاسواء. فالعراق الآن لديه نظام انتخابي حتى وان كان غير مثالي ولديه صناعة نفطية وجيش على قمة ازدهار محتمل لكن رغم ذلك مازالت العاصمة بغداد لديها خمس ساعات فقط من الكهرباء في اليوم في هذا الصيف الحار. ان النقص المزمن في الكهرباء هو نتيجة لعوامل لا تعد ولاتحصى  تتضمن الحرب، القحط والفساد لكنها جميعا تعكس حكومة معطلة تبقى متوقفة وغير قادرة على تلبية  حاجات الناس وهذا ما يولد النفور والانشقاق بما فيه الاحتجاجات التي جرت هذا الصيف بينما كان العنف في حالتين هو مقياس مختلف للحرية الجديدة في العراق.يقول صاحب المحل فرحان الذي اظلم محله بعد القطع "ان الديمقراطية لم تجلب لنا شيئا. ان ما خلفه التواجد الامريكي في العراق بشكل عام مثل مخلفات الحرب نفسها تبقى محل نزاع واختلاف في وجهات النظر مغلفة بالايديولوجيا والسياسة وايمان بقدرة الديمـــقراطية على التجذر في قلب العالم العربي . وعلى الرغم من ان العديد من العراقيين كانوا يشكون في باعث الولايات المتحدة لدخول الحرب آملين في ان اسقاط النظام سيجلب لهم حكما عصريا مؤهلا، لكن مازالت الشوارع مليئة بالنفايات والماء الصالح للشرب ملوث ، والمستشفيات كئيبة وغير امنة  في اغلب الاحيان والبنايات التي تم قصفها في بداية الحرب عام 2003 او تلك التي دمرتها قذائف الارهابيين بقيت على حالها من الخراب. الذي كان واضحا ان توقعات العراقيين من تجهيز حقيقي للكهرباء وللخدمات الأخرى مثل توقعاتهم من الديمقراطية نفسها وهي تتجاوز بعيدا سواء مع الامريكان او سياسيي البلد المتصارعين فيما بينهم القدرة على ان يلتقوا معا يقول حسن شهاب وهو مواطن من بعقوبة " ان السياسيين يقتلون تفاؤلنا" . مشكلة الكهرباء، بالطبع،  اقدم من مشكلة تشكيل الحكومة الجديدة فقبل 20 عاما في مثل هذا الشهر قام الديكتاتور بغزو الكويت وفي ذلك الوقت كان العراق لديه قدرة على تجهيز الكهرباء بحدود 9295 ميغا واط وبحلول عام 2003 وبعد الحرب وسنوات طويلة من العقوبات الدولية هبط معدل انتاج الكهرباء الى نصف ذلك الرقم. ومنذ ذلك الحين وهذا النقص يقيد التنمية الاقتصادية ويعرقل تقريبا كل سمات الحياة اليومية خصوصاً في المدن ، فالمولدات تصخب باصوات محركاتها خارج البيوت والبنايات الاخرى التي لم تكن موجودة سابقا وشبكات الاسلاك الكثيفة مثل اجمة الغابات اصبحت جزءاً من مدن العراق كحال الجدران العازلة ونقاط التفتيش. اغلب المولدات تعمل بشكل خاص والكلفة تقريبا 7 دولار لكل امبير من الكهرباء وبالنسبة للعراقيين العاديين فالكلفة باهظة جدا لتشغيل اي شيء آخر ما عدا الانارة والتلفزيون . يقول عباس رياض البالغ من العمر 22 عاما  وهو مواطن من مدينة الصدرقال  " لم ار كهرباء جيدة منذ اليوم الذي ولدت فيه " . وكانت الولايات المتحدة قد صرفت 5 مليار دولار على قطاع الكهرباء في العراق وهي تمثل نسبة 10 بالمائة من مجموع 53 مليار دولار كانت قد خصصت لاعادة اعمار العراق فيما تم صرف جزء آخر على  اعادة بناء قوات الامن العراقية وكان لها بعض التأثير الجيد، لكن هناك ايضا حالات من عدم الكفاءة والفساد في مشاريع اخرى تتعلق في اعادة اعمار المدارس ونظام المجاري والصرف الصحي والطرق والموانئ. العراق الآن يولد كهرباء اكثر مما كان في عام 2003 لكن الكهرباء المتوفرة لا تجاري الطلب المتصاعد عليها من خلال انتشار السلع الاستهلاكية خصوصا مكيفات الهواء. عن:هيرالد تربيون

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

 بغداد/ وائل نعمة فيما ينتظر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من موسكو لزيارة بغداد، ينفي ائتلاف دولة القانون أن تكون زيارة المالكي إلى العاصمة الروسية والزيارة المرتقبة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram