TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك ..(عيسى انتجل على موسى وضاعت الجاموسة)

هواء فـي شبك ..(عيسى انتجل على موسى وضاعت الجاموسة)

نشر في: 3 أغسطس, 2010: 08:06 م

 عبدالله السكوتي يحكى انه كانت لاحد الريفيين جاموسة يحلبها يوميا ثم يرسلها الى المرعى بعد ان يودعها بيد احد الصالحين الذين كانت مزاراتهم تنتشر في القرى والارياف واسم هذا الرجل الصالح الذي يودع الفلاح جاموسته ببخته وحمايته شيخ محمد، ولم يكن مزاره الوحيد في القرية،
اذ ان ثمة مزارين آخرين لشيخين آخرين احدهما اسمه موسى والاخر عيسى، ومما كان يقول الفلاح عند ارسال جاموسته منفردة للمرعى 🙁 روحي مودعه ابخت شيخ محمد ) ، فتذهب الى المرعى وتبقى الى المساء ثم تعود سالمة ؛ وحدث ان سافر الفلاح ذات يوم الى احدى المدن القريبة للتزود بما يحتاجه من السلع ، فاستدعى ولده جاسم واوصاه عند اطلاق الجاموسة ان يودعها (ابخت شيخ محمد)، وسافر فاطلقها ابنه كالمعتاد ولكن اضاف الشيخين الاخرين فقال 🙁 روحي مودعه ابخت شيخ محمد وشيخ عيسى وشيخ موسى ) ، فذهبت ولم تعد لان الاسد افترسها ، ولما عاد ابوه قص عليه الحكاية ، فقال :(ولك انه جنت امودعها عد واحد ، انته ودعتها عد ثلاثة وشفت الصار ... عيسى انتجل على موسى وضاعت الجاموسه).هذا الكلام لايتعلق بمدح الدكتاتورية والانتقاص من النهج الديمقراطي ، بقدر ماهو تشخيص لحالة من الحالات المزرية التي يتكل فيها البعض على البعض الاخر في انجاز مهام مصيرية ، مثل مايحدث الان من ان هناك مراكز للقوى كثيرة تتدخل في مهمة تشكيل الحكومة من داخل الكتل المقترعة ، وهذا ليس عيبا في الديمقراطية، ولكنه عيب في الاساليب التي تتبعها بعض الكتل والتي يمكن ان نسميها بالمزاجية ، والا ماقيمة ان تعترض على شخصية مهيأة لقيادة الحكومة من قبيل مؤاخذات شخصية ، لاتصب في مصلحة احد ، والامر الاخر التي تتكل فيه بعض الكتل الكبيرة والتي حصدت مقاعد كثيرة على كتل لم تأخذ وزنا كبيرا ليكون بيدها موضع الحل والربط ، وهذه الكتل التي كانت تعتقد انها تمتلك الشارع العراقي تراجعت الى الخلف في الانتخابات الاخيرة، ولو جمعتها كلها على بعضها البعض لاتستطيع بمجموع اصواتها ان تشكل الحكومة الا اذا استندت على احدى القوائم الكبيرة ، ان الاخذ والرد في هذا المضمار لايفضي الى شيء بقدر مايفضي الى تعطيل تشكيل الحكومة وارباك العملية الديمقراطية في البلاد لغاية في نفوس البعض ، خصوصا وان اميركا اعلنت عن قرب انتهاء عملياتها القتالية في العراق ، ما يجعلنا نتكهن ان ارباك العملية السياسية يصب في خانة بعض الكتل التي تمتلك اجنحة مسلحة حيث من الممكن ان تفرض خيار السلاح على الشعب العراقي لما تمتلكه من تأثير على البسطاء من الناس ونعود ادراجنا الى الخلف  الى مرحلة الطائفية وهذه المرة ستكون العملية اوسع اذا ماوقع المحذور.على الكتل الكبيرة الفائزة ان تأخذ زمام الامور، لان العملية الديمقراطية تتسم بحكم الاغلبية ، وعلى الكتل الصغيرة ان تنضوي في البرلمان لتكون جبهة معارضة للحكومة يجري من خلالها تقويم عملها او تنضم الى الكتل الاخرى لانها في النهاية لاتستطيع تشكيل الحكومة بمفردها او بالانضمام الى تحالف يماثلها في عدد المقاعد ، ( ومثل ماكالوا مية عصفور ماتترس جدر)، ومع هذا فنحن لاندعو الى تحييد اي طرف من الاطراف عن المشاركة في الحكومة المقبلة، لكننا نود ان نسمي الاشياء بمسمياتها ونعطي كل واحد استحقاقه الشعبي ونحترم رأي الشعب العراقي وصوته، كي نصنع انموذجا جديدا للديمقراطية في العراق ، وانا اعتقد ان المرحلة المقبلة والتي ستتزامن مع انسحاب القوات الاميركية ستكون اخطر مرحلة تمر بها البلاد على مختلف مستوياتها، مايتطلب اتحاد الرؤى، والدخول في جبهات للقوى المتحالفة مع غيرها ، لاننا في الوقت المقبل سنجابه بتدخل  اقليمي واسع بحسب ماتتوقع الدول المحيطة بان القط قد غاب وعليها ان تلعب لعبتها في تقويض ماوصلت اليه العملية الديمقراطية في العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram