TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان ..المسؤولية العراقية

كتابة على الحيطان ..المسؤولية العراقية

نشر في: 3 أغسطس, 2010: 07:59 م

عامر القيسي قال الرئيس الاميركي أوباما في خطابه الذي القاه مساء الاثنين في الشأن العراقي " استراتيجيتنا الجديدة في العراق هي الانتقال الى مسؤولية عراقية كاملة " ، وربما يكون الموقف الأميركي فريدا من نوعه في تأريخ الصراعات العالمية ، لكن المهم بالنسبة لنا هو الاجابة على السؤال التالي :
ماهي استراتيجيتنا ازاء الاستراتيجية الأميركية ؟ المعلوم ان اتفاقية واضحة المعالم بيننا لترتيب الانسحاب الأميركي من العراق ، والمعلوم ايضا ان هذا الانسحاب ان لم نكن مستعدين لملء فراغه ، امنيا وسياسيا ، فهذا يعني اننا وقعنا الاتفاقية دون ان نضع استراتيجية " مابعد الانسحاب الأميركي "، ربما يقول البعض ، لدينا قوات امنية وجيش قادر على منع عودة اعوام الجنون 2005 -2006 ، ورغم الدور الكبير الذي قامت به قواتنا الامنية والتضحيات التي قدمتها ، الا ان مايؤكد عيه المسؤولون دائما ، هو تأكيد احادي الجانب ، فاستراتيجية مابعد الانسحاب ليست أمنية فقط ، ذلك ان الشطر المهم الغائب عن " استراتيجيتنا " ان وجدت ، هو الشطر السياسي الذي تنطلق منه الاستراتيجيات الأخرى.  ان الانسحاب ليس عملية استبدال جندي اميركي بآخر عراقي ، وأي نظرة تنطلق من هذه الأرضية ستوقعنا بالكثير من المشاكل ، لانها صراحة تعبر عن قصر نظر سياسي وقلة خبرة في فهم الاحداث التي يمر بها البلد. الانسحاب الأميركي المعلن يضع امامنا مسؤوليات اكثر وأكبر ، تتطلب منا وعيا سياسيا للمخاطر المحتملة والوسائل الكفيلة بعدم العودة الى المربع الأول التي ما زال يهدد بها البعض. وهي مخاطر اكبر من المناصب الحكومية ، لانها بكل صراحة ووضوح تتعلق بمستقبل العملية السياسية برمتها وبالمشروع العراقي الديمقراطي وبمستقبل الجميع !الأميركان يرمون الكرة في ملعبنا ، فقد انجز الناس ماعليهم واسقطوا نظاما دكتاتوريا عتيدا دمر العراق والمنطقة "باختلاف وجهات النظر حول الدور الاميركي وأهدافه"، ولم نفلح في استثمار لحظة تلاقي المصالح للانطلاق بالعراق الى افق الديمقراطية والأمان والتحضر، فاستجبنا بوعي ومن دونه الى اهداف اخرى بعيدة عن مصالح الشعب العراقي وتطلعاته، ولنكن اكثر وضوحا فان البعض من القوى السياسية العراقية كان حصان طروادة للآخرين، ونجحت تلك "الأحصنة" في خلق اكثر من دفرسوار في الخارطة السياسية العراقية، فتقاتلنا نيابة عن الآخرين، كل الآخرين، بدل ان نتجه للبناء والاعمار وتعويض الزمن الذي ضاع من العراقيين.  ربما يفكر البعض في اعادة "اللعبة " ثانية ، وربما يفكر البعض الآخر في ابتكار " لعبة " جديدة ، يكون ثمنها الكثير من التضحيات والدماء، وفي مقابل هذه ال "ربما " والاحتمالات ، فان مسؤولية تأريخية حقيقية تقع على عاتق القوى السياسية العراقية الحيّة التي يهمها مستقبل العراق ، وهي القوى التي قدمت في مقارعة النظام الصدامي الكثير من التضحيات الجسام. انها القوى التي يعوّل عليها الشعب العراقي في بناء استراتيجيات ليس لما بعد الانسحاب الأميركي ، وانما لمجمل العملية السياسية والتنمية وبناء الانسان العراقي المتحضر القائم وجوده على منظومة حقوق الانسان واحترام الحريات العامة والخاصة.اذن اننا امام مسؤولية عراقية جديدة وعلينا ان نثبت للعالم اننا عندما نتحدث عن ضرورة الانسحاب الأميركي فاننا نمتلك استراتيجية واضحة لما بعد الانسحاب كما للاميركان استراتيجية مابعد القتال.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram