المدىالوقت يتسرب من ايدي الجميع والنتيجة هي اننا نحصد ثمارا لاطعم لها ولا رائحة ولا فائدة ، وقت ثمين يضيع في المناقشات العقيمة والحلول المستحيلة والانتضارات المخزية لهذا الاجتماع أو ذاك ، سواء القريب منها أو البعيد .
ووسط عصبوية التمسك بالمواقف المعلن منها والسريّ ، يبدو المشهد السياسي العراقي مأزوما بالتخندقات وانعدام الثقة والنظر الى المستقبل بعين الريبة والشك . وفي هذه الاجواء الملتبسة والمتشنجة ـ نعتقد ان بصيص الأمل مازال مشعا لمن يريد ان يرى الطريق ولمن لديه الرغبة الحقيقية في الخروج من المأزق ولمن لاغل في يديه ولا تفكيره ولمن يقتنع بان الخسارة سيحصد نتائجها السلبية الجميع وان الربح ، وهو وفير ، سيشمل الجميع ايضا . وقضية المناصب ، بالرغم من حساسية وضعها ، الا انها ، في المنطق الوطني السليم ، يتوجب ، بل وينبغي ، ان لاتكون العصا التي تمنع العربة العراقية من الانطلاق . فمستقبل العراق اثمن من المناصب والأسماء والتسميات باختلاف مواقعها الحالية ، وان الحكمة والوطنية تتطلب قرارات شجاعة من كل الاطراف المعول عليها انقاذ العراق من هذا المأزق ، قرارات لرجال سياسة من طراز رفيع يتمكنون من اتخاذ القرار الجريء الذي يدفع الجميع خطوة الى الأمام ، والتأريخ العراقي يشتمل على مواقف ، اتسمت بالكثير من الاحساس العالي بالمسؤولية من اجل المصلحة الجماعية والمستقبل . وليس خافيا على النخب السياسية المطالبة باتخاذ القرار الشجاع ، ان الشارع العراقي منزعج جدا من التجاذبات والمماطلات السياسية ، التي لم تعد تشكل له مبررا لتأخير الاتفاقات على حلحلة الأمور ، لان المواطن اعتقد بأنه ذهب للانتخابات ، لاهداف غير اهداف الكراسي ، لقد ذهب الى صناديق الاقتراع من اجل عراق جديد ، عراق ديمقراطي، يؤمن له حقوقه وحاجاته الأساسية ومستقبل أولاده. المؤكد اننا سنجتاز هذه الأزمة كما اجتزنا غيرها ، لكننا لانريدها باقل الخسائر كما قبلنا سابقا ، نريد هذه المرة اجتيازا مربحا ومؤسسا لتقاليد قادمة في العمل الديمقراطي ، وان على نخبنا السياسية ان تسارع الى اقتناص ماتبقى من الفرص لحلول عراقية وطنية صرفة ، تبكي الاعداء وتسر الاصدقاء ..فهل يفعلها سياسيونا ؟ سؤال ينتظر الشارع العراقي اجابته العملية قبل ضياع الفرصة نهائيا !
قبل ضياع الفرصة
نشر في: 2 أغسطس, 2010: 09:36 م