 الديوانية/ ضياء المهجة

أطلق ناشطون من محافظة الديوانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة و"هاشتاك" لمحاسبة الحكومات المحلية السابقة والمسؤولين بسبب انعدام الخدمات والبنى التحتية بسبب السياسات للحكومات المحلية السابقة المتعاقبة لتصل إلى أسوأ مراحلها التأريخية من سوء الخدمات وتكون الأولى من بين المحافظات العراقية بتردي واقع البنى التحتية.

وتضمنت الحملة مطالبات "للحكومة المركزية ومجلس النواب بتأسيس صندوق لإعمار الديوانية وتخصيص مبالغ إضافية لموازنة المحافظة بعد إعلان الحكومة المركزية الديوانية محافظة منكوبة من كافة الجوانب وإحالة المشاريع من خلال (مجلس استشاري) يشرف على إحالة المشاريع المهمة للبنى التحتية لشركات عالمية رصينة تراعي الجودة والاستدامة".

واشار البيان الى "إيقاف وسحب العمل من الشركات الفاشلة ابتداء من شركة نور الافق والتيك والرافدين"، مؤكدين "ضرورة تشكيل لجان فنية مختصة من نقابة المهندسين وقانونيين للتحقيق في شبهات فساد المختبرات الإنشائية لمساهمتها مع الشركات في فشل مشاريع المدينة والتحقيق مع دوائر المهندس المقيم خاصة في المشاريع التي فشلت بعد استلامها".

وطالبوا "بتعويض المتضررين في المدينة بفعل الأمطار الأخيرة والإنهيار الخدمي أسوة بتعويضات مدن الأنبار وصلاح الدين والموصل".

يشار الى ان المئات من أهالي محافظة الديوانية خرجوا بتظاهرات على خلفية انعدام الخدمات وفشل تنفيذ المشاريع داخل المحافظة.

أعلن عضو الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية في العراق محمد كشاش الجليحاوي، الأربعاء الماضي، عن تضرر 5% من الحقول والمساحة الزراعية في عموم مناطق المحافظة جراء الامطار والحالوب.

وقال الجليحاوي في تصريح لـ(المدى) إن "الشحة المائية قبل الامطار أدت ايضا الى خسائر 30 بالمئة من المساحة الزراعية في عموم المحافظة لقلة الإطلاقات المائية التي تصل المحافظة من وزارة الموارد المائية". وأضاف الجليحاوي، ان "الامطار الغزيرة ساهمت برية الفطام الاولى للمساحة الزراعية الخاصة بمحصولي الحنطة والشعير". يشار الى ان الديوانية تعد من المحافظات الزراعية على مستوى العراق لكنها تعاني من التراجع نتيجة عدم الاهتمام الحكومي وقلة الدعم.

وتسببت الأمطار التي شهدتها محافظات مختلفة يومي الأحد والاثنين المنصرمين، بغرق أحياء ومناطق عديدة، من بينها محافظة الديوانية (جنوبي العراق) التي توصف بـ "المنكوبة".

وتعاني الديوانية، من تهالك في البنى التحتية وعدم تطويرها منذ 20 عاماً، فضلاً عن اتهامات بالفساد تطال مسؤوليها المحليين، بالإضافة إلى فشل الشركات التي تولّت ملف شبكات مجاري وأمطار المحافظة في إكمال مشاريعها على مدى نحو 10 سنوات الماضية.

واضطرت محافظة الديوانية، إلى تعطيل الدوام الرسمي للدوائر والمؤسسات الحكومية كافة باستثناء (الخدمية منها)، الأسبوع الماضي وذلك لمواصلة الجهد الخدمي لسحب مياه الأمطار، وكذلك استثناء (إدارات المدارس) لغرض التعاون على استمرار الجهود لتهيئة بنايات المدارس للطلبة، بحسب بيان لمكتب المحافظ، ميثم الشهد.

في هذا الصدد، قال النائب عن محافظة الديوانية، باسم الغرابي في تصريح تابعته (المدى) إن "الخدمات في المحافظات الوسطى والجنوبية ومنها الديوانية (المنكوبة)، لم يطرأ عليها تحسّن أو إضافة، حيث أن البُنى التحتية نفسها منذ 20 عاماً، لذلك ليس من الغرابة ألّا تستوعب شبكات المجاري كميات الأمطار الأخيرة".

وذكر الغرابي، أن "الحكومات المحلية السابقة اثبتت فشلها وخاصة المحافظ الأخير المُقال والمُتهم بقضايا فساد مالي واداري، وكذلك الحال مع المحافظين الذين سبقوه، والمحافظ الجديد تسنم منصبه منذ حوالي شهر فقط، أما مديرو الدوائر وخاصة البلدية والمجاري، فهؤلاء يُغيّرون كل بضعة أشهر، والحاليون يواجهون آليات مُعطّلة ونقصا في الأعداد تحول دون تقديم الخدمات بصورة فاعلة".

ورجح النائب عن الديوانية، استمرار الأزمة الحالية (غرق المناطق) في محافظته، لمدة أسبوع في ظل الإمكانيات الحالية، مؤكداً أن هناك "تنسيقاً لإدخال الآليات المُتخصصة من المحافظات الأخرى لسحب مياه الأمطار".