فيينا/ ميهرو جافيرأكد ائتلاف للمنظمات الحقوقية والإنسانية غير الحكومية أن المؤتمر الدولي الأخير المنعقد في فيينا لمكافحة مرض الأيدز سيمر للتاريخ تحت شعار "الوعود المنتهكة تقتل"، وذلك لفشله في حشد الموارد اللازمة لمواصلة علاج 5 ملايين مصاب بهذا المرض وتوفير الرعاية الطبية لـ 10 ملايين
آخرين في انتظار العلاج.وعلقت نفيس صادق، المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لقضايا مرض الأيدز في آسيا والمحيط الهادي، على التظاهرات التي نظمها نشطاء المجتمع المدني للمطالبة بالتصدي لأزمة نقص التمويل الواجب لمكافحة هذا المرض الفتاك، قائلة: أنه "من الأهمية بمكان توعية أكبر عدد من الأشخاص بأزمة الطوارئ التي تواجهها جهود مكافحة هذا المرض". وشرحت أن البحوث اللازمة لإنتاج المصل تحتاج إلى المال، والعلاج مكلف للغاية، وثمة حاجة للأموال أيضاً لتنفيذ برامج الوقاية من هذا المرض. وأضاف متظاهر شارك في الحديث قائلا أن "هذه "الضجة" (التظاهرات) تستهدف إقناع الناس بالاعتراف بوجود هذه الأزمة، هذا (المؤتمر) ليس حفلة، وإنما اجتماع للنضال ضد مرض الأيدز ومن أجل الصحة وضد فشل الحكومات في الوفاء بمسؤولياتها". ولقد تناول هذا المؤتمر الدولي، الذي أنعقد في العاصمة النمساوية في الفترة 19-26 يوليو/ تموز بمشاركة 19,300 مندوب وخبير وعالم من 193 دولة عقدوا 248 جلسة، تناول عرض النجاح المحرز في مجال مكافحة هذا المرض على مدى العقد الأخير، بما حقق خفض عدد الوفيات والإصابات الجديدة. وأفاد المشاركون أن الاستثمارات التي أجريت في التوقيت المناسب قد ساهمت في تقوية نظم الرعاية الصحية، وتقليص عدد الوفيات من السل والملاريا، وتحسين خدمات الصحة للأمهات والأطفال، وتطوير خدمات الرعاية الصحية العامة، كل هذا بقدر غير مسبوق. وعلى الرغم من ذلك، فقد خيم على المؤتمر شبح نقص الموارد، والقصور من جانب حكومات مختلف دول العالم في تعميم خدمات الوقاية والعلاج والرعاية الصحية. كما ساد بين المشاركين في المؤتمر القلق العميق حيال قرار الولايات المتحدة بخفض تمويلها لبرامج مكافحة الأيدز، والمخاوف الرائجة من أن تسحب بعض الدول الأوروبية أيضا دعمها المالي لخدمات العلاج والرعاية. وأضاف الخبراء إلى هذه المخاوف عدم وفاء حكومات عدة دول في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية بالتزاماتها في مجال تمويل معالجة مرض الإيدز. وصرح ميشيل سيسبي، مدير برنامج الأيذر في الأمم المتحدة، أن خفض التمويل سوف يقوض كل التقدم التي تم إحرازه على مدى العقد الماضي بأكمله. ويذكر أن هذه المخاوف والتحذيرات تأتي في وقت أفادت فيه بيانات منظمة رعاية الطفولة "يونيسيف" التابعة للأمم المتحدة بأن وباء الإيدز في انتشار متزايد وبمعدلات مروعة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطي، ويساهم فيه ارتفاع معدلات الإدمان على المخدرات والدعارة والاستغلال البشري.(آي بي إس / 2010) الرئيس البرتغالي السابق
مؤتمر "الوعود المنتهكة" ..ضحايا أكثر وأموال أقل لمكافحة مرض الأيدز
نشر في: 3 أغسطس, 2010: 05:36 م