نجم والي إنها لا تريد أن يعتبرها أحد رائدة لحركة نسوية أو ماشابه، كل ما تريده أن يتركها الآخرون بسلام، هذا ما قالته الفرنسية المسلمة، للصحفيين للمرة الأخيرة، بعد أن تصدرت قضيتها العناوين الرئيسية للصحف ونشرات الأخبار، لم تخف المرأة التي تشعر بحقها المهضوم غضبها أو حيرتها،
خصوصاً وأن ما تعرضت له لم يحدث في بلد مسلم أو بلد عالم ثالثي، بل في بلاد أوروبية تعتبر نفسها بلاداً متحضرة، وأين؟ بالذات في بلاد الحرية والأخوة والمساواة، بلاد الثورة الفرنسية، في فرنسا؟الممرضة التي روت قصتها للصحفية الألمانية كارين كيلغايت (لم تشأ الإفصاح عن إسمها) تعمل وتقيم في مدينة لِيل الفرنسية، التي كانت تعتقد أنها عثرت على رجل الأحلام عندما تزوجت من مهندس فرنسي كان تحول للإسلام، لكنها لم تعرف إن الفرنسي "المتحضر" هذا سيتصرف معها وكأن فرنسا ما زالت تعيش عصور الإقطاع، عندما لا يطلب منها العودة في ليلة العرس لأهلها إلى أهلها وحسب، بل سيذهب في اليوم الثاني إلى المحكمة لكي يفرض الطلاق عليها. الأمر الذي سيحصل عليه من المحكمة المدنية في لِيل، ليصبح الزواج لاغياً بعد فترة قصيرة. السبب: العروس، لم تكن كما وعدت زوجها، باكراً! الدليل التاريخي القديم لم يثبت التأكد منه، لم تكن هناك دماءً على شراشف فراش الزوجية، العملية الدموية التي يفتخر بها الأزواج عادة فشلت في تلك الليلة ولخيبة الفرنسي "المتحضر"!طبعاً لم يكن هذا الطقس غريباً على أوروبا، فقد عرفته أوروبا منذ قرون طويلة وكان منتشراً بين أوساط المسيحيين، كانت العروس تتعرض للعقوبة في حالة فشلها بإثبات عذريتها، وبدل أن تتسلم إكليل العذرية المصنوع من الآس، تتوج في الكنيسة بإكليل "عذارى" مصنوع من القش! وحتى مطلع سنوات السبعينات من القرن الماضي كانت العذرية في ألمانيا مثلاً محمية قانونياً قبل الزواج: الرجال الذين يفضون بكارات نساء ثم لا يتزوجوهن، عليهم حسب الفقرة 1300 من قانون العقوبات الاتحادي دفع ما أطلق عليه "مبلغ الإكليل". رغم أن ذلك أصبح اليوم في عداد التاريخ، لكن من الطريف الملاحظة هنا، كيف أن الألمان يحلون كل شيء عن طريق دفع الغرامة المالية!في الأوساط الإسلامية الأمر على الضد من ذلك، فعلى عاتق الفتيات الشابات وحدهن يقع عبء مسؤولية العذرية والتي غالباً ما يدفعن ثمن فقدانها غالياً، خصوصاً في حالة إثبات إن الفتاة غامرت بممارسة الحرية الجنسية ذاتها التي منحها الرجال "المسلمون" لأنفسهم قبل الزواج. آيان هيرسي علي، المؤلفة الهولندية والسياسية، الصومالية الأصل، أطلقت على حياة الفتيات المسلمات الشابات إسم "قفص البكارة". امرأة بغشاء بكارة تالف هي مثل "شيء مستعمل"، كتبت الصومالية في كتابها الشهير"أنا أدين". الفتاة المسلمة التي تمارس الجنس قبل الزواج عليها أن تعرف مقدماً أنها ستخضع للإهانة، ستُعاقب، أما عائلتها فعليها أن تعيش العار. آيان هيرسي علي تحيل القاريء في كتابها إلى تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2003 والذي يقول أن 5000 فتاة شابة تقريباً تُقتل سنوياً في العالم، لأنهن أصبحن "بلاقيمة" بالنسبة لعوائلهن لم يعدن باكرات!لذلك لم يكن من الخطأ إلغاء الزواج في لَيل، كما نقلت الصحفية الألمانية على لسان الناطقة الرسمية باسم وزارة القانون الفرنسية، "الطلاق جاء في مصلحة العروس"، أفضل لها أن تعيش مطلقة، والعودة إلى حياتها الطبيعية بسرعة على أن تعيش تحت إذلال زوجها وعائلته. قرار الحكم أطلق في حينه في فرنسا وفي البرلمان بالذات نقاشاً غاضباً.قضية لِيل كما قالت الباريسية المغربية الأصل لمجلة "نيويورك تايمز"، حولت قضية البكارة عند المسلمات في بلد معاصر مثل فرنسا إلى قضية درامية. "عندي خوف مرعب، الناس تستطيع الحديث عني أيضاً بهذا الشكل"، الفتاة الباريسية عليها أن تجلب إلى عائلة عريسها المستقبلي ورقة اثبات العذرية، وحسب ما تقول في التحقيق الذي كرسته مجلة نيويرك تايمز للموضوع، لم تستطع النجاح بالحصول عليها. وهذا ما جعلها تفضل أن تخضع نفسها لعملية جراحية لكي تخيط بكارتها مثل جوارب، بشكل سري طبعاً!أيضاً في ألمانيا تجد العديد من الفتيات المسلمات أنفسهن في نفس المعضلة، بين الرغبة بالتحكم بحياتهم بأنفسهن وبين احترام عادات قديمة لمجتمع ذكوري تسلطي. صحيح ان هناك شيوخ جوامع مسلمين، كما هي حال إمام الطائفة المسلمة في المدينة الصغيرة "ببينزبيرغ" في ولاية بايرن العليا، بينيامين أدريس، الذي صرح للصحافة قائلاً، بأن القرآن لا يعطي أي واجب ملزم واضح يقول، بأن على المرأة أن تظل دون أن يلمسها أحد حتى زواجها. وبالنسبة إليه، الإملاء أو الإلزام هذا هو جزء من ثقافة لها علاقة "برجال مسلمين مؤمنين" يريدون لأنفسهم نساء عذراوات بشكل مطلق". إدريس الذي يُعتبر شيخ دين ليبرالي في وسط شيوخ الدين المسلمين في ألمانيا وفي الأوساط الصحفية الألمانية يجد الأمر هذا "مهانة لأن الرجال يريدون حرية مطلقة لأنفسهم، بينما ليس من حق ال
منطقة محررة ..عذراوات للبيع وأخريات بإكليل من القش

نشر في: 3 أغسطس, 2010: 05:46 م