افراح شوقيبحضور حشد كبير من المعنيين بثقافة الطفل وسلوكه في العراق، اختتمت أمس (الثلاثاء) إعمال المؤتمر الأول للطفولة الذي نظمته دار ثقافة الأطفال وأستمر يومين ناقش فيهما باحثون ومتخصصون وأكاديميون (12) بحثاُ تربوياً واجتماعياً ونفسياُ وميدانياً
تناولت واقع حياة الطفل العراقي وتأثير الظروف الصعبة التي عاشها البلد في السنوات الأخيرة، وواقع وأهمية المنهج التربوي وتأثير مسرح الطفل والعنف المشاع في الألعاب الالكترونية وغيرها من بحوث انطلقت من الشعار الذي حمله المؤتمر وهو (ثقافة الأطفال هي اللبنة الأولى في بناء صرح ثقافة المجتمع المتطور).rn المؤتمر استهل بعزف للنشيد الوطني أدته مجاميع من اوركسترا مؤسسة الفن للسلام توزيع الفنان علي خصاف، ومن ثم ألقى مدير عام دار ثقافة الأطفال حبيب عباس الظاهر كلمة افتتاحية أكد فيها على ضرورة تأسيس ثقافة رصينة تعتمد على المنهجية في التوجه إزاء تعليم الأطفال وتنشئتهم التي تتلائم مع المفاهيم الجديدة وأهمية الاستثمار في ثقافة الأطفال لان ميزانية الدار لا تشكل إلا النزر اليسير من ميزانية وزارة الثقافة، وان رعاية الطفولة تشكل اللبنة الأولى في بناء المجتمع عموما والطفولة خصوصا بهدف تحقيق محاور عدة منها : إشعار العالم بأن الثقافة العراقية موجودة وبخير وما تزال حاضرة برغم الصعوبات والمعاناة. ثم القى وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود كلمة قال فيها: من المعبر أن يرفع المؤتمر شعار ان ثقافة الأطفال هي اللبنة الأولى لبناء صرح ثقافة المجتمع المتطور، انه شعار يشير الى ان الطريق سالك فيما اذا أردنا أن نبني مجمعاً سليماً معافى طفله هو مادته الأولى لتحقيق ذلك، الاستثمار في عملية بناء الطفل أذا جاز لنا ذلك ليست بالأمر السهل، فبناء الطفل يعني تغييراً جذرياً لمفردات كثيرة لمنظومة القيم السائدة، نعم ليست عملية البناء بالأمر السهل ولا يمكن لمؤسسة وحدها ان تتحمل مسؤولية البناء هذه، أنما المجتمع بكل مؤسساته يتحملها وأولها وزارة الثقافة والتربية والتعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة والأوقاف ومراكز العلوم التربوية والصحافة ومنظمات المجتمع المدني وغيرها، ودار ثقافة الأطفال من الدوائر الفقيرة في الوزارة وتعاني من شحة التخصيصات المالية، ومجلتا مجلتي والمزمار يطبع منها الآن اقل من عشر ما كان يطبع قبل عقود، كما ان التصدي للعملية الثقافية يتطلب ترتيباً للأولويات وتوجيهاً للموارد المادية والبشرية بحسب تلك للأولويات، وما يجب هو تقديم أنشطة تسهم في إنقاذ الآف من الأطفال من ثورة العنف وانفلات الغرائز، ولا يفوتنا أن نذكر أن هناك الآلاف ممن فقدوا عائلهم ومرشدهم بسبب الإرهاب الذي عانينا منه وما نزال، وعلينا جميعاً ان نوليه الاهتمام الأكبر ضمن التوجهات المستقبلية.وقبل البدء بقراءة بحوث المؤتمر قدمت فرقة مؤسسة الفن للسلام عدداً من المقطوعات الموسيقية المنوعة، وفعاليات تايكواندو لطلاب مدرسة هبة الله الأهلية نالت رضا وإعجاب الحضور. أما محاور المؤتمر فتوزعت حول دور المنهج التربوي في تنمية ثقافة الطفل وتطويرها ودور النشاط المدرسي و منظمات المجتمع المدني في اكتشاف مواهب الأطفال وتنمية المهارات واثر الموروث الشعبي والعاب الأطفال في ثقافاتهم ودور برامج الأطفال المرئية والمسموعة في تعزيز ثقافاتهم وغيرها من محاور تناولتها جلسات المؤتمر.جلسة اليوم الأول التي ترأسها رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق فاضل ثامر تضمنت بحوثاً عدة اولها البحث الموسوم عن تربية الإبداع وجماليته في مسرح الطفل للدكتور عقيل مهدي عميد كلية الفنون الجميلة، ودور السينما في تنمية خيال الطفل وثقافته للدكتورة شذى العاملي- كلية الفنون الجميلة ودراسة تناولت نظرة تاريخية في تطوير تجربة الطفل في العراق للدكتور حسين علي هارف وأخيرا اللعب الابداعي الطفولي لسليم الجزائري من دار ثقافة الأطفال.وفي بحثه الموسوم تربية الإبداع وجماليته في مسرح الطفل اشر الباحث د. عقيل مهدي في اليوم الأول على نقاط مهمة من بينها ان المسرح العراقي قدم تجارب جادة في مسرح الطفل ولابد من ان نحسن أعداد برامجنا القادمة فهناك تداخلا بين البنى المجاورة بين الفن والأدب والانتروبولوجيا والعلم والتكنلوجيا والمجتمع وعلم النفس والتربية والسياسة والدين والاخلاق وسواها، ولذلك فنحن بحاجة الى اشراف فنانين مرموقين في مسرح الطفل وتحديد شروط إبداعية خاضعة للانماء والارتقاء وتحقيق أدارة نوعية ومسارح بمعمار حضاري لائق والاستفادة من مسارح الطفل في العالم وحدد الباحث في خلاصة بحثه المطلوب كل ما يتمم النهوض بالمسرح وأهمها تضافر جهود الشاعر و الكاتب والملحن مع المخرج والسينوغرافيا وان تفتح قنوات مع المدارس ورياض الاطفال فالوطن بحاجة الى مسرح طفولة قائم على ركائز من المعرفة والدراية لا التخبط والعشوائية.وعن دور المنهج التربوي في تنمية ثقافة الأطفال وتطويرها ركز الباحثان د. محسن عبد علي وسعد مطر
نحو الإصلاح والتغيير.. متخصصون يناقشون واقع ومستقبل الطفولة فـي العراق
نشر في: 3 أغسطس, 2010: 05:45 م