«السيادة» يقترب من تعليق حضوره بالسلطتين التشريعية والتنفيذية بسبب «مماطلة الإطار»
إسماعيل قاآني في بغداد منذ 3 أيام.. ماذا يخطط؟
بغداد/ تميم الحسن
باتت شهور عسل الإطار التنسيقي مهددة باحتمال عودة مقتدى الصدر زعيم التيار الى المشهد بالتزامن مع حراك حلفائه السابقين من السُنة.
وتفيد توقعات بانطلاق تظاهرات واسعة الاسبوع المقبل في الذكرى العشرين لسقوط النظام السابق ضد عدد من القضايا.
بالمقابل، يقترب تحالف سني كبير من مقاطعة جلسات مجلس النواب والحكومة بسبب «مماطلة الإطار» بتنفيذ البرنامج الحكومي المتعلق بالسُنة.
ورداً على ذلك عاد التحالف الشيعي بالى التلويح بامكانية ابعاد محمد الحلبوسي رئيس البرلمان عن المنصب وتقريب معارضين له.
يأتي ذلك فيما يقوم مسؤول ايراني رفيع بجولات على الزعامات الشيعية الدينية والسياسية ضمن الترتيبات الجديدة التي لحقت الاتفاق التاريخي بين السعودية وإيران.
وتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين بتبادل الاتهامات حول جرف الصخر او «النصر»، وهي التسمية التي يستخدمها الحشد الشعبي بعد 2014 على البلدة الواقعة جنوب بغداد.
ابو تراب التميمي، أحد قيادات الحشد، وصف في تدوينة خميس الخنجر زعيم تحالف السيادة بـ «يزيد العصر»، بحسب ما فهم من المنشور.
وقال التميمي: «ننتظر صلاة يزيد العصر في جرف النصر» ردا على تصريح للخنجر استفز القوى الشيعية بشأن المدينة التي توصف بـ «اللغز».
وكان الخنجر الذي يعتبر قريبا من فالح الفياض رئيس الحشد، بحسب تصريحات لنواب من «الإطار»، قال إنه «قريبا سيصلون في جرف الصخر».
وجاءت تصريحات زعيم تحالف السيادة ضمن حديثه عن تنفيذ «البرنامج الحكومي»، الذي أكد بانه «حصل على تعهدات من كل الأطراف السياسية بتضمين طلبات القوى السنية».
وكشف الخنجر في تصريح مصور عن «لقاء قريب يجمعه مع رئيس الوزراء محمد السوداني من اجل اقرار العفو العام»، مؤكدا: «القانون سيطبق قبل العيد» في اشارة الى عيد الفطر المقبل.
وكشف عن ان من ضمن التعهدات التي حصل عليها من القوى السياسية قبل تشكيل الحكومة كانت تتعلق بـ»العفو، وعودة سكان جرف الصخر، وحل المليشيات».
ولا يتخلف وضع خميس الخنجر الملتبس عن بلدة جرف الصخر المحررة منذ 2014 ولم يعد سكانها حتى الان، فالأول يعتبر قريبا من أكثر القوى الشيعية تشددا بالمقابل غالبا ما توجه له اتهامات بانه يعمل مع «داعش».
وفي لقاء تلفزيوني سابق قالت عالية نصيف النائبة عن «الاطار» ضمن ائتلاف نوري المالكي، ان «فالح الفياض- رئيس الحشد- هو من قام بتسوية قضايا الخنجر واعادته الى العراق».
وظهر الخنجر اول مرة بعد انتشار «داعش»، قبل انتخابات 2018 حين أرغم وقتها، بحسب ما تسرب-على ان يسحب ترشيحه للانتخابات التشريعية آنذاك.
وعقب مخاض طويل لتشكيل الحكومة التي رأسها بعد ذلك عادل عبد المهدي، جلس الخنجر في طاولة المفاوضات الى جانب المالكي وعرف حينها بــ»تحالف البناء» الذي ضم الشيعة -باستثناء الصدر-والسنة.
وذكّر يوسف الكلابي النائب الذي عاد مؤخرا من صف الخاسرين الى مقاعد البرلمان بقرار قضائي، كيف كانت تنظر القوى الشيعية الى الخنجر.
وقال الكلابي وهو قيادي سابق في الحشد على صفحته في فيسبوك: «عام 2018 كنت انا أكثر من وقف ضدك وضد عودتك للعمل السياسي».
وأضاف النائب ردا على تصريحات زعيم السيادة الاخيرة: «كنت مقتنعاً انه امثالك لا ينبت بهم المعروف او الصفح».
مقاطعة واحتجاجات
اعضاء «الإطار» بدوا مستفزين من كلام الخنجر بسبب انباء عن مقاطعة برلمانية وحكومية للتحالف المكون من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي والخنجر، ويضم أكثر من 60 نائبا.
ويقول قيادي سُني رفيع في تصريح لـ(المدى) ان «محمد الحلبوسي رئيس البرلمان يضغط في جميع الاتجاهات لتحقيق مطالب السنة بينما يقوم خصومه بالعكس».
ويضيف القيادي الذي طلب عدم الاشارة الى هويته: «إذا فشلت هذه الضغوط فان تحالف السيادة سيقاطع جلسات البرلمان والحكومة».
