اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > الكاتب والناشر الفرنسي (مانويل كاركاسون):(أسير عاشق) للشرق الأوسط.. في روايته الأولى

الكاتب والناشر الفرنسي (مانويل كاركاسون):(أسير عاشق) للشرق الأوسط.. في روايته الأولى

نشر في: 1 إبريل, 2023: 09:56 م

ترجمة: عدوية الهلالي

رواية (التحول) الصادرة مؤخرا عن دار غراسييه للنشر هي الرواية الأولى للكاتب والناشرمانويل كاركاسون المدير السابق لدار غراسييه للنشر والذي يدير حاليا دار ستوك للنشر،

ولايمكن تصنيف هذا الاصدار الجديد لأنه مزيج بين السيرة الذاتية والتساؤل الوجودي كما انه يضم قصة حب حقيقية ويقوم بلا شك ببعض التوغلات في الخيال، فهو العمل القلق والصادق والمثقف والذي يتحدث عن "المستقبل"، على حد تعبير المؤلف، الذي أراد لكتابه أن يكون طريفا ومسليا لكنه يدرك جيدا أنه ربما لم ينجح في ذلك – خاصة عندما يقترب من الأجزاء المأساوية من تاريخ الشرق الأوسط ويتحدث عن لبنان، البلد الذي يثير لديه هذا التسونامي الحميم ويجعل المؤلف مضطرا إلى العودة الى مصادرهويته حيث التقى فيه بزوجته نور وولد فيه ابنه. لذا فهو ينغمس في تاريخ عائلته، فقد نشأ في أسرة علمانية وجمهورية، لذا تأثر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والمجازر الفظيعة لصبرا وشاتيلا أيضًا. وتحدث في كتابه عن جان جينيه، الذي قام بتأليف كتاب عنها في محاولة للبحث عن الدقة، والرغبة العميقة في الفهم، والقلق شبه المهووس بـ "التحول".. بهذه الطريقة يؤلف كاركاسون نصًا لا يمكن أن يترك أي قاريء غير مبال. انه يجعلنا نغوص في ظلام ماضينا، وتتشابك ألغازنا، وذكرياتنا للوصول إلى الحقيقة المدفونة حتى في لاوعي الكاتب وهو يقول إنه يشعر وكأنه في وطنه في لبنان أكثر بكثير مما يشعر به في محطة مترو فافين حيث ينزل كل صباح.

جريدة (لورينت لو جور) اجرت حوارا مع الناشر والكاتب كاركاسون حول اصداره الأول جاء فيه:

 انشغلت بادارة دور النشر لفترة طويلة،ما هو الدافع وراء رغبتك في العودة إلى الكتابة؟

- دارت حياتي كلها حول الكتب منذ أن كنت ناقدًا أدبيًا وناشرًا. هذا هو مصدرعيشي، أنا رجل الكتاب. لكني، كنت بحاجة إلى استخدام الكلمات لتوضيح اصول وهوية البلد الذي لم اكتشفه كسائح بل جعلتني حقيقة الانغماس في واقع مختلف تمامًا، أدرك بأنني عرفت صورة معينة للبنان، صورة بلد رائع..لكني اكتشفت أن الأمركان أكثرمن ذلك بكثير، الأمر الذي أعادني إلى أصولي. وكان علي أن ألقي نظرة فاحصة على كل هذا.

 لديك علاقة متناقضة ومتضاربة مع لبنان، تتحدث احيانا عن كونه بلد مليء بالقمامة " وتكتب كذلك أنك تشعر فيه وكأنك في وطنك؟

- لقد عشت أزمة القمامة فيه في عام 2015 وأنه من أجل العودة إلى المنزل، كان علينا أن نسير بين أطنان من النفايات.. بشكل عام، لبنان بلد يثير مشاعر متناقضة. لايمكنك أن تحبه تمامًا أو تكرهه تمامًا. زوجتي نور مفتونة بهذا البلد فهي لا تحب باريس حيث تشعر بالراحة وتفضل لبنان حتى لو عاشت وسط فوضى كبيرة..

 أنت تعرف نفسك على أنك "أسير عاشق" مستعيرًا هذه المصطلحات من جان جينيه الذي، في الكتاب الذي يحمل هذا العنوان، يقوم برحلة إلى الشرق الأوسط حيث يجد مكانًا للانتماء الى الفلسطينيين. لماذا يشغل جينيه مساحة كبيرة في كتابك؟

- قلة قليلة من الصحفيين رأوا الآثار المترتبة على الفصل الذي كرسته لجينيه في كتابي. (أسيرعاشق) هو كتاب مهم جدا بالنسبة لي. أنا أتفاعل مع الأشياء التي شعرت بها في لبنان حيث أشعر حقًا بأنني أسير عاشق فانا عاشق لأنني أحب نور وأسير لأنني لا أتقن اللغة أو الرموز أو الجغرافيا أو تعقيدات الانتماءات المجتمعية. قرأت كتاب جينيه، ثم الكتاب الذي خصصه له دومينيك إيدي. قرأت أيضًا منتقدي جينيه وكنت أرغب في توضيح مسألة معاداة السامية التي تُنسب أحيانًا اليه.. كل هذا كان يقودني إلى صبرا وشاتيلا، إلى نص جينيه حول هذه المذبحة الرهيبة ". كنت أقضي الكثير من الوقت في توثيق هذا الواقع الذي يذهلني وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن المسؤولية الإسرائيلية أكبر مما كنت أتصور. استحوذت علي هذه الفكرة كثيرا لأنني أردت أن أفهم. إنها وصمة عار أخلاقية ستظل عالقة مع الإسرائيليين والمتواطئين معهم لفترة طويلة. أخيرًا، أود أن أقول إن كتاب (أسير عاشق)، هو كتاب هجين غير قابل للتصنيف، فهو مقال وسيرة ذاتية وشعر ومذكرات، وقد أثر فيّ كثيرًا.

 ماالذي يسحرك في الشرق الأوسط؟

- ما يسحرني في الشرق الأوسط قديم جدا. عندما كنت أعمل في جريدة الفيغارو، قمت بتغطية حفل للفنون الشرقية وسمعت قصائد لمحمود درويش مع معزوفات شرقية، ورغم أنني لم أفهم اللغة، فقد شعرت بألفة غريبة مع هذا العالم الشرقي. الشرق هو المكان الذي نستيقظ منه، انه الفجر، المكان الذي تولد فيه الأشياء، المكان الذي يأتي منه النور.. ولكن، من المؤكد أن الجانب المأساوي فيه يؤلمني.

 ماالذي يشير إليه عنوانك على وجه التحديد؟

- يحتوي هذا الكتاب بطريقة ما على عنصر التوبة فيما يتعلق بالأشياء التي أندم عليها في حياتي؛ انه يعبر عن الرغبة في المصالحة. لكن المعنى الآخر له هو ان علينا أن ننظر إلى الماضي ونذهب إلى المستقبل. فلا يمكننا أن نفهم إلى أين نحن ذاهبون إذا كنا لا نعرف الماضي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram