بغداد/ فراس عدنان
تحدثت قيادة العمليات المشتركة عن السيطرة التامة على الحدود مع الجانب السوري، لافتة إلى قطع طريق التسلل، مشددة على أن العام الحالي سيكون مميزاً في مواجهة بقايا تنظيم داعش الإرهابي في العراق، مشيرة إلى أهمية المعلومات الاستخبارية في رصد المواقع المشبوهة ومعالجتها بعد التأكد منها.
وقال المتحدث باسم القيادة تحسين الخفاجي، إن «العام الحالي سيكون مميزاً من خلال الجهد الاستخباري والضغط الكبير على تنظيم داعش الارهابي، وهو ما وعدنا به العراقيين منذ مطلع 2023».
وتابع الخفاجي، ان «ذلك يأتي تنفيذاً لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوادني بأن نستمر في ملاحقة الارهابيين والقضاء عليهم بغية تطهير جميع المناطق منهم».
وأشار، إلى أن «عملاً كبيراً تقوم به الاجهزة الاستخبارية ومنها جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الوطني، وقد ادت تلك الجهود إلى مقتل عدد من الارهابيين خلال الأسبوع الماضي واعتقال آخرين يشغلون مناصب إدارية في داعش».
وبين الخفاجي، أن «قواتنا لديها رؤية فنية في رصد أماكن تواجد الارهابيين، وقد عقدنا العزم في قيادة العمليات المشتركة بأن يكون العام الحالي متسماً بالعمل النوعي والاستخباري».
وتحدث في الوقت ذاته، عن «شل حركة الارهابيين في اعقد المناطق الجغرافية»، موضحاً ان «التنسيق بين الجهات الأمنية المختلفة تكون نتيجته في خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة وواجبها هو المراقبة والتحليل والتخطيط والتوزيع لهذه المعلومات ومن ثم تحويلها إلى ضربات جوية دقيقة».
وأورد الخفاجي، ان «المعلومات بعد إنجاز المهام عليها، يتم اعطاء تقدير موقف عن نوع السلاح المستخدم في الهجوم، ومقدار الاصابة والقوة المستهدفة».
ويواصل، أن «القوات المسلحة تعتمد على المواطن بنحو كبير في تقديم المعلومات الامنية إلى الاجهزة الاستخبارية بشأن تحركات العناصر الارهابية».
ورأى الخفاجي، أن «تعاون المواطن يسهم في تدقيق المعلومات وتصحيح قاعدة البيانات التي لدينا عن الارهاب، ومن المهم أن تكون علاقتنا معه ممتازة وهذا ما يترجمه من خلال نوعية المعلومات المقدمة الينا».
واستطرد، أن «قواتنا العسكرية أحكمت السيطرة على الشريط الحدودي مع سوريا الذي يمتد إلى أكثر من 610 كم»، مشدداً على ان «ذلك تم بعد نصب صبات كونكريتية وأجهزة مراقبة وابراج استطلاع وأسلاك شائكة وخندق مانع وخطوط دفاعية التي تتكون من خطين الأول لحرس الحدود ومن ثم الجيش بمسافة قريبة».
وأكد الخفاجي، «وجود مراقبة مستمرة واستطلاع متواصل للحدود السورية»، منوهاً إلى أن «هذه الاجراءات اثبتت توقف تسلل الارهابيين عبر تلك المناطق».
ويسترسل، «في حالة وجود تسلل من قبل بعض الارهابيين فيتم استهدافهم والقاء القبض وهذا ما تم الاعلان عنه باستمرار عبر وسائل الاعلام».
ورأى الخفاجي، أن «الشريط الحدودي مع سوريا يتمتع اليوم بميزات أمنية ودفاعية أكبر بكثير عما كانت عليه في السابق».
وأفاد، بـ»وجود اتصال مستمر مع الجانب السوري عبر وزارة الدفاع، وكذلك تواصل مع التحالف الدولي، لكن ما يهمنا أن الجانب العراقي مؤمن الذي لديه رد فعل سليم للتعامل مع كل تطور أمني».
واستطرد الخفاجي، ان «الواقع اثبت أن تنظيم داعش الارهابي فقد القيام بكل مبادرة أو عمل ارهابي وذلك في مناطق كانت توصف بأنها معقدة جغرافياً سواء جنوب غرب كركوك وادي شاي وشمال الثرثار وصحراء الانبار وجنوب غربها وصحراء الرطبة وسلسلة جبال حمرين وبحيرتها ومكحول».
ويواصل، أن «قواتنا استطاعت من خلال عمليات نوعية وتواجد مكثف بهذه المناطق ان تحرم العدو من أي تأثير يذكر»، موضحاً ان «ديالى وبعد التوجيهات الاخيرة التي صدرت، بدأت تشهد تحسناً أمنياً ملحوظاً يوماً بعد آخر نتيجة العمل الكبير الذي تقوم به قواتنا في ملاحقة الارهابيين واعتقالهم أو قتلهم وتنفيذ مذكرات القبض والمحافظة تنعم اليوم بوضع مستقر واضح».
ومضى الخفاجي، إلى أن «داعش في الوقت الحاضر منهار ومشتت، بعد أن فقد جميع المعاقل لاسيما التي كان يعتقد أنها محصنة، لكن حصل العكس».
من جانبه، ذكر الباحث في الشأن الأمني أحمد الشريفي، أن «العراق مقبل على تفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي مع الولايات المتحدة من أجل ملاحقة بقايا تنظيم داعش الإرهابي».
وتابع الشريفي، أن «تنظيم داعش الإرهابي رغم تراجع قوته، لكنه ما زال يشكل تهديداً للعراق ودول المنطقة».
ولا يستبعد، «رفع منسوب التواجد الأميركي في المنطقة، لاسيما على صعيد دعم وتأهيل القوات العراقية باعتبار أن المعركة ضد الإرهاب لم تنته لغاية الوقت الحالي».
ومضى الشريفي، إلى أن «تنظيم داعش الإرهابي يشكل تهديداً عابراً للحدود، في وقت ما زالت القوات العراقية بحاجة إلى الدعم اللوجستي، لاسيما على صعيد القدرات التقنية في تأمين آليات المواجهة والاشتباك والتنظيم».
وتشن القوات المسلحة العراقية بمختلف تشكيلاتها، عمليات استباقية مستمرة ضد بقايا تنظيم داعش الإرهابي بعد أن خسر التنظيم جميع أراضيه التي سيطر عليها في عام 2014، فيما تؤكد مصار عسكرية اعتبار العام الحالي هو الحاسم في مواجهة التنظيم والقضاء عليه بنحو تام.