ويمتلك تحالف السيادة 3 وزارات في الحكومة وهي وزارات: التخطيط، الصناعة، والتجارة، فيما كان يتوقع ان يحصل الخنجر على منصب نائب رئيس الجمهورية.
وتوقع القيادي السني ان تحركات السيادة «ستأتي متزامنة مع تظاهرات واسعة في يوم 9 نيسان القادم ضد قانون الانتخابات وسوء ادارة الدولة ستكون فيها عودة علنية لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر».
ويتابع القيادي: «ستكون هناك مشاركة من جمهور الصدر في الاحتجاجات ورئيس البرلمان في اجازة ليبعد نفسه عما سيحدث».
وكان الحلبوسي قد منح نفسه اجازة 15 يوما في وقت يقترب فيه البرلمان من مناقشة قانون الموازنة الذي يتعطل منذ أسابيع في مكتبه.
بالمقابل ان اوساط مقتدى الصدر تلوح من بعيد لاحتمال عودة زعيم التيار الى النشاط السياسي على الرغم من عدم وجود تصريحات رسمية بذلك حتى الآن.
وكان توجيه منع السفر لـ 8 قيادات الذي صدر مؤخرا من الصدر لمسؤولين في مكتبه، قد اعتبر بداية لحراك مرتقب من التيار.
زيارة العطار
ويخطط اسماعيل قآاني قائد فيلق القدس الإيراني الذي يزور العراق منذ 3 ايام، للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اضافة الى المرجع الاعلى علي السيستاني.
وتقول مصادر سياسية قريبة من الإطار التنسيقي في حديث لـ(المدى) ان «قاآني في كل مرة يزور فيها العراق يلتقي بكل الزعامات السياسية الشيعية وكذلك الدينية ومنهم السيستاني والصدر».
وكان زعيم التيار قد أعلن مرة وحيدة في شباط 2022، عن لقائه بقاآني، وعاد بعد ذلك الصدر للتصريح بـ»الاغلبية السياسية» وبان منهجه «لاشرقية ولاغربية» في إشارة فهمت حينها بفشل الاجتماع الذي جرى في وقت كانت فيها القوى الشيعية تواجه انقساما شديدا بشأن تشكيل الحكومة.
وعن أسباب وجود قآاني في بغداد تؤكد المصادر ان جزءا من زيارته هو لتقديم التعازي بوفاة صادق الحكيم نجل زعيم المجلس الاعلى محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في 2003.
وتابعت ان «الزيارة هي الاولى الى العراق بعد الاتفاق بين السعودية وإيران، وهناك اوراق جديدة في المنطقة يجب ان يعاد ترتيبها ومنها الأوضاع في سوريا».
وعن موقف التحالف الشيعي من الحلبوسي، تقول المصادر المقربة من «الإطار» ان «الزعامات الشيعية لا تريد ان تبقي الحلبوسي في منصبه لكن الاخير يتمتع بحنكة تفتقر لها باقي القيادات السُنية».
وسبق ان ورط الحلبوسي، بحسب وصف مراقبين، التحالف الشيعي بالتصويت له العام الماضي بعد ان قرر الاستقالة من رئاسة البرلمان ورفضها الإطار التنسيقي بأغلبية نواب الشيعة.
وتعتقد المصادر ان «الحلبوسي مدعوم إقليميا ودوليا وان اجازة الـ15 يوماً سيقوم خلالها بجولة على تلك الدول لتحشيد الدعم».
وتضيف المصادر ان «الزعامات الشيعية تحاول تقريب معارضين للإطاحة بالحلبوسي او تهديده» في اشارة الى رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء السابق والذي التقى الأسبوع الماضي لأول مرة برئيس الوزراء محمد السوداني.
وكانت انباء قد أفادت العام الماضي، بوساطة نوري المالكي لإعادة العيساوي الى العراق وتسوية اوضاعه القانونية.
الى ذلك قال عضو تيار الحكمة رحيم العبودي ان ما يجري هو «صراع سُني- سُني وليس سُني- شيعي»، معتبرا اجازة الحلبوسي «من ضمن الضغوط لبقاء الأخير في رئاسة البرلمان والسيطرة على القرار السني».
واضاف العبودي في حديث لـ(المدى) ان «هناك صراعا داخليا سُنيا كان واضحا قبل تشكيل الحكومة»، مبينا ان «الإطار التنسيقي حريص على الاستقرار السياسي».
وتابع: «القوى الشيعية كانت قد عانت العام الماضي من ارهاصات تشكيل الحكومة ولاتريد تكرار هذا السيناريو»، مشيرا الى ان «انجازات حكومة السوداني ظهرت في اجواء الاستقرار».
وعن التعهدات للقوى السًنية يقول العبودي: «الحكومة ملتزمة بالبرنامج الوزاري وهناك اولوية في تنفيذ تلك البنود».
واعتبر عضو تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم ان هناك تشويشا من «قبل جهات خارجية لا تريد الاستقرار للبلاد كما انها تقف وراء الحملات الاعلامية عن وجود احتجاجات قادمة».