TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من يدفع فاتورة الخراب؟

العمود الثامن: من يدفع فاتورة الخراب؟

نشر في: 9 إبريل, 2023: 11:19 م

 علي حسين

عاد "المدني" سليم الجبوري إلى هواية إطلاق النكات، ففي المرّة الأولى حقق حلم العراقيين بإقامة دولة العدالة الاجتماعية، وفي المرّة الثانية يوقظ في هذه البلاد "المدنية"، وفي المرات الأخيرة خرج علينا ليقول إن الأحزاب الدينية لم تعط الفرصة لتقديم تجربتها الصائبة في الحكم وضرب لنا مثلاً بالغنوشي في تونس ومرسي وأخوانه في مصر،

ولأن سليم الجبوري شخصية ظريفة ولطيفة فقد تنقل بنا وهو يحاور أحمد الملا طلال بين إدانة الأحزاب الدينية التي تولت السلطة منذ عام 2003 وتحكيلها مسؤولية ما جرى ، وبين الحديث عن المؤامرات التي تعرض لها الإسلاميون وعن الدولة التي يحلم بها " الحزب الاسلامي العراقي " .. ماذا يخطر ببالك وأنت تستمع إلى السيد سليم الجبوري؟، ستتذكر حتماً ما قاله السيد نوري المالكي قبل أيام من "إن في 2003 لم يكن هناك عراق وتولينا السلطة عندما كانت الخضراء مطوقة". ولا أعرف من كان يطوق الخضراء في ذلك الوقت الذي تسلمت فيه أحزاب المعارضة السلطة في العراق واستلمت المنطقة الخضراء .. ولم يتركنا السيد المالكي حتى يذكرنا بأن "ميزانية العراق كانت 25 ملياراً وارتفعت لـ100 مليار عندما فرضنا الاستقرار".. لكن الغريب لم يخبرنا السيد المالكي كم "100" مليار نهبت وأهدرت خلال العشرين سنة الماضية؟ .وماذا حصد المواطن العراقي من هذه المليارات ، ما حجم الصناعة والزراعة والصحة والتعليم ؟.

يدفعنا حديث السيد سليم الجبوري إلى الأسى، ليس لأن ما ورد فيه من معلومات وتحليلات يؤشر على الأزمة التي وصل إليها عقل السياسي العراقي، وإنما، لأن ظهور مثل هكذا "خزعبلات" في هذا الوقت بالذات، يجعلنا نؤمن بأننا نعيش عصر الخراب. في كل يوم نسمع حكايات من الشعوب التي لا يحكمها ساسة " دراويش" ، ولكننا نمر عليها على عجل. لأننا مشغولين بحكايات الإصلاح التي لا تريد أن تنتهي وبتفسير " أحاجي " سليم الجبوري، ولهذا لا نتوقف على خبر مثير يقول إن القضاء الأمريكي لا يزال يطارد الرئيس الأمريكي السابق ترامب، لأنه دفع رشوة لامرأة، خبر مضحك بالنسبة للمواطن العراقي، الذي لا يعرف كم مسؤول وسياسي عراقي غير مؤهل، وما هي مؤهلات معظم المسؤولين العراقيين الذين لايزال البعض منهم على كرسي السلطة، وأين ذهبت دعوات الإصلاح التي هتفت بها عالية نصيف ”لامحاصصة بعد اليوم”؟

طوال العشرين سنة الماضية، كان رجال السلطة، يزيدون ويعيدون حكاية أن الانتخابات القادمة، ستكون فتحاً جديداً في الديمقراطية .

إذن، نحن أمام تصريحات وخطابات تدعونا لأن نعيش أبد الدهر مع " الرموز التاريخية" التي رافقت الخراب، منذ أن اخترع إبراهيم الجعفري "معجون المحبة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram