فخري كريم
رحل دون أن يتسامح مع كسر إرادته بالانفتاح على رحابة الحياة وما تنطوي عليه من قيم ومبادئ وآفاق. رحل المناضل في سبيل السلم والعدالة والحرية عضو هيئة رئاسة المجلس العراقي للسلم والتضامن المهندس رياض فرحان عبد الكريم، بعد معاناة لم يسمح لها بأن تكسر إرادة التمسك بالحياة ومقاومة صروف الألم والشعور بالفقدان.
خاض الفقيد معترك العمل السياسي الوطني، وانخرط بالنشاط الثوري في فترة مبكرة من حياته. وتحمل مكابدة ويلات الأنظمة الاستبدادية المتتالية، وما فرضته من ظروف وممارسات تفوق أحيانا طاقة البشر على التحمل. ولم يتراجع أو يستسلم، بل ظل أميناً على ما آمن به من مبادئ ومسعى لحياة حرة كريمة لشعبنا، وفاءً لمثله الإنسانية وقيمه الأخلاقية والتزاماته الوطنية، مستشرفاً آفاقاً قد تفتح باباً للرجاء والفرج أمام الآمال التي طالما حاولت الدكتاتورية وأدها وإخماد شعلتها.
إن هذا الفقدان، يشكل ثقلاً على محبيه، بما يمثله من خسارة ويخلفه من أسىً، في لحظة فارقة من نضال شعبنا لتعبئة قواه وطاقاته لتجاوز ما يعانيه في ظل هيمنة قوى تصر على فرض منظومة فساد وفوضى أخلاقية باتت منتهية الصلاحية وفاقدة الشرعية ومحكومة بالفشل الأكيد.
لحظة رحيل الزميل رياض ستظل تلهم رفاقة في حركة السلم والعمل الديمقراطي بآفاقها الوطنية على مواصلة النضال والعطاء بكل ما انطوت عليه حياته من حيوية وتدفق لتعزيز مسيرة السلام التي آمن بها وكرس حياته في سبيلها.
نتقدم بالمواساة لرفاقه وأسرته الكريمة والأوساط التي ستفتقد وجوده بينها وتعرف قدره، وفداحة الخسارة برحيله.
نم مطمئناً، تسود رحلتك الأبدية السلام والصمت البليغ، فستظل ذكراك دعوة للنضال في سبيل حياة كنت تتمناها، وتتشوف لبزوغها!