إياد الصالحي
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي " تويتر " تحديداً مساء أمس الأوّل السبت بخبر صراع مواطنين كويتيين مُرشّحين لرئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي في الانتخابات المُقبلة لخلافة الشيخ أحمد الفهد الذي أنهى المُدّة الشرعيّة في قيادة المجلس منذ عام 2019، ولم يسعفهُ الوقت في تجديد الولاية بسبب تأجيل المحكمة السويسرية حسم ملف الدعوى القضائيّة، الخاصّة بقضيّة إتهامه بالتزوير، الى شهر أيار القادم، فيما كان يوم 7 نيسان الحالي هو موعداً أخيراً لتلقّي أوراق المُرشّحين.
قد يبدو خبر الصراع الكويتي عادي جداً سيّما أن الكويت استأثرتْ بمقعد رئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي منذ تأسيسه عام 1984 بشخص الراحل الشيخ فهد الأحمد الذي استمرّ حتى عام 1990 وتسلّم الراية بعده نجله عام 1991 مواصلاً استحصال تزكية الجمعيّة العموميّة للمجلس في كلّ دورة نظراً للخدمات المؤثّرة التي قدّمها للدول الأعضاء وتكاتفها مع برامجه الأولمبيّة في صناعة الأبطال ودعمهم والارتقاء بعمل اللجان الأولمبية في القارّة ما جعله المُرشّح الوحيد للرئاسة في كلّ دورة.
حسناً ما المُشكلة في الأمر؟ حتى مساء الجمعة الفائت لم يتقدَّم أي مرشّح لخلافة الشيخ أحمد الفهد سوى حسين المسلم الذي يشغل منصب الأمين العام للمجلس نفسه، وهو رئيس الاتحاد الدولي للألعاب المائية حالياً، وبدا الموضوع محسوماً طالما أن المسلم قدّم خدماته هو الآخر برفقة رئيسه المُتنحّي على خلفيّة الدعوى القضائيّة، ويمتلك ترشيح رسمي من اللجنة الأولمبيّة الكويتيّة مُعلن عنه أمام الجمعيّة العموميّة للمجلس الأولمبي الآسيوي في اجتماع كمبوديا أواخر عام 2022، حسب معلومات متداولة في وسائل إعلام كويتيّة ومواقع موثوقة لشخصيّات رياضيّة وإعلاميّة في " تويتر " مازالت تُغرِّد حول الموضوع حتى اللحظة!
المفاجأة أنه قبل ساعات من إغلاق باب الترشيح للانتخابات دخل الشيخ طلال الفهد رئيس اتحاد كرة القدم الكويتي (2016-2010) وقدّم ورقته كمرشّح عن اللجنتين الأولمبيّة العراقيّة والفلسطينيّة ليكون منافساً لمواطنه الكويتي!
نتساءَل ومعنا عديد المُتابعين لانتخابات المجلس الأولمبي الآسيوي: ما دوافع مبادرة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة بترشيح الكويتي الشيخ طلال الفهد لصراع انتخابي " كويتي بإمتياز " يُراد منه المحافظة على مقعد كويتي لم تتخل عنه الكويت طوال 39 عاماً، ولم يتقدّم غير كويتي ليُهدّد مقعد الشيخ المُنشغل بملفّه القضائي برغم وجود عشرات الشخصيّات الكفوءة التي عايشت مسيرة المجلس وكانت تُعضّد نجاحاته وتتحمّل مسؤوليات أي اخفاق يُصيب حلقاته المسؤولة عن متابعة لجانه وتقويمها؟! أم أن للمقعد توصيفه الذي لا يشبه بقيّة مقاعد رئاسات المواقع الدوليّة والقاريّة والعربيّة؟
لن نطعن ولا نشكُّ في دوافع الخطوة العراقيّة وموجبات منح الترشيح سيما أن الكابتن رعد حمودي أكثر الشخصيّات المُقرّبة من الرئيس المُتنحّي بين أعضاء المجلس الأولمبي الآسيوي، لكنّنا نستغربُ صمته حيال دعم الشيخ طلال الفهد بورقة ترشيح رسميّة مثلما - أوردت وسائل الإعلام الكويتيّة - في سابقة لم تألفها العلاقات الرياضيّة بين البلدين، ولا حتى سياقات الترشيح لبقيّة الاتحادات واللجان العربيّة العاملة في المشهد الرياضي العام! ألا يُلزمه موقفه توضيح ذلك في بيان شفّاف للرأي العام العراقي؟ أما كان من الأفضل أن ننأى عن ذلك حتى لو أجازت لنا لوائح المجلس؟؟
ومن حقّنا التساؤل أيضاً: إن كان الكابتن رعد حمودي أكتفى بـ 14 عاماً من العمل الأولمبي في العراق وحتماً سيُخلي موقعه لمرشّح آخر حسب الضوابط بسبب تقدّمه في السن، فلماذا لم يمنح كتاب الترشيح لشخصيّة عراقيّة تمتلك المواصفات وتكسر الحاجز وتُطلق الثقة بإمكانيّة تواجد العراقي في موقع مُتقدّم بدلاً من استمرار خدمة الآخرين بأصوات ثمينة لم تتجلّ قيمتها في ملفّات مهمّة مثل الحظر الدولي وانتخابات عربيّة وإقليميّة وبروتوكولات تبادل الخبرات بين الرياضيين وغيرها.
نتمنّى أن لا تكون ورقة الأولمبيّة العراقيّة سبباً في إذكاء الفتنة الكويتيّة الواقعة أصلاً وقد تمتدُّ حرائقها زمناً طويلاً، في ظرف يسعى العُقلاء من البلدين الى دفع ضرر إساءة المسلسل ( دُفعة لندن ) للعراقيين بقَصَبة التسامح!